احتج ممثلو المرشد الإيراني، علي خامنئي، مرة أخرى، خلال صلاة الجمعة في المحافظات، على عدم التزام النساء بالحجاب الإجباري، وأعلن خطيب جمعة شيراز عن إطلاق نظام “التواصل الشعبي” للتعامل مع ظاهرة “خلع الحجاب”.
وقال أحمد علم الهدي، ممثل خامنئي في خراسان رضوي وخطيب جمعة مشهد، اليوم الجمعة 26 مارس (آذار)، إن خلع الفتيات للحجاب “علامة على عدم الالتزام بالدين”.
وزعم أحمد علم الهدي أن النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الرسمي إنما يقمن بذلك تحت تأثير “المؤامرة ووسائل الإعلام المعادية”. كما أشار إلى عدم مراعاة الطلاب الفصل بين الجنسين في مطاعم الجامعات، واتهمهم بـ”الفجور والفساد”.
وكانت شرارة الاحتجاجات الجماهيرية قد اندلعت في الأشهر الأخيرة، في أعقاب وفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، واستهدفت هذه الاحتجاجات النظام بأكمله.
وأكد محمد كاظم مدرسي، خطيب جمعة يزد، أن الحجاب الإجباري “أمر قانوني”، قائلاً إن “26 مؤسسة ووزارة ومنظمة، مسؤولة عن الحجاب والعفة في البلاد، ولكن للأسف نتيجة هذه المسؤولية هو ما نشاهده الآن”.
الانتفاضة الشعبية للإيرانيين
إلى ذلك، أكد أندرو إنكلاند، رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط بصحيفة “فايننشيال تايمز”، الذي عاد مؤخرًا من زيارة إلى إيران، وجود نساء بلا حجاب في شوارع المدن الإيرانية، ووصف هذا الأمر بأنه علامة على “العصيان المدني” من قبل الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وقال إنكلاند في مقابلة حول الوضع الصعب لقادة النظام الإيراني بسبب العقوبات الدولية والانتفاضة الشعبية: “أول ما تراه عند دخولك إيران والتوجه نحو طهران هو النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب”.
وبحسب قوله، في الماضي حاولت حتى النساء العلمانيات ارتداء الحجاب، لكن “الآن الكثير من النساء لا يرتدين أي شكل من أشكال الحجاب، وهو ما يمكن وصفه بأنه شكل عام من أشكال العصيان المدني”.
وأضاف هذا الصحافي: “الأمر الآخر المدهش هو أن أحداً لم ينتبه أو ينظر إلى النساء اللاتي يخلعن الحجاب”.
وأكد أن هذه التطورات حدثت في فترة زمنية قصيرة جدًا وأصبحت بالتأكيد ظاهرة جديدة في طهران.