هنالك “قطبة مخفية” في ما كشفته طهران حول “الجاسوس” الذي حُكِم بالإعدام (صدر الحكم ضده قبل أشهر من اغتيال سليماني) بتهمة كشف تحركات قاسم سليماني! فما هو “السرّ” الذي يسعى “الملات” لإخفائه؟ كان “الشفاف” قبل أشهر قد زعم أن إسقاط الطائرة الأوكرانية (بصاروخين وليس بصاروخ واحد) نجم عن اعتقاد “الحرس الثوري” بوجود “الجاسوس الذي كشف تنقلات سليماني” على متنها! حتى الآن، لم تثبت صحة ذلك، أو العكس! وهنالك نقطة مهمة: لماذا طلبت إبنة سليماني علناً من حسن نصرالله، وليس من خامنئي أو روحاني أو قادة الحرس، الإنتقام لوالدها؟ ألا تثق بـ”ولي المسلمين”؟ أو بقادة “الحرس”؟
*
فنّد مدير عام وكالة أنباء “ميزان” التابعة للسلطة القضائية في إيران ادعاءات المتحدث باسم السلطة القضائية حول الدور المزعوم لمحمود موسوي مجد الذي حُكم عليه بالإعدام لكشفه تنقلات قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والذي قُتل في محيط مطار بغداد الدولي في يناير الماضي.
وأكد مدير عام “ميزان”، “مهدي كشت”، أن “موسوي مجد” كان معتقلاً حينما قُتِل سليماني! (حدث مراراً أن أُعدم مناضلون أكراد بتُهم ارتُكِبَت بعد سنوات من دخولهم السجن! ولكن “الكردي”.. شيء آخر!)
وأضاف المركز الإعلامي للسلطة القضائية أن “موسوي مجد” اعتُقِل في ١٠ أكتوبر ٢٠١٨، وحكم عليه بالإعدام لأول مرة، الفرع ١٥ في المحكمة الثورية، وذلك في ٢٥ أغسطس ٢٠١٩ ثم أعيدت محاكمته بعد أن وجدت المحكمة العليا أنه كانت هنال أخطاء إجرائية في محاكمته الأولى، وصدر بحقه حكم أعدام ثانٍ، أقرّته المحكمة العليا!
وكان المتحدث باسم السطة القضائية غلام حسين إسماعيلي أعلن الثلاثاء أنه تم الحكم بالإعدام على موسوي مجد لأنه كان قد كشف أماكن تنقل سليماني.
وفي ظل هذا التفنيد تساءل المراقبون: ما هي قصة محمود موسوي مجد؟
حسب العديد من المصادر الأخبارية الإيرانية فإن المعلومات المتوفرة حول موسوي مجد ضئيلة، وبدايةً، هو لم يكن عضوا في الحرس الثوري الإيراني، لكنه كان من العناصر المؤثرة في فيلق القدس وقريبا جدا من سليماني. وتم اعتقاله والتحقيق معه في قضية التجسس قبل سنتين، وصدر حكم بإعدامه من قبل “محكمة” الثورة في أغسطس ٢٠١٩. (للتذكير: قُتِل سليماني بعد أكثر من ٤ أشهر في 3 يناير 2020!)
كان موسوي مجد نشطا في المواجهات المسلحة في سوريا وفي العراق، وتم وصفه في شريط فيديو بأنه أحد “المدافعين عن حرم السيدة زينب”، العبارة التي تستخدمها إيران لوصف مقاتليها في سوريا.
وحسب أحد المصادر الإخبارية الإيرانية فإن موسوي مجد ليس أول شخص ينتمي إلى الشبكة الأمنية الحديدية ويتم اتهامه بالتجسس، إذ تم صدور حكم بسجن “رضا جلبور جمركوهي”، القريب من القيادات الأمنية الإيرانية ومؤلف كتاب “الاستماع إلى الأشباح”، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
كما صدر حكم بسجن “محمد حسين رستمي” بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وهو أيضا قريب من القيادات الأمنية الإيرانية وكان يدير موقعا إخباريا في الشبكة المعلوماتية باسم “عماريون”. وقد قاتل في سوريا ومن هناك.. بدأ التجسس لصالح إسرائيل!
إقرأ أيضاً:
شكوك “كييف” بوجود “تعمّد” في ضربها: هل كان حارس سليماني ضمن ركاب الطائرة الأوكرانية؟