• سلَّم قيادة «جبهة الشام» إلى نصرالله… ويواجه عصياناً في العراق
• بعد أكبر انسحاب منذ 2011 من سورية سيعيد «الفاطميين» إلى أفغانستان
• أعاد رسم «حدود وطنية» لـ «الوكلاء»
• أنهى خدمة عدد كبير من قادة «فيلق القدس»
• بعد أكبر انسحاب منذ 2011 من سورية سيعيد «الفاطميين» إلى أفغانستان
• أعاد رسم «حدود وطنية» لـ «الوكلاء»
• أنهى خدمة عدد كبير من قادة «فيلق القدس
• طُلب من الفصائل العراقية عدم التحرك ضد الكاظمي والتركيز على المطالبة بإخراج القوات الأميركية
• طهران تواجه فشلاً كبيراً في تعيين قائد لملف العراق بسبب الخلافات الواسعة بين القوى الشيعية
• قادة عراقيون اعترضوا لدى خامنئي على سياسة قآني
• مندوبا «الحرس» في اليمن وغزة أكبر داعمي التوجه الجديد
• قآني تعافى أخيراً بعد إصابته بجروح في غارة إسرائيلية خلال زيارته الثانية لسورية منذ شهر ولم يظهر على «الإعلام» منذ ذلك
يتزايد الحديث عن تغيير في السياسة الإيرانية الإقليمية، خصوصاً بعد الانسحاب الإيراني الذي وُصِف بأنه الأكبر من سورية منذ 2011، وانقسام حلفاء طهران العراقيين بين أقلية معارضة لرئيس حكومة رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي الذي يوصف بأنه مقرب من واشنطن، وأغلبية مؤيدة له، كان موقفها حاسماً في تمرير حكومته بالبرلمان.
العرض الإيراني لواشنطن بتبادل السجناء وسحب الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية كانت استقدمتها إلى الخليج بعد تصفية الجنرال الإيراني المؤثر قاسم سليماني، عززا تكهنات حول تغيير في سياسة إيران، وصلت إلى ذروتها، بعد حديث المرشد الأعلى علي خامنئي عن فضائل الإمام الحسن بن علي في التفاوض.
في هذا السياق، أكد مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» أن القيادة الإيرانية اعتمدت بالفعل تكتيكات إقليمية جديدة، خصوصاً في سورية، بهدف احتواء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، لكنها لم تقم بتغيير شامل لاستراتيجيتها.
وقال المصدر لـ «الجريدة» إن السياسة الجديدة التي قام اللواء الركن إسماعيل قآني، القائد الجديد لـ «فيلق القدس» برسمها، تختلف جذرياً عن سياسات سلفه سليماني، وتعكس الخلافات التي كانت محتدمة أصلاً بين الرجلين حول ملفات عدة.
وأوضح أن سياسة سليماني كانت مبنية على أساس أن القوات التابعة والمتحالفة مع إيران هي «جبهة واحدة» ممتدة من أفغانستان إلى فلسطين، كترجمة لـ«وحدة جبهة المقاومة والممانعة» على قاعدة عدم الاعتراف بالحدود، وأنه لا فرق بين أن تشارك في المعارك في أي بلد قوات إيرانية أو لبنانية أو عراقية أو أفغانية أو سورية أو فلسطينية.
وأضاف المصدر أن سياسة قآني الجديدة مبنية على المبادئ الكلاسيكية الخاصة بـ«فيلق القدس» والتي تنص على أن «فصائل المقاومة» يجب أن تكون مفصولة كلياً، بعضها عن بعض، على أساس وطني، وتتولى المهام في البلد الذي تنتمي إليه حصراً، دون أن يمنع ذلك أن تكون هناك قيادة موحدة مسؤولة عن توجيه هذه الفصائل.
وتابع بأن قآني وتياراً واسعاً من أنصاره في «الفيلق» يعتبرون أن سليماني تسرّع جداً في إزالة الحدود الوطنية، وأن هذا الأمر خلق ثغرة استطاع «الأعداء ضرب المقاومة من خلالها»، حيث تصاعدت الحساسيات الوطنية، وبات بالإمكان اتهام أي حزب تابع لإيران بأنه ينفذ سياسة غير وطنية ويتدخل في شؤون دولة أخرى.
وكشف أن قآني وزع أيضاً المسؤوليات ومنح تفويضات العمل، حيث إن «قيادة جبهة المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين»، أضحت تحت إشراف حزب الله اللبناني بقيادة أمينه العام حسن نصرالله بشكل مباشر، وبات باستطاعة نصرالله اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً دون الحاجة إلى الرجوع إلى قآني، وأن قيادات الحرس الثوري في أي من هذه الدول يجب أن تعمل تحت إشراف نصرالله.
وحسب المصدر، فإن قآني يعمل حالياً على تفويض القرارات في العراق إلى أحد قادة الفصائل الموالية لطهران في هذا البلد، لكن المشكلة تكمن في الخلافات والانشقاقات التي تميز العراق حيث تحكم الأغلبية الشيعية.
وفي هذا الإطار، كشف المصدر أن قآني وجه الفصائل العراقية الموالية لطهران إلى ضرورة عدم القيام بأي تحرك ضد حكومة الكاظمي والتركيز على مواصلة الضغط عليه لتنفيذ قرار إخراج القوات الأميركية من العراق، الذي اتخذه البرلمان العراقي على عجل بعد غارة أميركية أودت بقاسم سليماني وحليفه العراقي الأقرب أبومهدي المهندس في مطار بغداد خلال يناير الماضي.
وأشار إلى أن هناك معارضة كبيرة من بعض الفصائل العراقية لسياسة قآني، وهي تعتبر الكاظمي رجل الأميركيين الأول، وتتهمه بأنه ضالع في تصفية سليماني والمهندس، لافتاً إلى أن الخلافات وصلت الى درجة أن بعض قادة هذه التنظيمات قاموا بمراسلة المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشر للاعتراض.
على صعيد موازٍ، لفت المصدر إلى أن قآني، الذي عمل طويلاً على الملف الأفغاني، فتح خطوط اتصال واسعة مع «طالبان» ويخطط لإعادة «ميليشيا الفاطميين» من سورية إلى أفغانستان لتزخيم الميدان ضد القوات الأميركية التي لا تزال هناك.
وأكد أن اللواء عبدالرضا شهلائي (الحاج يوسف)، وهو أعلى مسؤول في الحرس الثوري باليمن والذي نجا من عمليتي اغتيال الشهر الماضي، هو من ضمن المقربين من قآني والداعمين لسياسته، وسيبقى في منصبه، لكن عدداً كبيراً من قادة «فيلق القدس» في العراق وسورية ولبنان من الذين يعارضون سياسة قآني تم تغييرهم، وبعضهم تسلم مهامه، بينما عرقل تفشي وباء كورونا تسلُّم عدد آخر، مضيفاً أن «الحاج عمار» مسؤول «فيلق القدس» في غزة سيبقى في منصبه.
وأشار المصدر إلى أن اللواء الركن قآني كان قد أصيب بجروح لدى زيارته لسورية، واستهدفت إسرائيل وقتئذ قاعدة لـ «الحرس الثوري» في شرق دمشق، لكنه تعافى من هذه الجروح، وعاد إلى عمله مجدداً.
وكان قآني أجرى زيارة ثانية لسورية الشهر الماضي ولم يظهر على وسائل الإعلام بعد عودته.