(الصورة: « يا أنا، يا أنا »! حسان دياب جاء به حزب الله، وزينة عكر « من حصّة » تابِعِهِ جبران باسيل! « والنِعم »!)
كلمة لا بدّ منها:
لم يخطر على بال « الآباء المؤسّسين » لهذا الوطن، وعلى رأسهم « بشارة ورياض »، أن تؤول أمور هذه البلاد إلى « كوميديا إلهية » يَعتبر فيها رئيسُ جمهورية فاقد للشرعية الشعبية وتابع لميليشيا أجنبية أن «مارونيّته» تضعه فوق الدستور، وتبيح له التنازل عن سيادة البلاد وغض النظر عن تحويل مرفئها ومطارها إلى مستودع ذخائر ووقود لصواريخ إيران!
أو أن رئيس مليشيا أجنبية يقيم دعاوى على من يخالفونه الرأي أمام قضاء لبناني يصرّح هو أنه لا يقيم له شأناً، ويرفض تسليمه قاتل رئيس حكومة البلاد الأسبق!
أو أن يتدخّل بطريرك الموارنة لـ«يحمي» قائد جيش سابق أمضى سنوات قيادته للجيش في ممارسة الفساد وتعليق صوره (بصورة غير قانونية) على جدران المدينة، بدل استعادة سيادة البلاد المهدورة!
هذا من جهة!
بالمقابل، فالادعاء عليه لا يعني ان « حسان دياب » لم يعد حصان طروادة حزب الله على رأس الحكومة! وانه ارتضى ان يكون موظفا ادنى درجة من وزراء حكومته الذين يديرهم جبران باسيل! وانه يقول قول أصغر مسؤولين في الحزب الايراني، وينفذ رغباتهم من دون ان يكونوا مضطرين لسؤاله عنها!
*
لأن السيد حسان دياب ارتضى لعب هذا الدور، عن سابق تصور وتصميم، كان سهلا التضحية به!
فقد أشارت معلومات الى ان الرئيس ميشال عون طلب في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع، اعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال، بعد ان وصل تشكيل الحكومة التي كُلِّف الرئيس سعد الحريري بتأليفها الى حائط مسدود. خصوصا ان الرئيس عون وصهره رئيس التيار العوني الوزير السابق جبران باسيل لا يريدان تشكيل حكومة جديدة، لان باسيل مُستبعد عنها حكما بسبب العقوبات الاميركية المفروضة عليه بموجب « قانون ماغنتسكي ».
وتضيف المعلومات ان رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، الذي كان حاضرا في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، اعترض على اعادة تفعيل الحكومة المستقيلة، في ظل وجود رئيس مكلف هو الرئيس سعد الحريري، ولان دياب خشي ردة فعل سنية عنيفة في حقه هو! علما ان اعادة تفعيل حكومة مستقيلة هو مخالف للدستور اللبناني الذي لم يلحظ هذا الامر. كما انه لم يُسجل اي « عُرف » مشابه منذ تأسيس دولة لبنان. وهذا عدا أنه مخالف لارادة اللبنانيين الذين انتفضوا في وجه حكومة حسان دياب في اعقاب تفجير مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب/أغسطس المنصرم.
وتشير المعلومات الى ان المطالبة بتفعيل حكومة تصريف الاعمال يعزز إعادة سيطرة جبران باسيل على السلطة مدعوما من عمه الرئيس.
وتضيف المعلومات، انه في اعقاب رفض الرئيس دياب فكرة اعادة تفعيل حكومته المستقيلة، ادّعى عليه القاضي « فادي صوان » المعين من قبل باسيل، والمكلف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، من اجل التخلص منه، بما يمهد الطريق للفريق الرئاسي بوضع يده على الحكومة، واعادة تفعيلها.
وتشير المعلومات انه في حال تمت إدانة دياب بالتورط في جريمة تفجير المرفأ، سيتم إجباره على التخلي عن مهامه الرئاسية لصالح نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينه عكر، التي تم تعيينها من ضمن حصة الرئيس عون في الحكومة المستقيلة، بتزكية من الوزير باسيل. وعندها يمكن لباسيل إقرار قوانين جديدة، او قلب قوانين سابقة، من بينها اعادة إقرار انشاء معمل للكهرباء في بلدة «سلعاتا»، شمال مدينة البترون- اي نفس المشروع الذي اعده باسيل، من ضمن خطته لاصلاح قطاع الكهرباء ورفضته حكومة حسان دياب لانتفاء الحاجة اليه، ولانه لا يستجيب لشروط البنك الدولي لتمويل خطة الكهرباء المزمعة في لبنان.
وتشير المعلومات الى ان الادعاء على دياب وثلاثة وزراء آخرين هو بمثابة « انقلاب إداري ابيض » بتغطية قانونية تستغل عواطف المواطنين خصوصا اهالي ضحايا تفجير المرفأ والجرحى والمتضررين الذين لم يجدوا من يعوض عليهم خسارتهم الى اليوم.
عقدة باسيل: سليمان فرنجية ونبيه برّي!
اما الوزراء الثلاثة الذين تم الادعاء عليهم فهم مُعاقبون اصلا من قبل الولايات المتحدة الاميركية، واضافتهم الى لائحة الادعاء لن تقدم ولن تؤخر على مسيرتهم السياسية! وقد أُضيفوا اضافتهم لاستهداف الوزير سليمان فرنجية المنافس الجدي لجبران باسيل على خلافة عمّه في رئاسة الجمهورية من خلال الادعاء على وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس. ومن أجل استهداف «ملك الفساد في كل البلاد»، الرئيس نبيه بري، عبر الادعاء على ابرز مساعدية وزير المال السابق علي حسن خليل، ووزير الاشغال الاسبق غازي زعيتر.
وتشير الى ان مسرحية الادعاء على الوزراء ورئيس الحكومة في جريمة تفجير المرفأ ليست سوى محاولة للتخلص من عقبة حسان دياب، ليضع باسيل يده على السلطة التنفيذية في الوقت الضائع لبنانيا واقليميا ودوليا بانتظار نضوج الحلول في المنطقة.
ادعاء القاضي صوان نجح في جمع قيادات الطائفة السنية خلف حسان دياب، وهو الذي تمت مقاطعته منذ اليوم الاول لتعيينه رئيسا مكلفا، حتى ان مفتى الجمهورية اللبنانية الشبخ عبد اللطيف دريان اتصل به متضامنا.
هل ينجح التضامن السني مع دياب في تفكيك مخطط باسيل للتخلص منه؟
مستشار الرئيس اللبناني السابق: حكومة حسان دياب هي حكومة “حزب الله” بإشراف باسيل