بعد إعلانه بساعات قليلة، جرت مواجهات عنيفة بين أنصاره من جهة وأنصار “الإطار التنسيقي الشيعي” من جهة أخرى، أدت إلى سقوط وجرح العشرات من الجانبين، واستُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
فقد أعلن الزعيم الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي أمس الاثنين، بعد ساعات على إصدار المرجع الشيعي المقيم في مدينة “قم”، “كاظم الحائري”، بيانا انتقد فيه التيار الصدري كما أعلن اعتزاله “المرجعية”.
وقال الصدر في بيان إنه يعتزل العمل السياسي نهائيا بعد أن “أردت أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب فيه القوى السياسية الشيعية”.
وقال الصدر إن اعتزال الحائري “لم يكن بمحض إرادته”، مضيفا: “إنني لم أدّّعِِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى (القيادة)، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر … وما أردت إلا أن أقرّبهم (القوى السياسية الشيعية) إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته”.
وألمح مقتدى إلى احتمال تعرضه للاغتيال بعد أن ختم بيانه بقوله: “إن مت أو قتلت فأسلكم الفاتحة والدعاء”.
وكان الحائري حذر في بيانه “من اتّباع من يتصدى للقيادة باسم الشهيدين الصدريين (محمد صادق الصدر، والد مقتدى والمفكر محمد باقر الصدر)، وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعية فهو في الحقيقة ليس صدرياً مهما ادّعى أو انتسب”، في إشارة إلى “مقتدى”.
كما أعلن الحائري في بيانه عدم الاستمرار كمرجع ديني. وبرر قراره بـ”المرض والتقدم في العمر” وطالب بـ”إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة عليّ الخامنئي” على اعتبار أنه “الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم”.
ورد مقتدى على الحائري في تغريدة له على تويتر قائلا: “يظن الكثيرون بمن فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فضل والدي محمد صادق الصدر الذي لم يتخلَّ عن العراق وشعبه”.
والحائري مرجع ديني تتلمذ على يد محمد صادق الصدر، ثم أصبح وريث مرجعية الصدر. أي أنه تولى المرجعية بتوصية من والد مقتدى، كما كان من تلامذة محمد باقر الصدر.
من جانب آخر، أشار مقتدى في بيانه إلى أن “النجف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوماً”.
وقد يشير موقف مقتدى هذا إلى تعزيز موقعه في الحوزة الدينية في النجف وصولاً إلى بلوغ مرحلة الاجتهاد فيها، ومن ثم إلى طرح زعامته الدينية. وإذا تم ذلك فسيعني تحرر مقتدى من هيمنة الحوزة الدينية في مدينة قم.
وبحسب محللين، فإن الصدر يرى أن اعتزال الحائري هي محاولة إيرانية لإنهاء مرجعية آل الصدر.