نُقِلَ عن رئيس التيار العوني جبران باسيل قَولَهُ إنه لن يترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وإن على التياريين الاختيار بين عضو المجلس السياسي في التيار، المهندس طوني نصر ، والدكتور جورج حرب ليكون احدهما مرشح التيار عن المقعد النيابي في قضاء البترون، الذي يُشغِله باسيل منذ العام 2018.
كلام باسيل جاء خلال حفل العشاء الذي نظمته هيئة التيار في قضاء البترون قبل اسابيع، حيث اقصح عن رغبته بعدم الترشح، من دون ان يفصح عن الاسباب التي دفعته الى اتخاذ مثل هذا القرار، وهو الذي لا يتنازل بسهولة عن منصب، ويتجنُب تعيين احد ابناء قضاء البترون في منصب وزاري او نيابي.
فخلال عهد عَمِّهِ ميشال عون، لم يعين باسيل وزيرا من البترون واحتكرَ لنفسه المنصب النيابي، فلماذا يُحجِم عن الترشح للانتخابات المقبلة وهو في عهد تراجع “التيار” بعد “جَنّة” السلطة لسنوات ست؟
مصادر بترونية قالت إن هناك اكثر من سبب وراء قرار باسيل.
الاول، خشيته من عدم الفوز بالمقعد النيابي، فهو لن يتذوق مرارة الهزيمة بعد الفوز بالنيابة وتولي المناصب الوزارية والقيام بدور “رئيس الظل” للجمهورية طوال فترة عهد عمه.

الثاني، وربما اهم من الاول، هو القرار الذي يعتزم وزير العدل “عادل نصّار” اتخاذه، والقاضي بعدم جواز قبول ترشيح “المُعاقبين دولياً” للانتخابات المقبلة، ومن ضمنهم باسيل وعلي حسن خليل!! عِلماً ان خلفية قرار نصّار لم تتضح بعد، وما إذا كان القرار سياديا، ام بناءً على تمنٍ أميركي او دولي!
اوساط باسيل تشيع ان القرار لن يؤثر على شعبية التيار العوني في البترون، وتضرب امثلة على ذلك، برئيس “حزب القوات اللبنانية” الذي يترأس الاخير كتلة نيابية مسيحية من دون ان يكون نائبا! والزعيم وليد جنبلاط، ليس نائبا هو الآخر، وقرارات اللقاء الديمقراطي تسير بتوجيهاته، فلا فرق بين باسيل وجنبلاط وجعجع. بالتالي سيكون باسيل رئيسا للتيار العوني ورئيسا لكتلته النيابية المرتقبة مهما كان حجمُها في الانتخابات المقبلة.
اما بترونيا، ففي حال فاز مرشح “التيار” طوني نصر في الانتخابات المقبلة، فهو لن يؤثر على دور باسيل ونفوذه في القضاء، ولن يسعى الى تشكيل زعامة وسطية، كونه من ابناء قرية “شبطين” الوسطية، على حساب زعامة باسيل. بل هو سيكون صوت باسيل وذراعه سواء في المجلس النيابي او في القضاء، وفي حال خسرَ “نصر” المقعدَ النيابي، يكون الاخير قد سجل اسمه في نادي المرشحين وربما يستعد للانتخابات التي ستليها، ويُبعد مرارةَ كأس الهزيمة عن رئيسه باسيل.
اما بالنسبة الى الدكتور جورج حرب، وهو نجل الدكتور وليد حرب، فإن حظوظه في تبني “التيار” ترشيحه في مواجهة المهندس “طوني نصر” تبدو معدومة، كون “نصر” ممن واكبوا نشأة التيار في قضاء البترون وله بين الانصار والمؤيدين الكثير من الاصدقاء الذي تربطه بهم علاقات اجتماعية وحزبية ومهنية، وتاليا لن يستطيع حرب منافسته على اصوات التياريين في القضاء.
