أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن الحوثيين علّقوا أمس الأحد صور وزير الاعلام اللبناني جورح قرداحي في صنعاء، وقرروا إعادة تسمية « شارع الرياض التجاري » باسم « شارع جورج قرداحي »! وعُلقت لافتات ضخمة على أعمدة الإنارة والكهرباء في عدّة شوارع في صنعاء تحمل صورة قرداحي (بدون « القات »!) وهو مقدّم برنامج مسابقات تلفزيوني سابقا، وإلى جانبها عبارة “نعم جورج حرب اليمن عبثية”!
وهذه « ترقية » كبيرة لمقدم برنامج « من سيربح المليون! »، الذي لم يكن يطمح إلى أكثر من شراء مقعد نيابي في كسروان بفضل 200 مليون دولار « جناها » من عمله في تلفزيون سعودي التمويل!
جورج قرداحي خدع الكثيرين! فرسمَ صورة « إعلامي ناجح » معتمداً على كاريزما شخصية وعلى مظهر جدي يخفي.. ضحالة ثقافية.. وأخلاقية خصوصاً! كانت الاموال تُدفع بالملايين لانجاح « برامج الالعاب » التي قدمها على محطة MBC المملوكة من رجال اعمال سعوديين، قبل ان تتنقل مليكتها الى المملكة العربية السعودية، بعد تولي الملك سلمان ونجله زمام المُلك!
قرداحي الذي صرح ذات يوم ان ثروته بلغت 200 مليون دولار (!) ليس رجل اعمال ولا مستمراَ، ولا بيل غيتس طبعا ولا مارك زوكربيرغ، ولا لاري كينغ، ولم يقارب في برامجه حتى « اوبرا وينفري »ّ فلم يُعرف عنه الى اليوم سوى انه « مقدم برامج ترفيه والعاب »!
فمن اين له تلك الثروة الطائلة؟
في أي حال، سمعة قرداحي وصورته التي رسمتها محطة Mbc، وانفقت عليها الملايين، رفعت في رأسه نسبة « الادرينالين »، والطموح الى نوظيف « الصورة المرسومة سعوديا » على الصعيد السياسي في لبنان،
اختار « القرداحي » الباب السوري مستفيداً من علاقات مع مستشارين، وأيضاً مستشارات، لبشار الاسد، ما فتح له باب « قصر المهاجرين » لكي يعبر منه الى السياسة اللبنانية. وحيث أن الصورة المرسومة للقرداحي « سعودية المنشأ »، فقد قررت القيادة البعثية في دمشق الاستفادة منها لتوظيفها ضد المملكة العربية السعودية بالذات!
هكذا بدأ القرداحي تقديمَ اوراق اعتماده لنظام دمشق، وعينه على موقع سياسي في لبنان. وكانت البداية من خلال انتقاد المملكة العربية السعودية ونظام الحكم فيها، خصوصا بعد اندلاع الثورة في سوريا، والموقف الذي اتخته المملكة في مواجهة نظام الاسد. فجاهر القرداحي، بتأييد نظام القتل في سوريا. وتوسع لاحقا « « مقدم برامج من سيربح المليون » لانتقاد المملكة وحرب اليمن!
اختلف مع باسيل على « نفقات » الترشيح!
طموح القرداحي السياسي، بدأ مع محاولته الترشح للانتخابات النيابية عام 2016، في دائرة كسروان، مسقط رأسه، على لوائح التيار العوني! وبعد مفاوضات مضنية، رفض القرداحي أن « يدفع » لباسيل « الجشِع » ما طلبه « ثمناً » لضمّه إلى قائمة « التيار »!
بعد باسيل، بحث القرداحي (« القرداحي » أصلها «يقردح »، أي يشتغل بتلحيم القصدير وتبييض النحاس وتصليح البواريد »!) عن راعٍ له في منظومة “الممانعة“، فكان « تيار المردة » الملاذ والملجأَ!
تبنّى رئيس التيار « سليمان الزغير » مقدمَ البرامج جورج قرداحي، ورشحه لمنصب « وزير الاعلام » بطلب من نظام دمشق!
وحجته ان توزير قرداحي وكذلك « جو قرم » في وزارة الاتصالات، وهو من كسروان ايضا، من حصة « تيار المردة » سيعزز حضور تياره السياسي في قضاء كسروان قبل اقل من سنة من الانتخابات النيابية. ما سيسمح له بمواجهة التيار العوني في عقر دار ما يُعرف بـ« القضاء الماروني الصافي » في كسروان!
ولم يتعلم فرنجيه من تجربة توزير « يوسف فنيانوس » من حصته في الحكومة السابقة.
فـ« الفنيانوس » يُحتسب من حصة “حزب الله” في الحكومة (يُقال أنه كان عضواً في « لجنة أمنية » يرأسها « مسؤول القبع » وفيق صفا) اكثر مما كان يُعتبر ممثلاً لتيار “المردة »! بل إن توزير “القرداحي” من قبل « تيار المردة » بطلب من بشّار الأسد ألحق بتيار فرنجيه صفة العجز عن تأمين كوادر وشخصيات قادرة على تولي مسؤوليات بحجم وزارة!
تسلم قرداحي وزارة الاعلام بعد أن سجل مقابلة تلفزيونية فاشلة في قناة « الجزيرة » جدد فيها مواقفه المؤيدة للحوثيين ولنظام القتل في دمشق. وتأخر بث المقابلة الى ما بعد توزير قرداحي، فشكل بثّها القشة التي قصمت ظهر العلاقات الخليجية اللبنانية عموما والسعودية اللبنانية خصوصاً. فضاقت المملكة بجحود المسؤولين اللبنانيين، وقلة درايتهم وارتهانهم لايران ونظام البعث السوري وتسببت تصريحات قرداحي وزير الاعلام اللبناني، وإن قالها قبل تسلمه مهامه الوزارية، بأصعب ازمة ديبلوماسية يمر فيها لبنان، وهي ازمة مرشحة للتفاقم في حال عدم اتخاذ السلطات اللبنانية ما يعيد العلاقات اللبنانية العربية الى سابق عهدها!
وتشير معلومات الى ان استمرار ارتهان السطات اللبنانية لارادة حزب الله ومن خلفه سوف تزيد من عزلة لبنان العربية والدولية، وليس في الافق ما يشير الى قرب تحرير الشرعية اللبنانية من خاطفيها الايرانيين.