بيروت- خاص بـ”الشفّاف”
شهد الجيش السوري منذ اندلاع الثورة الشعبية العديد من الإنشقاقات داخل بعض كتائبه وألويته، الامر الذي ساهم وساعد الى حد كبير على احراز تقدم واضح للثوار على جميع الجبهات بما فيها العاصمة دمشق. علماً أن الرئيس السوري بشار الاسد القابل للخلع في أي وقت، ومن قبله والده، لطاما تغنّوا بولاء هذا الجيش المطلق لأل الأسد وتحصينه من الاعاصير التي تهب على سوريا بين الحين والاخر.
لكن، ما لم يكن في حسبان الاسد وبعض أركان قيادته قد حدث. فالإنشقاقات داخل الجيش النظامي تعدت 100 ألف بين ضابط وجندي، وهؤلاء كانوا، وبحسب المعلومات، يتوزعون على مناطق حمص ودرعا والرستن وحماه، وعلى اطراف مدينة حلب وريفها. ومع توقع مزيد من الإنشقاقات خلال الأسابيع القادمة، برزت منذ اسبوعين تقريباً مفاجأة تمثلت بانشقاق 10 ضباط، خمسة منهم ينتمون إلى الطائفة، العلوية وثلاثة من من الطائفة السُنية، وضابط درزي، وآخر آشوري، وهم من أصحاب الرتب العالية ينتمون إلى الفرقة الرابعة العاملة تحت إمرة شقيق الرئيس السوري العقيد ماهر الأسد.
الإنشقاق عن الجيش أو الهرب إلى خارج الحدود هو آمر خطير وتلزمه خطة مُحكمة، فكيف إذا عُقدت النوايا على الإنشقاق من الفرقة الرابعة، فعندها ستدفع حياتك ثمناً لمجرد التفكير بهذا الأمر في ما لو تم اكتشاف نواياك أو حتى الشك بها. هكذا يُعبر “جمال اللافي”، النقيب في الفرقة الرابعة، عن الصعوبة التي يلاقيها الضباط والجنود في الهرب من ثكناتهم أو أماكن خدمتهم. وقد التقينا “اللافي” في إحدى المناطق القريبة من بيروت قبل مغادرته لها بيومين، وذلك بعد تمكنه من الهرب من مكان خدمته في ثكنة تقع ضمن منطقة مشروع دمّر القريبة من القصر الجمهوري بالعاصمة دمشق.
بدايةً، يخوض الضابط المنشق حديثه حول المعلومات التي لم يُكشف عنها حتى الساعة وهي تمكّن عشرة ضباط من الفرقة الرابعة من الهروب إلى خارج الحدود السورية رغم عدم كشفه عن المكان الذي توجه اليه هؤلاء الضباط لضرورات تتعلق بأمنهم وبأمن عائلاتهم التي ما زال بعضها موجودا في الداخل السوري. وأكد “اللافي” أن إثنين منهم كانا حتى الامس القريب من المعروفين بولائهما لأل الأسد، وهؤلاء تمكنا من الفرار الى خارج الحدود خلال الاسبوعين المنصرمين، وأن أسماءهم لن يُعلن عنها إلا بعد إجلاء عائلاتهم، ولفت إلى أن “الضباط الفارّين سيكونون محط أنظار العالم كله في الفترة المقبلة، نظراً للدور الذي سيلعبونه على صعيد حسم الاوضاع المتأزمة في سوريا، كما ان هناك إتصالات مكثّفة تجري بينهم وبين جهات خارجية للإستفادة من المعلومات التي يمتلكونها عن الجيش السوري وتحديداً عن الألوية التي يعملون ضمنها، كما سيكون لهم تحركات قريبة في العلن ودور بارز في العمليات العسكرية التي يخوضها الثوار في سوريا”.
وإذ رفض الافصاح عن إسم البلد االتي سيلجأ اليها هؤلاء الضباط، علماً انه المح الى انهم سيكونون في مكان امن بعيد عن التكهنات الى أن تتبلور الامور بشكل افضل، إلا أنه شدد على أن “ظهورهم لاحقاً سوف يشكل صدمة كبيرة لعائلة الأسد والمقربين منها. والاسابيع المقبلة سوف تشهد العديد من المفاجآت المتعلقة بالفرقة الرابعة التي يبدو انها ذاهبة نحو الإنفراط بسبب الشحن الطائفي الذي يسود العلاقة بين ضباطها وافرادها الممنوعين من مغادرة ثكناتهم العسكرية خوفاً من التحاقهم بالثوار أو فرارهم خارج البلاد”.
أضاف: “رغم ان اكثر من نصف الفرقة من الطائفة العلوية، إلا ان هناك ضباطاً كباراً من المسيحيين والسنّة جرى وضعهم مؤخراً في المناطق التي تشهد معارك قاسية مع الثوار والمنشقين عن الجيش السوري لزرع الكراهية والفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد”، كاشفاً أن اكثر من 30 ضابطاً وجنديا ينتمون الى الفرقة الرابعة كانوا اعدموا خلال الأشهر الماضية إما بسبب رفضهم تنفيذ الاوامر الصادرة عن ضباط كبار في الفرقة، أو لعدم إفادة قياداتهم بمعلومات تتعلق بإنشقاق العديد من العناصر والضباط في داخل الاحياء التي يسكنون فيها. ويُقال ان الاوامر هذه قد صدرت عن ماهر الأسد شخصياً رغم التكتم الشديد حول صحته”.
حسابات سورية بأسماء شخصيات سياسية لبنانية؟
وجزم اللافي بأن “الخلافات بدأت تتسرب الى داخل عائلة الأسد بسبب الأساليب الإجرامية التي يعتمدها آل الأسد الاسد في معاجة أصغر الأمور، وأن لجوء والدة الأسد إلى إحدى الدول العربية وقبلها شقيقته بشرى هو دليل على تفكك هذه العائلة. وربما قد تسمعون في القريب بمغادرة أسماء الأسد زوجة بشار الى لندن”، لافتاً إلى أن “بشار الأسد يحمّل شقيقه مسؤولية الأحداث التي وصلت اليها سوريا، ذلك إضافة إلى كميات كبيرة من الأموال التي تم نقلها مؤخراً من حسابات خاصة ببعض أركان النظام السوري الى حسابات شخصيات سياسية لبنانية تربطها بالنظام علاقات مميزة وموثوقة. وبعض هذه الاموال يتم تهريبها في سيارات خاصة بشخصيات بارزة تنتمي الى أحزاب لبنانية فاعلة داعمة لنظام الأسد”.
وحذر من “إمكانية تعرّض شخصيات سياسية بارزة داخل النظام للإغتيال على أيدي جماعات مرتزقة تعمل لحساب النظام الأسدي بسسب رفضها المطلق لعمليات القتل والتنكيل التي يتعرض لها الشعب”، مبشراً “بنصر قريب للشعب السوري وبفرار جماعي لأركان نظام بشار الأسد غير المعروف ما إذا كان صامداً فعلاً في الطبقة الثانية لـ’قصر الشعب’ في دمشق أم أنه قد انتقل الى مكان أكثر أمناً خوفاً من أن تطاله يد الشعب”.
ضباط في “الفرقة الرابعة” أصبحوا خارج الحدود والأت أعظم!
تلك المعلومات ليست مفاجئة وليست جديدة ولم يكن نظام الاسد معتمدا في يوم من الايام على السوريين سواء علويين او غيرهم انما اعتماده كان بشكل كبير على الايرانيين والعراقيين والروس وحزب الله واسرائيل التي تقف في وجه التغيير ومن خلفها امريكا ولكن المسألة طالت وتكلف اكثر من اللازم وبالتالي لابد من تغيير ما غير ان ذلك يلزم التوافق بين الفرقاء ولربما ان الوقت قد حان.