عاد الصرح البطريركي الماروني في لبنان ليتألق من جديد، متصدّراً معركة « الاستقلال الثالث » وتحرير لبنان من الوصاية الايرانية!
فالصرح يشهد حركة اتصالات سياسية وشعبية يرتقب ان تأخذ منحى تصاعديا في الايام والاسابيع المقبلة بموازاة تأكيد البطريرك الراعي عزمه على المضي قدما في مبادراته التي يمكن اختصارها بعنوانين اثنين: تأكيد حياد لبنان الايجابي، ومؤتمر دولي لحماية لبنان وتطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية المتصلة بالشأن اللبناني.
الفاتيكان يدعم الراعي، وهو ارسل تعميما قبل ايام الى جميع المؤسسات المسيحية من رهبان وراهبات بضروة دعم مواقف البطريرك الراعي والسير خلفه، تحت طائلة اتخاذ تدابير مسلكية في حق المخالفين، خصوصا في الرهبنتين « المريمية » و « الانطونية ». فالاولى أقام عليها الكرسي الرسولي قيّمًا هو المطرا يوحنا علوان، بعد ان أمعن بعض رهبانها في ممارساتهم غير المنسجمة مع كهنوتهم، فاختفت ملايين الدولارات من خزائن الرهبنة! والثانية تدين بالواء الاعمى للتيار العوني! ولهما كانت الرسالة البابوية حازمة وصارمة ولا مجال فيها لَلَبس: إدعموا البطريرك الراعي بما اوتيتم!
الراعي اقفل ابواب الصرح امام الذين يريدون كسب الوقت، والذين يريدون منه تهدئة المواقف، من موفدي التيار العوني وحلفائه في الساحة المسيحية، بزعم ان الشيعة اقوياء، وتدعمهم ايران، التي ستشهد عودتها الى الساحة الدولية تعاظما لنفوذها بعد وصول الديمقراطيين الى السلطة في الولايات المتحدة، وتاليا فإن مصلحة المسيحيين في لبنان هي مع ايران وحلف الاقليات، في الشرق الاوسط.
وتزامن ذلك مع فتح ابواب الصرح لسياسيين من قوى 14 آذار سابقاً، يتقدمهم النواب السابقون فارس سعد واحمد فتفت وغازي العريضي، ونواب « القوات اللبنانية ». وهو سيلتقي الخميس في الخامس والعشرين من الجاري، وفدا مشتركا من « لقاء سيدة الجبل »، و « المبادرة الوطنية »، على ان تشهد ساحة الصرح البطريركي السبت المقبل، تجمعا شعبيا حاشدا دعما لمواقف البطريرك، وهو تجمع تنوعت الجهات الداعية له، من حزبيين ومستقلبن ومجتمع مدني وانتفاضة 17 تشرين.
البطريرك الراعي كان تدرّج في مواجهته للسلطة الحالية وراعيها الحزب الايراني!
فأعلن في الخامس من تموز / يوليو من العام الماضي عن ضرورة “تحرير الشرعية اللبنانية من خاطفيها“، ليعود ويضيف الى مطالبته بتحرير الشرعية مطلب “حياد لبنان. فقال يوم الجمعة في السابع عشر من من الشهر نفسه، خلال افتتاحه أربعة مواقع أثرية في منطقة “وادي قاديشا ـ بشري“، شمالي لبنان، بحضور رئيس “حزب القوات” سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع، أن الحياد هو “عودة لجذورنا اللبنانية وهويتنا“. ولفت الراعي إلى أن الحياد يخدم الجميع، لأن “لبنان المعزول عن دول العالم كله، ليس لبنان، وهذه ليست صورة لا المسلم ولا المسيحي. »
واستمر الراعي في تصعيده مع كل عظة يوم أحد، وصولا الى المطالبة بـ“مؤتمر دولي” برعاية “الامم المتحدة” لحماية لبنان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.