إضافة: قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت في عدة محافظات ومدن، تحسباً لاحتجاجات غداً الخميس، جرت الدعوة إليها في حملة عبر مواقع التواصل حسبما أفادت «بي بي سي».
*
أفاد شهود من مدن إيرانية عدة بما فيها طهران، عن انخفاض سرعة الإنترنت في بعضها، وعن حظر الوصول إلیه في مدن أخرى. حيث أعلن بعض مستخدمي “تویتر”، على صفحاتهم اليوم الأربعاء عن حظر الوصول إلى الإنترنت من خلال الهاتف النقال، وعن تباطؤ سرعة الإنترنت المنزلي (الواي فاي).
وكان وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، قال في وقت سابق إن انقطاع الإنترنت لن يتكرر “إلا في ظل ظروف أمنية معينة حينما تأمر السلطات بقطع الإنترنت”. وكانت السلطات الإيرانية قطعت خدمة الانترنت لمدة ثلاث أسابيع أثناء اضطرابات نوفمبر الماضي والتي سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى.
وتأتي هذه التطورات فيما تحدّث شهود عيان عن تشدید الإجراءات الأمنية في العديد من المدن الإيرانية، وتداولوا صورا وفيديوهات تبيّن انتشار قوات أمنية في الشوارع والطرقات وفي الأسواق والأماكن الحيوية مع اقتراب أربعینیة ضحایا “احتجاجات نوفمبر”، والتي تصادف غدا الخميس 26 ديسمبر. كما أفاد الشهود بقيام السلطات باعتقال أسر وعائلات بعض ضحايا الاحتجاجات ومخاطبة أسر أخرى لإلغاء مراسم “الأربعينية”.
فقد أوقفت السلطات والدي وأفرادا من عائلة الشاب “بويا بختياري” الذي قتل في الاحتجاجات. وكان بويا قُتِل بشكل مثير للشبهات. وذكرت وكالة مهر للأنباء، التي تمولها «منظمة الدعاية الإسلامية» التابعة لمكتب المرشد، أن العائلة كانت “تنفّذ مشروعاً مناهضاً للثورة” وتقوم بـ”أنشطة معادية للمنظومة” الإيرانية. وأضافت: “نتيجة ذلك، تم توقيف هذه العناصر بناء على أمر قضائي لحماية النظام وأمن الأشخاص الشرفاء ومن تضرروا بسبب القائمين بأعمال الشغب”.
وقتل بختياري (27 عاماً) في مدينة “كرج” غرب طهران في اليوم الأول من انطلاق حملة القمع بمناطق غرب طهران. وأعلن حسابه في “إنستغرام” الذي يعتقد حالياً أن والده يديره، أن الذكرى الأربعين لوفاته ستقام في مقبرة كرج الخميس. ودعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج فورا عن ناهيد شيربيشه ومنوتشهر بختياري، والدي بويا بختياري.
وأفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن 3 مصادر مسؤولة من وزارة الداخلية الإيرانية، بأن خامنئي جمع كبار المسؤولين الإيرانيين في أجهزة الأمن والحكومة، على رأسهم الرئيس حسن روحاني، وأصدر، بنفاذ صبر واضح أوامر لهم: “افعلوا ما يلزم لوضع حد لها” وذلك خلال اجتماع عقد في 17 نوفمبر الماضي. وقالت المصادر إن خامنئي كان غاضباً من أن المحتجين أحرقوا صورة المرشد الأول الخميني ودمروا تمثالا له في مدينة “كرج”. ونقل أحد المصادر عن المرشد الإيراني قوله للحاضرين: “الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا ما يلزم لوضع نهاية لذلك. هذا هو أمري لكم”.
وأوضحت تلك المصادر أن حملة القمع لإخماد الاحتجاجات، أسفرت عن مقتل 1500 شخص، بينهم 17 في سن المراهقة، ونحو 400 امرأة، وبعض رجال الأمن والشرطة. وقال مسؤولان إيرانيان إن الحصيلة مبنية على معلومات تم تجميعها من قوات الأمن والمشارح والمستشفيات ومكاتب الطب الشرعي.