(الصورة: السفير الفرنسي في لبنان يقلّد وسام الشرف لرئيس مجلس إدارة “الميدل إيست” محمد الحوت)
في الحادي عشر من شهر تموز/يوليو الجاري، لَفَتَ الزعيم اللبناني وليد جنبلاط إثر لقائه الرئيس سعد الحريري الى ان هناك “حملة مبرمجة” ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومدير عام طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، قائلاً: “ان الهجوم على سلامة من قبل البعض في الحكم لانهم يريدون ان يعينوا أحداً آخر مكانه”.
تزامناً، اعلن اليوم في طهران عن تراجع سعر صرف “التومان” الايراني نسبةً الى الدولار الاميركي، حيث سجل اكثر من 111 الف تومان مقابل الدولار، علماً ان آخر سعر لصرف “التومان” كان يقف على عتبة 90 الفاً.
وأشارت مصادر غربية مطلعة الى ان تراجع سعر صرف”التومان” مرده الى تخوف الايرانيين من نتائج العقوبات الاميركية المرتقبة على طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، وكذلك تطوير برامجها الصاروخية، إضافة الى محاولتها بسط نفوذها على دول جوارها العربية والعمل على زعزعة استقرارها.
مصادرلبنانية ربطت بين تحذير الزعيم جنبلاط الاستباقي وتراجع سعر صرف”التومان” الايراني، حيث كانت السلطات الايرانية وما زالت تسعى الى ايجاد بدائل وملاذات آمنة للتملص من العقوبات الاميركية المرتقبة والتي سوف تتدرج صعودا اعتباراً من اوائل شهر آب/أغسطس وحتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر بحيث يختنق الاقتصاد الايراني المتهاوي.
وتشير المعلومات الى ان شركة الطيران الايرانية ستجد صعوبات جمة في عبور اجواء الكثير من الدول، او الحط في مطارات العديد من الدول، ما يعيق حركة المسؤولين الايرانيين والمواطنين على حد سواء. إضافةً الى ان ثروات المسؤولين الايرانيين، التي يكتنزونها منذ استيلاء الملالي على السلطة في طهران، ستكون في حاجة الى ملاذٍ آمن في حال انهيار النظام تحت وطأة العقوبات الاميركية.
اوزيرة خارجية أميركا، هيلاري كلينتون أثارت مع الرئيس ميقاتي موضوع القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية في شهر سبتمبر ٢٠١١ بإعفاء الإيرانيين القادمين الى لبنان من الحصول على تأشيرات دخول، طالبة إعادة النظر به
وتضيف ان لبنان يمثل الخاصرة العربية الرخوة في ظل سيطرة حزب الله على جميع مفاصل الدولة اللبنانية، بالاتفاق والشراكة التامة مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، وتاليا فإن العمل جار على إقصاء كل من رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت من منصبه واستبداله بآخر اكثر طواعية يسمح بأن تتحول الشركة الوطنية اللبنانية الى بديل لشركة النقل الايرانية، خصوصا ان الايرانيين يستطيعون الدخول الى لبنان من دون الحاجة الى تأشيرات دخول، ومنهم من يدخل من دون المرور ببوابات العبور الامنية اللبنانية بواسطة اجهزة امن الحزب الإيراني المتحكمة بمطار رفيق الحريري الدولي. وتالياً، تكون “شركة الميدل إيست” المتنفس للايرانيين، مسؤولين ومواطنين، ونافذتهم الى العالم.
“الميدل إيست” فقدت ١٢ طائرة في غارة كوماندوس إسرائيلية على مطار بيروت في ٢٨ ديسمبر ١٩٦٨. إسرائيل حاولت تدمير الشركة، التي تسعى طهران الآن لاستخدامها للتهرب من العقوبات الأميركية. بعد الغارة قطع الرئيس شارل ديغول العلاقات الديبلوماسية وطرد سفير إسرائيل من باريس
وفي المقلب الثاني تشير المعلومات الى ان الهدف المتزامن مع إقصاء الحوت هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامه الذي يمتمتع بصدقية دوليه نتيجة سياساته المالية التي استطاع من خلالها الحفاظ على الاستقرار النقدي وتجنيب لبنان تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة.
وتضيف ان سلامة الحريص على سمعة لبنان الدولية ويبدي كل انواع التعاون مع الجهات الاميركية والدولية لجهة تنفيذ العقوبات على المتعاملين مع المنظمات الارهابية وكل من تضعهم الولايات المتحدة في خانة الارهاب ورعاته، سيكون استبداله مطلوبا ليصبح المصرف المركزي اللبناني الملاذ الآمن لثروات الملالي الايرانيين، خصوصا في ظل نظام السرية المصرفية الذي لا يزال لبنان البلد الوحيد في العالم الذي يعتمده.
وتخوفت المصادر اللبنانية من نجاح حزب الله في إقصاء سلامة والحوت وتحويل لبنان الى حديقة خلفية للإيرانيين تمكنهم من وضع يدهم نهائيا على جميع المفاصل الحيوية في البلاد.
فهل جاء دور المفاصل الاقتصادية، بعد الامساك بناصية المفاصل الامنية كافة؟
*
حول ملف المطالب الإيرانية من لبنان، إقرأ أيضاً:
أبعد من إلغاء التأشيرة: مطالب طهران من بيروت تمسّ المصارف والنفط وطيران الشرق الأوسط!
ما خَفي من زيارة إيران: طهران عينها على بنوك بيروت و”طيران الشرق الأوسط”
غضنفر ركن ابادي ديبلوماسي شاطر يسعى لإنقاذ إقتصاد ايران عبر بوابة لبنان
*
تعليقات من الفايس بوك