ترجمة عربية لمقالة “هآرتس”
اذا كان المواطنون العرب يتوقون الى الاندماج في جميع مؤسسات الدولة، ويطالبون، وبحق، بالمساواة المطلقة في الدولة، فمن الجدير أن يتصرف من يمثلونهم وفقًا لهذه الطموحات والمطالب.
عندما تم الاعلان عن نتائج الانتخابات للكنيست السابقة، تبين أن القائمة المشتركة التي ادخلت 13 عضو كنيست هي القائمة الثالثة من حيث حجمها. حسب الاجراء المتبع في توزيع اللجان في الكنيست تبين أن القائمة المشتركة يحق لها ادخال عضوين الى لجنة الخارجية والامن، لكن الغريب هو أن ممثلي القائمة المشتركة سارعوا الى الابلاغ عن تنازلهم عن العضوية في اللجنة، وأنهم يريدون استبدال العضوية فيها بعضوية في لجنة اخرى.
هذا السلوك لأعضاء القائمة المشتركة كشف على الفورة الفشل البنيوي في مفهوم المواطنة لدى ممثلي الأحزاب التي شكلت القائمة. الكنيست هي الساحة السياسية الرئيسية، وفيها يتم سن قوانين تحدد مصير المواطنين في كل مجالات الحياة. كل من يأخذ على عاتقه قواعد اللعب الديمقراطية يجمع أشخاصًا في أحزاب ويذهب الى الانتخابات من أجل أن يحسب على طاقم المشرّعين في الكنيست، يجب عليه أن يتمسك بجميع الحقوق الديمقراطية المعطاة له.
هذه الحقوق لا يمكن أن تكون مقتصرة على إمكانية إسماع الصوت والصرخة على منصة الكنيست. أحيانا ربما يكون صوت الصرخة من خارج المبنى سيسمع بصورة أقوى وبصورة مدوية أكثر مما لو كان حبيسًا بين جدران الكنيست. من يرسل مندوبين مخولين من قبله إلى الكنيست، يتوقع أن مندوبيه سيشاركون في كل منتديات البرلمان، التي يمكنها أن تقرر مصيره كمواطن في الدولة. من بين المنتديات التي يتوقع المواطن العربي أن يعين فيها هي كل لجان الكنيست بدون استثناء. يمكن القول إن المواطن العربي يتوقع حتى أكثر من ذلك: هو يريد عدم اكتفاء ممثليه بمكانة الكتلة الحاسمة، بل المشاركة في الائتلاف الحكومي، اذا كان الأمر يتعلق بهم. وأن يشغلوا مناصب وزراء بكل ما تعنيه الكلمة، وأن يهتموا بجميع المواطنين في دولة مساواة.
إن معنى مشاركة العرب في انتخابات الكنيست هو قبول مكانة المواطنة في دولة اسرائيل، وإعطاء شرعية للنظام السائد فيها. أعضاء الكنيست العرب الذين يقسمون الولاء للدولة على منصة الكنيست يجب أن يطالبوا ويحصلوا على جميع الحقوق المعطاة لأعضاء الكنيست بدون استثناء. لذلك، هذا ما يتوقعه منهم الناخبون الذين أرسلوهم ليتحدثوا باسمهم.
اذا كان المواطنون العرب يتوقون الى الاندماج في جميع مؤسسات الدولة، ويطالبون، وبحق، بالمساواة المطلقة في الدولة، فمن الجدير أن يتصرف من يمثلونهم وفقًا لهذه الطموحات والمطالب. وإلا فما هي الفائدة من هذه المشاركة في اللعبة الديمقراطية؟
ربما تكون هذه الطريق غير مزروعة بالورود، بل تعج بالعنصريين الصهاينة، الذين سيضعون أمام أعضاء الكنيست العرب هؤلاء سورًا منيعًا مع مجسات الكترونية عنصرية بهدف إبقاء ممثلي المواطنين العرب خارج السور. ولكن إذا أعلن الممثلون العرب من البداية أنهم سيبقون الى الأبد في مقاعد المعارضة، فلا فائدة من وجودهم في الكنيست. حيث أنهم بهذا السلوك هم فقط يفيدون الدعاية الصهيونية. هم يُستخدمون مثل ورقة التين التي تغطي عورة “الديمقراطية الوحيدة” في الشرق الاوسط.
يجب كسر القفص الزجاجي الذي يمنع خروج الممثلين العرب الى الهواء المدني النقي. المواطنون العرب يستحقون ممثلين يعرفون بشكل عميق مكانتهم المدنية في دولة اسرائيل. هذه المكانة المدنية يجب ملؤها بالمضمون. وهذا المضمون يجب أن يكون المشاركة في جميع مؤسسات الحكم في الدولة، والاهتمام الحقيقي بجميع المواطنين دون فرق في الدين والعرق والجنس.
هناك من يفضلون مواصلة أن يكونوا أسرى للماضي. لقد حان الوقت لأن نفكر جميعنا، يهودًا وعربًا، في المستقبل.
هآرتس، 22.1.2019
مصدر: مركز الناطور
***
For Hebrew, press here
For English, press here