هل محمد سعيد طيب “إرهابي” يشكل خطراً على الأمن العام؟ أم هل تخشى السلطات أن يقول خارج البلاد ما لا يقوله داخلها، وهو المعروف بـ”سلاطة لسانه” ضد ما لا يعجبه في النظام السعودي؟ أم، هل كان المطلوب أن “يتوسّل” محمد سعيد طيّب للسماح له بالسفر؟
حتى قبل الثورات العربية، كتبنا مراراً أن حق الإنسان في السفر هو أحد حقوقه الأساسية. وهذا، في كل الكرة الأرضية منذ سقوط ما كان يُسمّى “المنظومة” الإشتراكية! وباستثناء كوريا الشمالية وكوبا و”سوريا الأسد”.. والسعودية! فلماذا تفرض السعودية على نفسها أن تكون بمعيّة مثل هذه الأنظمة التعيسة؟
*
دبي ـ (يو بي اي) منعت وزارة الداخلية السعودية الناشط السياسي السعودي محمد سعيد طيب من السفر إلى القاهرة لحضور حفل زواج ابنته، ما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية حادة.
وقال مصدر إعلامي سعودي فضّل عدم ذكر اسمه، اليوم الخميس، إن الداخلية السعودية “منعت أمس الناشط السياسي السعودي المعروف محمد سعيد طيب من السفر إلى القاهرة لحضور حفل زواج ابنته، ما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية حادة وإدخاله إحدى مستشفيات جدة على ساحل البحر الأحمر لتلقي العلاج”.
وقالت مصادر مقربة من محمد سعيد طيب ليونايتد برس انترناشونال، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن “طيب لا يزال في المستشفى بسبب أزمة صحية مفاجئة بعد تلقيه مكالمة من ابنته يوم حفل زفافها في القاهرة والذي لم يتمكن من حضوره” .
الى ذلك، وصف المعارض السعودي المقيم في لندن كساب العتيبي على حسابه على موقع (التوتير)، قرار منع الناشط السعودي محمد سعيد طيب بأنه “أخلاقيات رخيصة”.
وقال العتيبي”يوماً إثر يوم يتأكد السعوديون أن وزارة الداخلية والقائمين عليها يبتعدون أكثر فأكثر عن أخلاقيات العرب، وقيم المراجل والشهامة والمروءة”.
وتساءل “كيف سيكون شعور الأمير نايف (ولي العهد وزير الداخلية) مثلاً، لو حُرم من حضور زواج ابنته؟..أي مشاعر إنسانية يحمل هؤلاء البشر؟”.
وقال موجهاً كلامه للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، إن “منع إنسان أياً كان من فرحة ابنته هو تسيّب أخلاقي واحتقار بغيض للمشاعر وطبعٌ عنجهي وانتكاسة في الفطرة”.
وكان كاتب سعودي قال الشهر الماضي إن عدد الممنوعين من السفر في السعودية يعد بالآلاف رغم انقضاء الفترة القانونية لمنعهم، وأشار إلى أن “الأمر يتطلب كتابة خطاب توسّل وتعهّد للمسؤولين لاستعادة جواز السفر وشطب الاسم من قائمة الممنوعين من السفر، وفي نهاية الأمر قد يوافق المسؤول أو لا يوافق (على الخطاب)”.
ونَاشَد الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين الشيخ سلمان العودة، وهو ممنوع من السفر أيضاً، الملك السعودي بوقف تنفيذ الأحكام الصادرة بحق سجناء الرأي.
وأصدرت السلطات السعودية أخيراً أحكاماً بالسجن على 16 من الناشطين والمفكرين السعوديين، بلغت 228 سنة سجن .
وقال نحو 60 ناشطاً سعودياً في بيان، إن الأحكام القضائية التي صدرت أخيراً بحق 16 من الإصلاحيين “بالغة القسوة”، مؤكدين أن “المحاكمة افتقرت إلى الكثير من معايير العدالة وارتكزت على أسباب وحيثيات لا تسند ما صدر بحقهم (الإصلاحيين) من أحكام”.
وحُكم على ما يعرف بـ”مجموعة التنظيم السري” (الإصلاحيين) بعد 5 سنوات من الإعتقال، بالسجن 228 سنة، إضافة إلى المنع من السفر لفترات مماثلة وتحميل بعضهم غرامات مالية ضخمة.
يذكر أن محمد سعيد طيّب من مواليد مكة (1939)، وهو ناشر ومحامي وناشط سياسي معروف في السعودية، شغل منصب العضو المنتدب لشركة (تهامة) للإعلان والنشر، إحدى أكبر شركات الإعلام العربية، لمدة ربع قرن، نشر من خلالها أغلب الإنتاج الأدبي الرائد في السعودية.
وكان محمد سعيد طيّب من أوائل الذين طالبوا بالحوار الوطني في كتاب صدر له في بيروت باسم مستعار حمل عنوان (مثقفون.. وأمير).
أدخل السجن عدة مرات في خمسينيات القرن الماضي في عهد الملك فيصل، بسبب كتاباته وآرائه، وتعرّض تنظيمه (الطلاب الأحرار) في الستينات إلى التنكيل وسجن مؤسسيه، محمد سعيد طيب وعصام قدسي.
ويعد محمد سعيد طيب “الأب الروحي” لليبرالية في السعودية، ومن أوائل الذين طالبوا بالإصلاح السياسي على أسس مدنية، وساهم في كتابة العريضة المدنية الأولى المقدمة إلى الملك فهد بن عبد العزيز عام 1992، التي على أثرها أصدر الملك الراحل قراراته بتشكيل مجلس الشورى، وإصدار نظام الحكم، ونظام المناطق الإدارية.
لماذا منعت السعودية سفر محمد سعيد طيب لحضور زواج ابنته؟
على الحكومة السعودية ان تشجع الطيب وامثاله على صلة الرحم لا ان تكون سببا في قطعها. الطيب وامثاله ليسوا بأعداء الدولة بل ان بعض المسؤولين فيها يخربون بيوتهم بأيديهم وهم الد عداء لها من معارضيها المسالمين، لا اعرف الى متى ستبقى الاسرة الحاكمة بهذا الغباء الذي سيدمرها ان لم تصحح مواقفها وتتعهد الاصلاح الذي يحفظ حقوق الجميع.