ما جرى في “أعزاز”، المدينة الحلبية في الريف الشمالي، مُفجع بكل ما تعنيه الكلمة.
فقد هاجمت قوات “دولة الاسلام في العراق والشام” (داعش) المدينة رغم وجود قوات “الجيش الحر” فيها منذ عام على الاقل بعد تحريرها من قوات النظام الاسدي، فيما يشبه حرباً اهلية داخل الثورة بالنسبة لمن يعتقدون ان “داعش” جزء من القوات العسكرية للثورة، او هي على تخومها، وبين قوات محسوبة على الثورة وبين قوات الثورة نفسها ممثّلة بالجيش الحر! فيتحول يتحول لواء عسكري من قوات الثورة نفسها لقوة ” فض اشتباك ” بين أهالي “أعزاز” والجيش الحر من جهة وبين قوات “داعش” التي يعتبرها البعض خصومت للثورة او اعداء لها جاؤوا من الشيشان والسعودية والخليج لتنفيذ اجندات اقليمية ومخابراتية اسدية، هي على الضد من اهداف واجندات الثورة السورية ومن اهداف الجيش الحر المتمثلة في تحرير سورية من نظام الاسد وحلفائه الايرانيين والروس.
قبل “اعزاز”، كانت هناك “الرقة”!
وفي “الرقة” ظهرت نوايا “داعش” على حقيقتها: التوسّع السريع على حساب الوية الجيش الحر، السعي الى “أسلمة” المنطقة، اسكات صوت الثورة باعتقال الناشطين السلميين، الاعتداء على قادة الجيش الحر بالاعتقال او القتل، وهو ما يشير الى منهج بدا ثابتاً عند “داعش” بالالتفاف على الجيش الحر لاسيما انها لم تفتح اي معركة مع قوات النظام.
هكذا اصبحت “داعش” من أكثر التنظيمات كرهاً من قبل سكان “الرقة”. فهي على حد تعبيرهم “تخطف باسم الإسلام و تقتل باسم الإسلام و تكفّر المسليمن باسم الاسلام، كما أن كل من ينتقدهم يتعرض للسجن وما هو أبعد من ذلك أحياناً.” وأوضح الناشطون أن “داعش” هو الفصيل الوحيد الذي لا يتعرف بالهيئة الشرعية ولا ينصاع لأوامر أحد، وأن أحد مشكلاته التي قد تسبب حرباً كبيرة في “الرقة”، هي الاشتباك مع “لواء أحفاد الرسول”، التابع للجيش الحر لأسباب واهية، و من ثم اتهامه اللواء بضم خلايا نائمة تابعة للنظام “!
“أعزاز”
الاخبار الواردة من “اعزاز” تقول ان هناك سبعة الوية من الجيش الحر تحاول استعادة “اعزاز” من “داعش”. وكان نشطاء قالوا ان اعزاز” ما تزال تحت سيطرة الجيش الحر وكل الشائعات التي ترددت حول السيطرة عليها كذب، رغم انه سقط عديد من الشهداء فيما استمرت الاشتباكات في المدينة بين لواء عاصفة الشمال و بين دولة العراق و الشام بعد محاولة الدولة اعتقال طبيب الماني في المشفى الميداني في المدينة, كما يقول المراسلون من هناك.
ﻟﻮﺍﺀ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ اصدر بياناً أعلن فيه عن اﺳﺘﺸﻬﺎﺩ اﻹﻋﻼﻣﻲ “ﺣﺎﺯﻡ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻱ” ﺑﺮﺻﺎﺹ ﻗﻨﺎﺹ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ (ﺩﺍﻋﺶ) ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔﺍﻋﺰﺍﺯ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻤﺪﺍﻫﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ. كما تحدث البيان عن ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﺍﻹﻋﻼمي ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻋﺰﺍﺯ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ …وطالب البيان ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ “ﺑﺎﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺗﻪ ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱﺃﻗﺴﻤﻪ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ ﻓﻮﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺇﻋﺰﺍﺯﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺩﺍﻋﺶﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻋﻤﻞ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺮ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻌﺘﺪﻱ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻃﺎﻏﻮﺕِ ﺁﺧﺮ”.
البيان يكشف لاول مرة الموقف المعلن لأحد الوية الجيش الحر من “داعش”، وهو موقف حدّي يعتبر “داعش” بمثابة الطاغوت ويساويها بنظام الاسد، وهو ما سيكون له ابعاد هامة على علاقة الجيش الحر مع هذه المنظمة الاجنبية على صعيد شمالي حلب والرقة وادلب وبقية المناطق التي تتواجد فيها “داعش”.
واخيرا وبعد مطالبات عديدة من ناشطين ومثقفين، اعلن الائتلاف الوطني عن موقفه من “داعش” في بيان فنّد فيه موقفه الرافض لداعش مبيناً بالتفصيل اعتبار “داعش” خارجة عن مبادئ الثورة السورية بسبب “ارتباط التنظيم بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية. تكرار ممارساته القمعية، واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحفيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية.”
وقال البيان ان هذا التنظيم يحتكم للقوة في التعامل مع المدنيين “احتكامه إلى القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعه بمحاربة كتائب الجيش الحر، كما حدث مؤخراً في 18 آب/أغسطس 2013 بمدينة إعزاز بريف حلب أثناء محاولته السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.” لكن الاخطر في بيان الإئتلاف هو تصريحه بتخاذل “داعش” عن مقاتلة النظام : ” وقف مقاتليه عن محاربة النظام في عدة جبهات، وانتقالهم لتعزيز مواقعهم في مناطق محررة، بحيث يشكل وجودهم فيها خطراً على المدنيين واستعادة لتاريخ قمع حزب البعث وجيش نظام الأسد وشبيحته.”
في اليوم التالي لمعركة اعزاز توصل لواء عاصفة الشمال لاتفاق مع “داعش” بضمانة لواء التوحيد، ينصّ الاتفاق على تسليم الاسرى من الجانبين وإعادة المسلوبات و انسحاب “داعش” من الاماكن التي احتلتها.
كان الملاحظ ان من وقّع الاتفاق من جهة “داعش” هو ابو خالد الكويتي وكان احد الشهود … شيشاني، الامر الذي يكشف بالفعل هوية “داعش” غير السورية وانها خليط من مقاتلين اجانب وان الكلمة العليا داخل هذه المنظمة لجهات خارجية. فأن يكون ممثّل داعش كويتياً، ربما يشير الى مموّل المنظمة الكويتي الشيعي الذي لا شك يخضع لأوامر ايرانية، وأن يكون احد الشاهدين شيشانيا فهو يشير الى إمكانية لوجود علاقة ما للروس بهذه المنظمة الاسلامية.
لاحقاً وردت انباء من الداخل عن اعدام “داعش” لكل الاسرى الذين اعتقلتهم سابقاً من قوات الجيش الحر، واغلبهم من الجرحى، كانوا يقضون نقاهتهم في بيوتهم او في بعض المشافي الميدانية، وهو ما يشير الى اسلوب هذه المنظمة في التعامل مع الاسرى على خلاف التنظيمات الاسلامية الاخرى وهو ما يثير المخاوف من كونها اعدمت شخصيات دينية كانت اعتقلتها سابقاً، ربما كان الاب باولو احدهم؟
يعتقد احد الناشطين في حلب انه سيأتي يوم تقتحم فيه “داعش” مدينة “مارع” وتطرد لواء التوحيد عاجلا ام اجلا. يقول “نحن حزينين جدا لما أوصلنا اليه ضعفكم وتقاعسكم وجبنكم”، في رسالة الى قادة الجيش الحر في المنطقة!
فادي سعد
صحفي سوري
“أعزاز” و”داعش”، ظهور الخيط الابيض من الاسود
What a load of Low Life (SAFFIL) rubbish you Muslims are. You all have no intellect, no honour and no decency, not one of you. You are just as bad as the Jews, if not worse., at least the Jews stick together and help each othe, all you Muslims do, is kill and murder, lie and steal.