هل بدأ الملا خامنئي بتطهير نظامه لحمايته من السقوط السياسي والإقتصادي (ارتفع الدولار اليوم إلى 54 ألف تومان)؟ قبل 3 أشهر، كان منوقعاً أن ينجح فريق “رئيسي” في التخلص من رئيس مجلس الأمن القومي « علي شمخاني » بعد إعدام مستشاره السابق “علي رضا أكبري” في مطلع السنة الحالية. فجأةً ، صار «شمخاني» (الأحوازي) محور التقارب مع عرب الخليج واستُبعِد وزير الخارجية المتشدد، “عبد اللهيان“، المحسوب على « رئيسي » من المفاوضات! الملا خامنئي بحاجة إلى “التهدئة“، وبحاجة إلى “دفتر الشيكات” السعودي والإماراتي، وهو قادر على التضحية ببعض الأذناب! أخبار طهران لا تسرّ نصرالله الذي توقع قبل أسابيع أن التقارب السعودي–الإيراني سينتظر مئة سنة!
الشفاف
*
خامنئي يأمر بحملة ضد المشككين في المصالحة مع الرياض •
إعادة توقيف مهاجمي المقار الدبلوماسية السعودية في 2016 •
تواصل أميركي – إيراني جنَّب الطرفين مواجهة كبيرة في سورية •
إيران حذرت الحوثيين من «مندسين» قد يستهدفون مصالح سعودية أو إماراتية
طهران – فرزاد قاسمي
أكد مصدر مقرب من قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني، أن التحقيقات التي أجرتها إيران بعد القصف الذي استهدف قاعدة أميركية شمال شرق سورية الأسبوع الماضي وأدى إلى هجوم أميركي مضاد أوقع 19 قتيلاً من حلفاء إيران، كشفت عن خلية من ضباط في الحرس الثوري وآخرين ينتمون إلى فصائل لبنانية وسورية وعراقية ويمنية مؤيدة لطهران، خططت لعرقلة وتخريب التقارب السعودي ـ الإيراني، بعد توقيع اتفاق بكين لاستعادة العلاقات بين البلدين.
وكانت «الجريدة» كشفت أن إيران بعثت برسالة إلى واشنطن من خلال وسطاء تؤكد فيها أنها لا تقف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة أميركية شمال شرق سورية، وأن السلطات أمرت بفتح تحقيق لكشف هوية من أمر ونفذ الهجوم، الذي كان من شأنه تصعيد الموقف في المنطقة فيما تتسارع الخطوات بين الرياض وطهران لإصلاح العلاقات بينهما، خصوصاً في ضوء توجيهات من المرشد الأعلى علي خامنئي بضرورة ضبط النفس لمواكبة التهدئة الإقليمية.
وذكر المصدر أنه خلال التحقيقات الأولية قال عناصر الخلية الذين تم القبض عليهم وهم نحو 30 شخصاً إنهم تحركوا من تلقاء أنفسهم بسبب قناعات شخصية بأن التقارب مع السعودية هو قرار خاطئ، إلا أن الاستخبارات التابعة لـ «حزب الله» اللبناني أشارت إلى شكوك في صلة بعض هؤلاء بالاستخبارات الإسرائيلية. وأضاف أن السلطات تعرفت مصادفة على الخلية بعد الكشف عن سرقة أسلحة تشمل مسيرات وصواريخ من أحد مخازن الأسلحة الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل، مبيناً أن الهجوم الأول على القاعدة الأميركية الذي أودى بحياة متعاقد أميركي حصل باستخدام بعض هذه الأسلحة المسروقة. وأشار إلى أن الحادث كاد يتسبب بمواجهة ضخمة في سورية، إذ تبين أن الجيش الأميركي كان يعد لهجوم واسع يستهدف القواعد الإيرانية ومواقع حلفاء إيران في سورية، وأن الجانب الإيراني وحلفاء الحكومة السورية كانوا يعدون للتصدي لهذه الهجمات، لكن تم تفادي كل ذلك، بعد نفي إيران وقوفها وراء الهجوم وإبلاغ واشنطن نتائج تحقيقاتها.
وقال المصدر إن أعضاء الخلية من جنسيات مختلفة ومنها عراقية وسورية ويمنية ولبنانية، مضيفاً أن استخبارات الحرس الثوري طلبت من جماعة «أنصار الله» الحوثية اعتقال العناصر المرتبطة بهذه الخلية في اليمن والتحسب من قيام هذه العناصر بعمل ما ضد السعودية أو الإمارات على الأراضي اليمنية. وذكر أن الاستخبارات العسكرية الإيرانية واستخبارات الحرس يعملان بنشاط لاكتشاف باقي عناصر هذه الخلية، وأن الأجهزة الأمنية حصلت على تفويض من خامنئي باعتقال كل شخص يشك في معارضته قرار النظام الإیراني المصالحة مع السعودية، كاشفاً في هذا السياق أنه خلال الأسبوعین الماضیین جرى اعتقال جميع الذين شاركوا في الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد خلال 2016 رغم أن بعضهم كان قد تم إطلاق سراحهم منذ بضع سنوات.