متظاهرون يمزقون لافتة عليها صورة رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان في الخرطوم يوم 20 أبريل نيسان 2019.
الخرطوم (رويترز) – عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان يوم الأربعاء استئناف المحادثات مع جماعات المعارضة بلا شرط، وذلك بعد مرور يومين على سقوط قتلى في اقتحام قوات الأمن لموقع اعتصام بوسط الخرطوم، لكن المعارضة رفضت الدعوة.
وقال مسعفون على صلة بالمعارضة إن عدد القتلى الذين سقطوا في عملية يوم الاثنين والاضطرابات التي أعقبتها ارتفع إلى 108 قتلى وأنهم يتوقعون زيادة العدد. ونقلت وكالة السودان للأنباء عن وكيل وزارة الصحة الدكتور سليمان عبد الجبار قوله إن عدد القتلى لم يتجاوز 46 قتيلا.
وكان اقتحام موقع الاعتصام، الذي أعقب أسابيع من التشاحن بين المجلس العسكري وجماعات المعارضة بشأن من الذي ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية، أسوأ ما شهده السودان من عنف منذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل نيسان بعد احتجاجات حاشدة على حكمه على مدى شهور.
وألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات التي كان قد توصل إليها مع المعارضة بعد اقتحام الاعتصام لكنه تراجع عن تلك الخطوة يوم الأربعاء وسط انتقادات دولية متزايدة لاستخدام العنف.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي “نحن في المجلس العسكري نفتح أيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن”.
لكن قوى إعلان الحرية والتغيير، وهم تحالف لجماعات المحتجين والمعارضة، رفضت العرض وقالت إن المجلس العسكري “ليس مصدر ثقة”.
وقال مدني عباس مدني أحد زعماء التحالف لرويترز “اليوم دعا المجلس للحوار وفي ذات الوقت يقوم بترويع المواطنين في الشوارع”.
وأضاف مدني أن دعوة البرهان جاءت قبل إلقاء القبض على أحد أعضاء التحالف وهو ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وهي جماعة متمردة.
* إطلاق نار وغلق للشوارع
قال مسعفون من المعارضة إن عدد القتلى البالغ 108 يشمل 40 جثة انتشلت من نهر النيل يوم الثلاثاء. وأضافوا أن الجثث نقلت إلى جهة غير معلومة على متن شاحنات صغيرة تابعة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الرواية.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدث باسم المجلس العسكري للتعليق لكن المجلس قال على تويتر إن بعض أفراد قوات الدعم السريع تعرضوا للهجوم مضيفا أن هناك من انتحل شخصية القوات وارتدى زيها في محاولة لتشويه سمعتها.
وما زال التوتر يخيم على الأجواء في العاصمة الخرطوم يوم الأربعاء إذ يواصل المحتجون إغلاق الشوارع في عدة أحياء. ودوت أصداء أعيرة نارية من على بعد.
وأوصدت معظم المتاجر أبوابها في وقت اعتادت فيه على حركة البيع والشراء خلال عيد الفطر، وكانت هناك احتجاجات محدودة خارج المساجد بعد صلاة العيد، لكن لم ترد أنباء عن حدوث اشتباكات جديدة.
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري في كلمة تلفزيونية إن المجلس فتح “تحقيقا عاجلا وشفافا” في أحداث العنف.
وأضاف دقلو المعروف باسم حميدتي “أي إنسان تجاوز حدوده لازم يتحاسب”.
ونفى الجيش محاولته فض الاعتصام خارج وزارة الدفاع يوم الاثنين. وقال المتحدث باسمه إن القوات تدخلت للتعامل مع مجموعات تخريبية في الجوار وإن العنف انتشر.
وقالت السعودية يوم الأربعاء إنها تتابع تطورات الأحداث في السودان ببالغ القلق وتدعم استئناف الحوار بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة. وللسعودية علاقات وثيقة مع المجلس العسكري.
كما قالت الإمارات إنها تتابع بقلق واهتمام بالغ تطورات الأحداث في السودان وتؤكد أهمية استئناف الحوار بين قواه المختلفة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون على تويتر إن أعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن السودانية يوم الاثنين “بغيضة” وطالب المجلس العسكري بتسهيل التحرك نحو تشكيل حكومة يقودها مدنيون.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، جماعة المعارضة الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في سقوط قتلى يوم الاثنين فيما وصفه “بالمجزرة”.
وألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى الخرطوم، بما في ذلك شركة طيران الخليج وشركة فلاي دبي وشركة مصر للطيران.
ويموج السودان بالاضطرابات منذ ديسمبر كانون الأول، عندما تحول الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية إلى احتجاجات مستمرة ضد البشير والتي انتهت بإعلان الجيش عزله بعد ثلاثة عقود في السلطة.