“اندبندنت فارسي” – ترجمة “شفاف”:
بينما دخلت انتفاضة الشعب الإيراني ضد الجمهورية الإسلامية أسبوعها الرابع، واستمر القمع الدموي للقوات الحكومية ضد المتظاهرين في ظل مقتل وجرح مئات الإيرانيين بينهم نساء وفتيات، استمر الصمت أو الموقف الحذر لما يسمى بالشخصيات الليبرالية، وخاصة النساء اليساريات، في السياسة والإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هذه الانتفاضة، ما أثار انتقادات من بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ونشطاء حقوق الإنسان وعدد من الصحفيين.
وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى هذه الأسماء اليسارية: إلهان عمر، النائبة المسلمة المحجبة من أصل صومالي، ورشيدة طليب، النائبة من أصل فلسطيني والتي أقسمت على القرآن خلال حفل تنصيبها في الكونغرس الأمريكي، وإلكساندريا اوكازيا كورتز، والتي تقف إلى جانبهما في الدفاع عن حقوق المرأة، إضافة إلى ميشيل أوباما – التي تستعد هذه الأيام لإصدار كتابها الجديد – ونائبة الرئيس كامالا هاريس. كما أن ليندا صرصور، الناشطة الفلسطينية الأمريكية المحجبة والمثيرة للجدل والتي كانت باستمرار في طليعة المدافعين عن حقوق المسلمين في الغرب، ليست مستبعدة من هذه القائمة. ولطالما أشادت صرصور وعمر بحجابهما كأداة للاحتجاج على العنصرية البيضاء و “الإسلاموفوبيا” في أمريكا.
يأتي ذلك فيما حظي بعض هؤلاء بدعم المجلس القومي للإيرانيين المقيمين في أمريكا “ناياك” (NAIAC)، الذي يتهمه كثيرون بأنه “لوبي الضغط لصالح جمهورية إيران الإسلامية في واشنطن”. ودعمت “ناياك” حملة إلهان عمر ورشيدة طليب خلال انتخابات الكونغرس الأمريكي.
اقتصر دعم هذه الشخصيات اليسارية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن على إعادة تغريد بعض التغريدات التي تدين الحجاب الإجباري في إيران، أو الإدلاء بتعليقات حذرة للغاية في هذا الصدد.
في غضون ذلك، خطت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، خطوة أكبر حينما قالت إنها تقف إلى جانب المحتجين الإيرانيين.
إن منتقدي هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعي يتهمونهن بتبني سياسات مزدوجة تجاه النساء الإيرانيات، ويقولون إنهن، اللائي كن في حركة “MeToo”، كن في طليعة المدافعين عن حقوق المرأة في أن يكون لها سلطة على جسدها، وفي حركة “حياة السود مهمة”، أكدن على ضرورة الدفاع عن حقوق المظلومين والمجموعات المضطهدة،
لكن ماذا عن المرأة الإيرانية التي بالمناسبة تطالب بأن يكون لها سلطة على جسدها فترفض الحجاب الإجباري، وقد تعرضت للقمع من قبل النظام الإيراني لأكثر من أربعين عاما وتم اعتقالها وتعذيبها وحتى قتلها، لماذا ليس لديهن رأي أو يتخذن مواقف متحفظة تجاه قضاياها؟ إضافة إلى أن شرارة الاحتجاجات الراهنة في إيران كانت بسبب مقتل شابة لأنها لم تلتزم بارتداء الحجاب الإسلامي بصورة صحيحة، ودعما لها ولملايين النساء الإيرانيات اللائي يعشن في ظل قانون الحجاب الإجباري، قامت النساء في جميع أنحاء العالم كاحتجاج رمزي بقص شعرهن وبحرق الحجاب.
إ
العديد من الشخصيات المعروفة في العالم في مجالات السينما والترفيه والموسيقى والأدب، وكذلك القادة السياسيون في مختلف الدول، أعربوا حتى الآن عن دعمهم للاحتجاجات في إيران. وفرضت الحكومات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والاتحاد الأوروبي عقوبات ضد المنظمات الحكومية والمسؤولين عن قمع الشعب الإيراني أو هي بصدد صياغة عقوبات. وبات احتجاج الإيرانيين على أربعين عاما من الحكم الديني، وخاصة خلع المرأة لحجابها، منعكسا في وسائل الإعلام العالمية. ووصف سياسيون وفنانون ورياضيون احتجاج النساء الإيرانيات بأنه ملهم وجريء.
وتحدثت إلهان عمر الأحد 9 أكتوبر عن نساء إيران. وقالت هذه العضوة المحجبة في مجلس النواب الأمريكي: “الفتيات في إيران يحتججن ضد معلميهن، والشابات يقلن لا لشرطة الآداب في الحافلات وفي الشوارع. لأن قمع النساء وإجبار الناس على اتباع دين لا يؤمنون به والإيمان بأن الحكومة تقع في مقام الله، هو عمل غير أخلاقي”.
وأضافت النائبة عن ولاية مينيسوتا في مجلس النواب الأمريكي: “النساء في إيران يحملن بشجاعة شعار المرأة الحياة الحرية لكي يكون لهن السلطة على أجسادهن”. لكن عمر ربطت هذا الشعار بالنزاع بين الديمقراطيين والجمهوريين أو بين الليبراليين والمحافظين في الولايات المتحدة واستنتجت بأن “هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتحدى اليمينيون المتطرفون سلطتنا على أجسادنا، يجب علينا أيضا أن نقف ونقول المرأة الحياة الحرية”.
وانتقد كثير من مستخدمي تويتر عمر، وقالوا إن كلامها هو بمثابة اصطياد في المياه العكرة، بربطها شعار المرأة الإيرانية بقضية الإجهاض. يقول بعض النقاد أيضا أن النساء اليساريات والديمقراطيات في الكونغرس الأمريكي يربطن أي انتقاد للإسلام “بالإسلاموفوبيا”. ويشير النقاد إلى أن هؤلاء النائبات اليساريات لم يشرن إلى صرخة المحتجين الإيرانيين، الذين يطالبون، بالإضافة إلى الحرية، بإسقاط الديكتاتورية والجمهورية الإسلامية.
قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
لاإكراه في الدين قد تبين الرسد من الغي.