في سابقة هي الاولى منذ تأسيسه لجأ حزب الله الى القضاء اللبناني مدعيا على النائب السابق الدكتور فارس سعيد، وعلى موقع القوات اللبنانية الالكتروني، بتهمة التشهير بالحزب عقب تفجير مرفأ بيروت.
الحزب لم يعترف يوما بالقضاء اللبناني، وحين اتهم اربعه من عناصره باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورابع بمحاولة ااغتيال النائب والوزير السابق بطرس بطرس حرب، رفض حتى مجرد الاتهام، وتسليمهم الى القضاء اللبناني، وقال امين العام الحزب يومها، “لا بسنة ولا يثلاث سنوات ولا بثلاثمئة سنة، بيتسلموا للقضاء“، ورفعهم الى مصاف القديسين!!!
لماذا لجأ نصرالله الى القضاء؟
النائب السابق سعيد، اعتبر ان اللجوء الى القضاء، من قبل الحزب، يستبق محاولة استهدافه جسديا، متبرا ان الحزب الذي يعتبر اللجوء الى القضاء “دليل ضعف“، وانه أي الحزب، “يأخذ حقه بسواعد مقاتليه“، وهو يحضر لاستهداف سعيد جسديا، وقدم مسبقا قرينة البراءة، بالقول من اليوم بأن الحلاف مع سعيد يأخذ مجراه القانوني في القضاء.
يُذكر ان سعيد كان تلقى منذ فترة تحذيرات جدية من محاولة استهدافه جسديا، بسبب التصعيد والثبات في مواقفه السياسية في مواجهة حزب الله والمشروع الايراني في لبنان.
لماذا فارس سعيد؟
سعيد منذ بداية انخراطه في العمل السياسي لم يهادن نظام الوصاية السورية ولم يهادن حزب الله يوما.
سعيد وقف بقوة ضد التسوية الرئاسية التي اوصلت رجل حزب الله الجنرال عون الى سدة الرئاسة، وهو اختلف مع جميع من تحالف معهم بسبب موافقتهم على انتخاب الجنرال عون، خصوصا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والرئيس سعد الحريري.
سعيد يمثل تقاطعا سياسيا، إضطلع به منذ توليه منصب « منسِّق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار » التي ما زال يؤمن بقضيتها ويعتبرها “قضية شعب” وليست قضية زعمار وقيادات.
سعيد في الذاكرة القريبة للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، مثل مع المغفور له سمير فرنجية الضمير الوطني اللبناني، وصوت البطريركية المارونية في ولاية المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله صفير.
سعيد احد المؤسسين الفاعلين لـ« لقاء قرنة شهوان »، الذي اسس وبنى الارضية التي مهدت لخروج جيش الاحتلال السوري من لبنان عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
سعيد، اليوم قريب من البطريركية المارونية، ويجاهر بتأييده لمواقف البطريرك الراعي.
سعيد أسس لقاءات سياسية عدة، ناشطة الى اليوم هي “لقاء سيدة الجبل“، و “المبادرة الوطنية“.
سعيد يطالب يوميا برفع وصاية ايران عن لبنان، والعمل على تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف، وحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية.
كل ذلك لم يكن ليخيف الحزب الايراني، فهو وان كان ابدى امتعاضه وانزعاجه من تغريدات سعيد كل صباح ومواقفه السياسية عبر اللقاءات السياسية التي ينظمها. إلا أن الحزب الايراني استشعر خطر سعيد في الدور الذي سيتقاطع في شخصه، خصوصا بعد حركته السياسية الاخيرة، التي قال فيها انه يناقش مع حزب القوات اللبنانية، امكان إنشاء جبهة وطنية عريضة، هدفها رفع وصاية ايران عن لبنان، وهذا ما دفع بالحزب الايراني الى اللجوء الى القضاء مدعيا على سعيد وموقع القوات.
فالحزب لا يريد تكرار تجربة قرنة شهوان، حيث يبدو ان سعيد هو الوحيد القادر على الاضطلاع بهذه المهمة، وهو الخبير بتدير الزوايا، والقادر على جمع وليد جنبلاط وسمير جعجع وفؤاد السنيورة والتواصل مع البطريركية المارونية على قدر المساواة لتواصله مع دار الافتاء، والقيادات الشيعية المعارضة لسيطرة حزب الله.
من هنا جاءت خشية الحزب الايراني من حركة سعيد، فسعى الى دفن المبادرة في مهدها وقبل ان تولد.
فهل سينجح، ويتراجع سعيد تحت ضغط وتهديد الحزب الايراني عبر القضاء؟
لا يبدو ان سعيد في وارد التراجع لا عن مواقفه ولا عن مبادرته الوطنية! وما على الحزب سوى تحمّل سعيد، سواء كان يغرد منفردا، ام ضم الى تغريداته جماعات من المغردين.