قبل أن تتحدث وسائل الإعلام غداً عن « موقف سُنّي »، فإن ما خرج به رؤساء الحكومات السابقين هو « إعلان وطني لبناني » حمله، مشكورين، من أسمَتهم وكالة رويترز « قادة السنّة في لبنان »!
الإعلان الذي قرأه الرئيس فؤاد السنيورة (الذي لم يصوّت لانتخاب ميشال « بيتان » عون رئيساً)، ويحمل بصمته، هو إعلان الموقف الوطني اللبناني بـ« حدّه الأدنى »! أي إعلان ما قبل الدعوة المباشرة إلى « فرض » سيطرة الجيش اللبناني وحده على حدود البلاد البرّية والجوية، وإلى طرد ضباط « الباسداران » المنتشرين في لبنان، وإلى نزع سلاح الحزب الإيراني! وكذلك إلى سحب القوات الدولية عن الحدود الجنوبية لأن لبنان في « حالة هدنة » وليس في « حالة حرب » مع إسرائيل!
لا يفاجئنا أن يحمل « قادة السنّة في لبنان » الموقف الوطني اللبناني لأن « الولاء للبنان » هو الفارق الكبير بين ١٩٧٥ و٢٠٢١! اللبنانيون كلهم سواسية اليوم!
بكلمات بسيطة ليستوعبها العقل العوني « البدائي »: فؤاد السنيورة يمثّل المسيحيين أكثر من التافه حكمت ديب!
هل سيقبل حزب إيران إعلان رؤساء الحكومات السابقين، و« يأمر » ميشال عون بتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل حكومة جديدة؟ إذا قبِلَ الحزب، فسيقبل « مهزوماً »! وإذا رفض، فستنفتح معركة إسقاط حزب إيران و« تابعه العوني »، في الشارع، تحت شعار « إرفعوا الإحتلال الإيراني عن لبنان »!
وهذه معركة سيخسرها نصرالله وحزبه: « البروفه » كانت انتصار ١٤ آذار على ٨ آذار، وستتكرّر!
ندعو قارئ « الشفاف » للإستماع إلى كلمة الرئيس السنيورة في الفيديو أدناه، لأنها تستحق!
الشفاف
*
https://www.facebook.com/saadhariri/videos/333219288475303/
وطنية – عقد رؤساء الحكومة السابقون: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، جلسة في بيت الوسط، وفي نهاية الاجتماع أصدروا البيان التالي نصه:
“في خضم الانهيارات الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية والنقدية التي يعاني ويئن منها الشعب اللبناني، والتي أطاحت بعيشه الكريم وأصبح بالتالي لا يثق بدولته ولا يثق بالمنظومة السياسية في اقداره على الخروج من الويلات التي تعصف به.
في هذا الاتون المحتدم، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر مبادرات إيجابية من قبل الجميع تأتي انطلاقا من المبادرة الفرنسية واستكمالا لها والى مبادرة الرئيس نبيه بري بحيث يصار الى تكليف شخصية بنتيجة استشارات نيابية ملزمة تكون قادرة على أن تؤلف حكومة من مستقلين غير حزبيين من أصحاب الاختصاص، بعيدا من تسلط القوى والاحزاب السياسية، تحت ذرائع أثلاث معطلة أو غيرها تدفعها الى الاستقالة، وعلى أن تكون هذه الحكومة منسجمة ومتضامنة تحظى بثقة اللبنانيين وثقة المجتمعين العربي والدولي، وتستطيع أن تقود لبنان خلال المرحلة القادمة، وذلك استنادا الى القواعد التالية التي يستعاد خلالها الاعتبار والاحترام والالتزام:
1- بوثيقة الوفاق الوطني واستكمال تطبيقها، وبالدستور اللبناني بعيدا من البدع والانتهاكات التي أصبحت تخرق الدستور اللبناني، وكذلك في الممارسة الحكومية التي يجب ان تكون مبنية على احترام كامل للنظام الديمقراطي البرلماني.
2- بالدولة اللبنانية ولممارستها لقرارها الحر ولسلطتها على كامل أراضيها ولأصول ممارسة نظامها القائم على فصل السلطات وتوازنها وتعاونها.
3- بالشرعيتين العربية والدولية ولعلاقات لبنان الوثيقة مع أشقائه العرب وأصدقائه في العالم بما يتلاءم مع مصلحته والمصالح الدائمة للبنانيين في لبنان وكذلك للبنانيين المقيمين والعاملين في دنيا الانتشار في العالم العربي والعالم أجمع.
4- بالتطبيق العملي للمادة 95 من الدستور بكامل مندرجاتها، وبما تنص عليه أيضا ومن ذلك الالتزام بقواعد الكفاءة والجدارة والاستحقاق، وكذلك في إجراء المساءلة والمحاسبة المؤسساتية على أساس الأداء لكل من يتولى مسؤولية عامة وبما يشمل تطبيق احكام مشروع القانون القاضي بإخضاع كل ما يتعلق بأعمال وإدارات الدولة اللبنانية ومؤسساتها وكل ما يتعلق بالأموال العامة للتدقيق المحاسبي والجنائي المستقل، وعلى أساس المعايير الدولية للتدقيق، وذلك لكشف الانحرافات والفساد والافساد وبما يسمح بمكافأة الإنجاز والمنجزين ومعاقبة المقصرين والمهملين والفاسدين.
5- باستقلالية القضاء بما يعيد الاعتبار لدولة القانون والنظام ويؤكد على محاربة الفساد والافساد.
6- بأن تتولى الحكومة العمل على البدء بتطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والادارية والسياسية، ومن ضمن ذلك المسارعة الى البدء بإجراء حوار وتعاون شفاف وجدِّي ومجي مع صندوق النقد الدولي، وكذلك مع المؤسسات العربية والدولية والمالية والتنموية والدول الشقيقة والصديقة، بما يسهم باستعادة النهوض والاستقرار للأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية.
إنه، وعلى اساس الالتزام الكامل بهذه المبادئ والقواعد، فإننا ندعم ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي ليتولى مهمة تأليف الحكومة، استنادا إلى استشارات نيابية ملزمة على ان تتم عملية التأليف حسب ما تمليه القواعد الدستورية والقانونية وتحاكي توقعات اللبنانيين وأشقائهم العرب واصدقائهم في العالم” .