عمان (رويترز) – أغلقت السلطات السورية يوم الخميس مزارا شيعيا كبيرا يجتذب عشرات الآلاف من الزوار من إيران بعد أن حذر أطباء ومسؤولون في الأمم المتحدة من أن تجمعهم يضع البلاد في خطر انتشار واسع النطاق للمرض.
تأتي الخطوة في وقت تكثف فيه البلاد التي دمرتها الحرب القيود للحد من ظهور تفش كبير لديها في ظل نظام صحي هش وحدود برية غير محكمة مع العراق وتبادل رحلات جوية مع طهران التي كانت تقل حتى الآونة الأخيرة آلاف الزوار.
وقال وزير الداخلية محمد الرحمون لوسائل إعلام رسمية إن قرارا اتخذ بإغلاق المنطقة المزدحمة لتجنب أي تفش محتمل. وأضاف “تقرر عزل منطقة السيدة زينب لكونها تجمعا سكانيا كبيرا”.
وقالت وسائل إعلام في وقت سابق إن طواقم طبية فرضت حجرا صحيا على مبنى في حي السيدة زينب للاشتباه في حالات إصابة بالفيروس.
وحذر مسؤولون من الأمم المتحدة من أن الزوار ورجال الدين الذين يعبرون الحدود من إيران للعراق ثم إلى سوريا التي لا تتسم إجراءات الحدود فيها بالصرامة يضعون البلاد في خطر وقوع تفش كبير فيها.
وإيران هي أكثر الدول تضررا بالمرض في المنطقة.
وقالت سوريا إنها علقت الرحلات الجوية وأغلقت أغلب المعابر الحدودية لكن شهودا قالوا إن زوارا شيعة استمروا في الوصول إلى سوريا برا في الأيام الماضية قاصدين المزار في دمشق.
وتقول سوريا إن لديها 16 حالة إصابة وحالتي وفاة. وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن البلاد غير مجهزة لمواجهة تفش وأن الحالات المؤكدة لديها قد تكون “قمة جبل الجليد” فحسب.
ولم تعلن دمشق عن أول حالة مؤكدة لديها رسميا سوى الأسبوع الماضي بعد أسابيع من نفي مزاعم بالتستر من مصادر طبية وشهود قالوا إن عدد الحالات أكبر بكثير.
ومددت الحكومة حظر التجول وفرضت قيودا على التنقلات بين المحافظات واتخذت خطوات غير مسبوقة بوقف التجنيد وبتعليق استدعاء قوات الاحتياط في محاولة للحد من انتشار الفيروس في صفوف الجيش. كما تم إغلاق أغلب الأعمال.
ويعد الحي في دمشق مقرا كذلك لعدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي لها وجود بارز في أغلب أنحاء البلاد ويشتبه في كونها مصدرا للعدوى في سوريا، وفقا لما تقوله طواقم طبية وسكان.
ويجتذب المزار آلافا من مجندي الجماعات المسلحة الشيعية إذ يقصدونه قبل التوجه لخطوط القتال الأمامية ضد جماعات معارضة مسلحة أغلبها من السنة المناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد.
وأكد مسؤولون في قطاع الصحة العراقي هذا الأسبوع أن زوارا شيعة عائدين من سوريا مصابون بكورونا وقالوا إنهم تسببوا في تفش كبير للمرض.