هل قام نظام الملات الإيراني بإحراق سجن « إيفين » في طهران لإشاعة الفوضى وتبرير التشدّد في القمع؟
السؤال يطرحه الصحفي في جريدة « الفيغارو » الفرنسية، جورج مالبرونو، الذي يتساءل عما إذا كان حريق السجن يشكل « منعطفاً في الإنتفاضة الشعبية؟ أم، بالأحرى، ما إذا كان يندرج ضمن استراتيجية النظام للقضاء على الإنتفاضة »؟
ويضيف أنه « سُمِعت طلقات نارية وأصوات إنفجارات، في حين ارتفعت غيوم سوداء كثيفة فوق السجن، حسب صور انتشرت على مواقع التواصل. واقتربت عائلات كثيرة كانت تشعر بالقلق على مصير أبنائها المساجين من « إيفين »، وعلت هتافات مناوئة للنظام.. ».
وتقدّر مصادر تحدثت مع « الفيغارو » أن السلطات الإيرانية هي المسؤولة عن الحريق. « وهي تسعى بذلك إلى خلق حالة من الفوضى لإشاعة الخوف بين عموم الإيرانيين الذين يخشون من وقوع البلاد في وضع عدم إستقرار »، حسب مصدر سبق له أن عاش مشاهد مماثلة في العام 2009 أثناء المظاهرات التي أعقبت تزوير الإنتخابات الرئاسية. ويضيف المصدر أن « حريق إيفين يسجّل الدخول في مرحلة جديدة، مرحلة إخماد التمرد. لقد بدأت السلطات بعمليات اعتقال على نطاق واسع، وتفرض المحاكم عقوبات قاسية، وبدات عمليات إفراج عن المساجين المحكومين بعقوبات إقتصادية أو بجنح عادية من أجل استيعاب المساجين من المتظاهرين. »
ويضيف المصدر: « قريباً، ستبدأ عمليات نهب للبنوك وللمحلات التجارية تقوم بها عناصر تابعة للنظام، من أجل إتاحة المجال للنظام للظهور بمظهر السد الذي يحول دون انتشار الفوضى »!
رغم ازدياد البطش، فالمظاهرات تستمر، وتهتف النساء في مدن إيران « على الملات أن يرحلوا ».
ويضيف المصدر الإيراني: « القصة لم تنتهِ بعد. وقد عزّزت السلطات مراقبتها للزعيم الإصلاحي « مير حسين موسوي »، الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ العام 2009، حينما قام النظام بسرقة إنتصاره في انتخابات الرئاسة. »
« وحسب معلوماتنا، تخشى السلطات سيناريو مسيرة تضم عشرات الالوف من الناس وتقوم بإخراج « مير حسين موسوي » من إقامته الجبرية بالقوة. كما تخشى أن تقوم مثل هذه المسيرة بإخراج الرئيس الإصلاحي السابق « محمد خاتمي »، الذي حُرِمَ من جواز السفر منذ سنوات، من عزلته بالقوة! »
« وما لا تريده السلطة هو ظهور « سلطة مضادة » تأتلف مع المتظاهرين الذين لا يملكون، حتى الآن، ناطقاً سياسياً بإسمهم »!