أثار حديث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من بكركي يوم امس لغطا سياسيا، حيث تم تفسير كلامه، في اعقاب لقائه البطريرك الماروني، على انه تراجع عن الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان ما قاله رئيس حزب القوات ليس تراجعا عن ترشحه، بل هو تأكيد لهذا الترشح، وأن اي امر آخر يُطرح على “بساط البحث” داخل قوى 14 آذار لانقاذ الاستحقاق الرئاسي. أما “بساط البحث”، إذا حصل، فسيكون حول مرشح حدد جعجع مواصفاته، بما ينطبق على شخصه ومواصفاته!
أي أنه إذا كانت هناك مشكلة ما في شخص رئيس القوات، فإن بديله هو رئيس بمواصفات رئيس القوات، فيكون ججعج بذلك ضمن العبور بالاستحقاق الرئاسي برئيس على شكله ومواصفاته!
وفي سياق متصل، تشير مصادر قواتية الى ان جعجع ماض في ترشحه مدعوما بقوى 14 آذار، وأنه لن يتنازل عن هذا الترشح، طالما ان قوى 8 آذار مصرة على تعطيل الاستحقاق الرئاسي اولا، والدفع بالبلاد نحو ما يسمى بـ”المؤتمر التأسيسي” ثانيا. وتاليا، فإن قوى 8 آذار، حسب ما تراه “القوات وقوى 14 آذار، تعمل على تجاوز الخطوط الحمر في البلاد، وهذا ما لن يقبل به أي طرف سيادي.
عون: أنا.. أو الفراغ!
من جهة ثانية، أشارت معلومات الى ان امين عام حزب الله تعهد للجنرال عون بدعم ترشحه للرئاسة، وهو حاليا أسير موقفه، مشيرة الى ان نصرالله، وفي اعقاب رفضه تعيين صهر الجنرال العميد شامل روكز قائدا للجيش، تعهد للجنرال بالوقوف خلفه في معركة الرئاسة، وهذا ما أسكت عون، ودفعه للقبول بالتجديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي.
وتضيف ان نصرالله قال لعون: إفعل ما تراه مناسبا لتكون رئيسا للجمهورية ونحن ندعم اي قرار او مبادرة تقوم بها في هذا الصدد.
وتشير المعلومات الى ان عون بادر الى الاتصال بتيار المستقبل، طارحا نفسه مرشحا وفاقيا، مستندا الى مطالبته حزب الله، بعدم ترشيحه اولا، كي لا يصبح مرشح تحدٍ!
من جهة ثانية، والأهم، أن عون يعوّل على حزب الله للحيلولة دون انتخاب أ]رئيس سواه، الى ان يقتنع الجميع بأن بديل الفراغ هو الجنرال عون!
جعجع ينسحب لجعجع وعون “أنا.. أو الفراغ”!بات أمر مسلّم به غالباً أن قهوجي من أزلام ميليشيا إيران والاحتلال. وقد خدمهما في صيدا بعد أن خدمهما طويلاً في طرابلس ففي عرسال إلخ… ما يصعب فهمه هو السبب الذي ساق تيار المستقبل ومعه القوات إلى التمديد لقهوجي! أو هل يا ترى إنها متلازمة ثقافة التنازل والتراجع إلى ما لا نهاية، وهي نفسها التي ساقت الحريري يوماً إلى زيارة وحش القرداحة، ثم إلى التمديد لنبيه بري (!)، فإلى وإلى وإلى… ألَم يحِن أخيراً وبعد وبمناسبة الانتخابات الرئاسية اعتماد مواجهة الاحتلال الإسلاموي الشيعي الإيراني في لبنان وبذهنية المجابهة النهائية لا التقايضية؟ حيث يبقى الفراغ… قراءة المزيد ..