في كل مرة تنعقد فيها محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل يكتفي راعيا هذه المحادثات الاميركي والدولي بإصدار بيان مقتضب من بضعة اسطر فيما تلتزم « اليونيفيل »، التي تستضيف المحادثات، بالصمت.
اما على الجانب اللبناني فتشطح بعض اقلام الإعلام الممانع لتصور ما يجري بانه انتصار للبنان مرتكزة على امور شكلية، منها:
– عدم التقاط اي صورة رسمية
– عدم اختلاط الوفد اللبناني بالوفد الاسرائيلي
– ادارة الجانب اللبناني ظهره للجانب الاسرائيلي
– عدم « تبَسٌّم » اي من اعضاء الوفد اللبناني خلال المحادثات
– تفرّد احد اعلاميي حزب الله بنشر صور لخيمة المحادثات
اما في المضمون فتشير المصادر المتابعة الى ان ايا من هذه الشكليات لا يشكل انتصارا للبنان ولا هزيمة للمشاركين الاخرين لان المهم « اكل العنب »، وهو ما بدأ منذ اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تاريخ هذه المحادثات بين لبنان واسرائيل قبل اكثر من شهر.
وتضيف المصادر الى ان ما اراده الاميركي حققه، وهو جَمع الطرفين في خيمة واحدة بعد أن كان لبنان يرفض ذلك في ماضٍ قريب.
وتقول المصادر الى ان المحادثات بناءة وعلمية جدا تستند الى علوم الجغرافيا والبحار والقانون الدولي البحري وانه لن يطول الوقت حتى يوقع الطرفان وثيقة ترسيم الحدود البحرية. ولفتت الى ان المدة لن تطول وان منتصف العام المقبل قد يشهد توقيع هذه الوثيقة.
وتشير المصادر الى ان اهم ما تحقق بعد جولات ثلاث من المحادثات كان كسر الجليد والحاجز النفسي، وكَسر قاعدة أن « اسرائيل غدة سرطانية » وأن « التعامل مع اسرائيل حرام »! وذلك منذ اعلان الجانب اللبناني ممثلا بتوأم حزب الله الثاني رئيس حركة امل نبيه بري عن تقبله اجراء المحادثات ولو غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي لترسيم الحدود!
وقالت المصادر ان لديها املا وتفاؤلا بانتهاء « زمن السندويشات »، واستبدالها بـ« أطباق السمك من بحر الناقورة.. مع شرب الأنخاب »!