عمان (رويترز) – قال سكان ان دبابات سورية اقتحمت مدينة دير الزور في شرق البلاد يوم الاحد وسحقت حواجز أقامها مواطنون على الطرق وفتحت النار وسيطرت على الساحة الرئيسية في وسط المدينة في حملة قمع جديدة قال ناشطون انها أودت بحياة عشرات المدنيين.
وجاء الهجوم على دير الزور بعد أسبوع من اقتحام دبابات مدينة حماة التي يقول ناشطون ان العشرات قتلوا فيها خلال حصار مستمر بهدف سحق احتجاجات مستمرة منذ خمسة أشهر على حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال أحد سكان دير الزور “في وقت مبكر من هذا الصباح اقتحمت ارتال الدبابات العسكرية والجرافات تحت غطاء من اطلاق نار كثيف المداخل الغربية والشمالية للمدينة وازالت الحواجز التي وضعها السكان.”
واضاف الرجل الذي ذكر أن اسمه ابو بكر هاتفيا “تتخذ 12 دبابة مواقعها في الساحة الرئيسية في سوق الجبيلة في القطاع الشمالي لدير الزور.”
ونفت الحكومة وقوع الهجوم في دير الزور. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة ووصفت التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها من عمل قنوات تلفزيونية فضائية محرضة.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن 50 شخصا قتلوا في دير الزور يوم الاحد ولقى ما لا يقل عن 13 شخصا اخرين حتفهم في هجوم منفصل قادته دبابات على قرية في وسط سهل الحولة بالقرب من مدينة حمص.
وقالت الناشطة سهير الاتاسي عضو الاتحاد في اتصال هاتفي مع رويترز من دمشق ان أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة.
وقال الاتحاد في بيان ان معظم الخسائر البشرية التي وقعت في دير الزور يوم الاحد كانت في منطقة الجورة بغرب المدينة.
وتقول السلطات السورية انها تحارب مخربين مسلحين أثاروا أعمال العنف بمهاجمة قوات الامن. وتقول جماعات لحقوق الانسان ودول غربية ان قوات الاسد أطلقت النار مرارا على محتجين مسالمين لسحق انتفاضة.
ويقول ناشطون ان القوات الحكومية قتلت ما لا يقل عن 1600 مدني خلال حملة قمع متزايدة بدأت منذ خمسة أشهر. بينما تقول الحكومة ان مسلحين قتلوا أكثر من 500 من أفراد قوات الامن.
وفي رد نادر الحدوث على تصاعد اراقة الدماء في سوريا انضمت جامعة الدول العربية لموجة الادانات الدولية يوم الاحد ودعت السلطات السورية لوقف أعمال العنف ضد المحتجين.
ونقلت وكالة الانباء القطرية عن الامين العام للجامعة نبيل العربي قوله ان الجامعة تشعر “بقلق متزايد” بشأن التطورات في سوريا ودعوته للسلطات الى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين.
ودافع الاسد عن الحملة التي يشنها الجيش.
ونقلت عنه الوكالة السورية قوله لوزير لخارجية اللبناني الزائر عدنان منصور “ان التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها”.
وقال السفير الامريكي لدى سوريا روبرت فورد خلال مقابلة مع شبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية ان الهجوم على حماة “من الفظائع” لكن السكان ذكروا له عندما زار المدينة الشهر الماضي انهم لا يريدون تدخلا عسكريا خارجيا.
وقالت مستشارة للاسد انه يتعين على تركيا التي نددت بالهجوم على حماة بوصفه عملا وحشيا ألا تتدخل في الشؤون السورية وحذرت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أنه سيستقبل بفتور عند زيارته لدمشق يوم الثلاثاء.
وقال الناشط عمار القربي المقيم في القاهرة ان 42 شخصا قتلوا في دير الزور و17 اخرين في الحولة. وأضاف أن 28 شخصا اخرين قتلوا خلال الليل منهم ثمانية في محافظة ادلب في الشمال في أعقاب احتجاجات عقب صلاة العشاء.
يأتي الهجوم العسكري على دير الزور الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق بعد يوم من ابلاغ الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري الاسد قلقه من العنف المتصاعد ومطالبته له بكبح جماح الجيش.
وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة في بيان ان بان “حث الرئيس على الكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا.”
وكان سكان دير الزور الواقعة على نهر الفرات بالمحافظة المتاخمة لقلب المنطقة السنية بالعراق يستعدون لهجوم على مدينتهم.
واظهر تسجيل فيديو نشر على الانترنت الاسبوع الماضي اجتماعا عشائريا يبحث الاستعدادات لمقاومة مسلحة لاي تحرك عسكري ضدهم.
وكانت السلطات في الماضي تسمح للقبائل بتسليح نفسها لتحقيق نوع من الثقل الموازن للسكان الاكراد في شمال شرق البلاد.
لكن العلاقات بين الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد ويبن المحافظات التي يغلب السنة على سكانها تدهورت بعد أن أدت سنوات من نقص المياه الى تراجع الزراعة والى موجات نزوح شملت ما يصل الى مليون شخص.
واصبحت حماة ودير الزور مركزا لاضخم الاحتجاجات على حكم أسرة الاسد.
وقال ابو بكر من منطقة الجبيلة التي شهدت بعضا من اكبر المظاهرات المناهضة للاسد في الاسابيع الاخيرة ان أصوات التكبيرات كانت تدوي من مكبرات الصوت بالمساجد يوم الاحد.
وقال ساكن اخر ان الدبابات وناقلات الجنود المدرعة عبرت نهر الفرات وانتشرت في وسط المدينة.
وأضاف الساكن بينما كان دوي قذائق الدبابات والمدافع الرشاشة يتردد “القذائف تقصف الان حي الجورة .. لا أحد يجرؤ على الخروج في الشارع قرب الميدان الرئيسي.”
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي اقام علاقات قوية مع الاسد قبل اندلاع الاحتجاجات يوم السبت ان وزير خارجيته داود أوغلو سيزور دمشق يوم الثلاثاء لتسليم “رسالة حاسمة” الى سوريا.
وردت بثينة شعبان مستشارة الاسد بقوة على تركيا وانتقدت أنقرة لعدم ادانتها “لاعمال القتل الوحشية التي ترتكبها جماعات ارهابية مسلحة ضد المدنيين والعسكريين”.
وتابعت انه اذا كان داود أوغلو سيأتي لابلاغ رسالة حاسمة فانه سيسمع كلمات قد تكون أشد حسما فيما يتعلق بموقف تركيا.
وانتقد مصدر رسمي بيانا لدول الخليج العربية التي خرجت عن صمتها المستمر منذ شهور يوم السبت للتعبير عن قلقها ازاء أعمال العنف في سوريا.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية قوله ان الدول الست أعضاء مجلس التعاون الخليجي تجاهلت عمليات “القتل والتخريب” التي ذكر أن جماعات مسلحة نفذتها.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مصورة لاسلحة ذكر أنها صودرت على الحدود مع لبنان. كما نقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله ان 13 جثة مشوهة لافراد من قوات الامن عثر عليها في نهر العاصي قرب حماة يوم السبت وان جنديين قتلا قرب حمص.
وفي حماة قال سكان ان الجنود داهموا منازل واعتقلوا عشرات الاشخاص بينما كانت الدبابات والمركبات المدرعة منتشرة في أنحاء المدينة في أعقاب حملة استمرت اسبوعا قال ناشطون ان 130 شخصا قتلوا خلالها. وقدرت جماعة للناشطين العدد الاجمالي للقتلى بأكثر من 300 مدني.
وسحق الرئيس السابق حافظ الاسد والد بشار انتفاضة اسلامية مسلحة في حماة قبل 30 عاما وقتل عدة الاف من السكان ودمر مناطق في الحي القديم بالمدينة.