من مقال نشره “الشفاف” سابقاً للشيخ جمال البنّا، شقيق مؤسّس حركة “الإخوان المسلمين” نقتطف ما يلي تنويراً لمن لا يعرف أنه لا وجود لحدّ الردّة في الإسلام:
“ذكر القرآن الردة صراحة مرارا ولم يرتب عليها عقوبة دنيوية ولاحظ ذلك الدكتور شلتوت رحمة الله عليه، والاحتجاج بحرب الردة في عهد أبي بكر مردود، فإن كثيرا من المرتدين كانوا مسلمين يؤدون الصلوات، ولكنهم رفضوا الخلافة المركزية أرادوا العودة مرة أخري إلى الأعراف القبلية ورفضوا دفع الزكاة فالقضية سياسية واقتصادية وليست عقيدية وقد أعلن ذلك أبو بكر عندما قال “لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه للرسول لقاتلتهم عليه”، أما الأحاديث فالمفروض ألا يناقض أي حديث صريح القرآن، ومن هنا فإن فيها جميعا مقال وقد ذهب معظم الفقهاء ومنهم ابن تيمية إلى أن الردة عن العقيدة وحدها لا توجب حدا ولكن إذا اقترنت هذه الردة بحرب المسلمين أو قتل المسلمين فعندئذ تكون العقوبة، أكد ابن تيمية أن الرسول لم يقتل أحدا لمجرد الردة، كما أن المحدثين يضعون الردة في بابا البغاة وأهم من هذا أن عددا من المسلمين ارتدوا في عهد الرسول وكان منهم أحد كتبة القرآن، فما تعقبهم الرسول بعقوبة، ولا استتاب أحدهم.”
الشفاف
*
عمان- سجل محامون ينتمون إلى التيار السلفي الأردني، لدى محكمة شرعية عمان- القضايا، أول دعوى من نوعها” ردة ” عن الإسلام، ضد الكاتب الصحفي صالح خريسات.
وقال المحامون في لائحة الدعوى، التي من المقرر أن ينظرها، صباح يوم الأحد، الموافق 24يونيو2012، القاضي الشرعي، زيد إبراهيم الكيلاني، أن المدعى عليه، نشر مقالا على وكالة أخبار وطن، تضمن ألفاظا تدل على الردة، منها: نسبه العجز لله سبحانه وتعالى، وإنكار الغيبيات، وعدم الإيمان بها، وإنكار المعجزات، والاستهزاء بالقرآن الكريم، وبالعلم الديني، وأنه يدعو إلى ديانة بشرية عالمية، والتشكيك بما هو منقول عن السلف، واعتبارها أوهام وأكاذيب.
من جهته، أنكر الكاتب خريسات، هذه الادعاءات، واعتبرها خطأ وسوء تقدير. وقال: إنه لا يوجد بيني وبين السلفيين ثأر، بل نحن متفقون ضمنيا، على ضرورة إعادة قراءة الخطاب التاريخي المنقول بالعقل.وعلق قائلا: إن قليلا من المعرفة خطير جدا، وما زالت البشرية تبكي على ظلمها سقراط.
ووجه الكاتب خريسات نداء إلى المنظمات والهيئات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، ومجالس حقوق الإنسان، والنقابات، ومراكز حماية الصحفيين، للتدخل فورا، لوقف مثل هذه التجاوزات، والاعتداءات على حرية التفكير وبخاصة في البلاد النامية.