(الصورة: طائرة مسيّرة “حوثية” أي “إيرانية” كانت موجهة ضد السعودية قبل إسقاطها! إيران “روّجت” استخدام “الدرون” كسلاح “حلال” في حربها ضد العرب!)
في انتظار اطلاع الرأي العام على سبب مُقنع لتجرّوء اسرائيل على ارسال طائرتين مسيرتين الى الضاحية، غير ادعاء الاستفزاز المجاني، فان ظلالا جديدة ستفرض على الصدام بين “حزب الله” والكيان الاسرائيلي، فإما تصعيد عظيم، اذا أوفى الأمين العام بتعهده الجديد بنصر مؤزر، أو إضافة وعد بلا سقف الى نغمة “الزمان والمكان المناسبين”، على النمط الأسدي.
سقطت الطائرتان بحجر، أو بدعاء. ما همّ، لكن سبقتا خطابا للأمين العام، تماما كما سبق خطابه، قبل نحو 10 أيام، في بنت جبيل، وبالتلازم الزمني،احراق طائرة مسيرة حقلا محاذيا لاحظه أهل المنطقة وطُلب منهم التكتم. واذا لم يكن من شبهة تلازم، فان ما لم يُعرف هو سر اهتمام العدو الاسرائيلي بمبنى لاعلام الحزب، لا يستحق، مبدئيا، التفجير، فلا يقوده الشهيد الأديب غسان كنفاني ولا خلفه بسام ابو شريف، ضحيتا تفجيرين اسرائيليين أودى أحدهما بالأول وشوه الآخر الثاني؟
سؤال يستدعي المخيلة لتستنتج أن الطائرتين قد تكونا انطلقتا من داخل الضاحية، كما يقول “الوشاة” إما ليراقب الحزب المنطقة أمنياً، أو ان عميلا مزروعا وراءها.
لكن، والشيء بالشيء يذكر، حفلت الأسابيع السابقة بمعلومات عن طائرة مسيرة تحلق بوتيرة شبه يومية، فوق منطقة مطار بيروت والضاحية، ومناطق الجبل القريبة، ولم تقدم مراجع الأمن اللبناني، ولا أمن الحزب، أي توضيح، وطبعا لم يصوب أحد الأشاوس حجر صوان لتعطيلها. وهذا الصمت لا يبرره سوى الثلاثية الشهيرة المعلولة (جيش وشعب ومقاومة) وإلا لكانت أسقطت.
على فكرة، فإن “بدعة” اسقاط الطائرة المسيرة بحجر، كما روج اعلام الحزب، تخدم بذكاء زعم البيئة المقاومة، كفكرة مطلقة. تماما كالطلب الى الجيش الاسرائيلي ان يقف على ساق ونصف منتظرا الرد، ففي الحالتين زعم طفولي ساذج يستدرج اعجاب البسطاء من جمهور عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي، كالعادة.
أيا يكن الجواب الصحيح، فان السؤال الفعلي هو عن الصلة بين ما شهدته الضاحية ومؤتمر الدول الصناعية الـ 7 في بياريتس الفرنسية. فإذا كانت العملية اسرائيلية، يمكن التساؤل عما اذا كانت رسالة الى المجتمعين مفادها ان تل أبيب قادرة على اشعال حرب اذا انجز اتفاق، لا يناسبها، مع ايران، في حضور محمد جواد ظريف.
أو كما يرى سيئو النية، هي رسالة ايرانية مفتعلة ترافق ظريف بمنطق العصا والجزرة، ترجمتها ما قاله نصرالله عن استعداد للرد، “في يومين أو ثلاثة أو أكثر“، وان الرد على أي عملية اسرائيلية لن يكون عملية ثأر هزيلة من مزارع شبعا التي يوجد لاسرائيل طريقة محددة للتصدي لها، بل ثأر من داخل لبنان“. أي أنه وضع مصير اللبنانيين على طاولة المساومة الإيرانية مع الدول الصناعية الكبرى. ولا جديد في الأمر، فلبنان عنده خط الدفاع الأول عن مصالح طهران.
rached.fayed@annahar.com.lb