Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»كنت أتعلم، وما زلت..

    كنت أتعلم، وما زلت..

    3
    بواسطة سمر يزبك on 13 يونيو 2011 غير مصنف

    كان ممراً طويلاً، بالكاد أستطيع رؤية الزنازين على طرفيه، وبالكاد أشعر أنه مكان حقيقي وليس فضاء في عقلي المريض بالكتابة، إنه واقع! ممربالكاد يكفي لمرور جسدين متلاحمين. الأسود يحيط بحدوده. ممر منفصل عن الوجود، أنظر خلفي فلا أرى شيئاً، أمامي السواد المطلق. ممر بلانهاية ولا بداية، معلق في العدم، وأنا في الوسط وأبواب مغلقة. الرجل الواقف أمامي يقوم بفتح أحد الأبواب، أزيز حاد يبدأ بسرعة ثم ينتهي بدقات بطيئة، كانت دقات حزينة تشبه لحناً سمعته ذات يوم في بار يوناني. أمسكني الرجل من مرفقي ودفعني قليلاً إلى الداخل، وبقي ممسكاً بيدي والباب مفتوح، وهناك…رأيتهم؛ كانت زنزانة بالكاد تكفي لوقوف شخصين أو ثلاثة. لم أستطع أن أحدد، لكني رأيت ثلاثة أجساد معلقة في مكان ما، لا أعرف كيف! كنت مذهولة وشعرت أني قبضت على خديّ بفكي، وبدأ بطني يرتجف، الأجساد الثلاثة شبه عارية، وكان ثمة ضوء خفيف يتسرب من مكان ما. لم أعرف إن كان فتحة في السقف، ولكنه يتحول إلى خيوط واهية من الرؤية الكافية لأعرف أنهم شباب لم يتجاوزوا العشرين أو في أوائل العشرينات، أجسادهم الغضة الفتية كانت واضحة من تحت الدماء، أيديهم معلقة بأصفاد معدنية، وأصابع أقدامهم بالكاد تلامس الأرض، والدماء تسيل من أجسادهم؛ دماء طازجة، دماء يابسة، جروح عميقة ترتسم على أجسادهم مثل ضربات ريشة عبثية، وجوههم تتدلى نحو الأسفل، كانوا في حالة إغماء ويتأرجحون مثل ذبائح
    تراجعت إلى الوراء، فأمسكني أحد الرجال، ودفع بي ثانية بصمت تام، في تلك اللحظة رفع شاب رأسه بتعب، بالكاد رفع رأسه، وكانت تلك الخيوط الواهية من الضوء التي سمحت لي برؤية وجهه.

    لم يكن له وجه؛ عيناه مطبقتان تماماً، لم ألمح لمعة عينيه، لا مكان لأنفه، ولا حتى لشفتيه، وجهه مثل لوحة حمراء بلا خطوط. أحمر متداخل مع الأسود الذي كان أحمر!

    تهاويت حينها على الأرض، وقام الرجلان بإنهاضي، لدقيقة كنت أتأرجح في منطقة لزجة، عائمة، وبقيت لدقائق حتى استعدت ثبات قدمي على الأرض. سمعت أحدهما يقول للأخر: يا زلمة هي ما بتلقى كف واحد. من الشوف هيك صار فيها، هي بتموت من دولاب!

    ثم تدفقت تلك الرائحة، رائحة دماء وبول وغائط. رائحة صدأ حديد. رائحة تشبه التحلل، رائحة لحم ميت، لابد أنها هي تلك الرائحة!

    فجأة أخرجني من الزنزانة وفتح زنزانة أخرى، وهو يقوم بذلك، بدأت أصوات الصراخ والتعذيب تخرج من مكان ما، مكان بعيد وقريب، وكنت أرتجف، لم أسمع يوما أصوات وجع تشبه هذه الأصوات، قادمة من أعمق نقطة في الأرض، وتستقر كلها في قلبي. الأصوات لم تتوقف حتى غادرنا الممر.

    فُتحت الزنزانة الثانية وكان فيها شاب مكوم على الأرض، يتكور حول نفسه، ظهره لي، تبدو عظام عموده الفقري مثل رسم تشريحي، ويبدو أنه أيضاً في حالة إغماء، ظهره متشقق، وكأن سكينا حفرت خارطة فيه.

    أغلقوا الزنزانة، وهكذا زنزانة وراء زنزانة، كانوا يمسكون بي من مرفقي، ويدفعوني إليها، ثم يقومون بإخراجي منها. أجساد مرمية وراء أجساد متكومة، إنه الجحيم! وكأن البشر مجرد قطع من اللحم معروضة لتفصيل أفضل ما يمكن عرضه لفنون التعذيب، شباب يتحولون إلى قطع من اللحم البارد في زنازين ضيقة ورطبة، وجوه ليست بالوجوه، أجساد بتضاريس جديدة. هنا تسقط مقولة الله، فلو كان الله موجوداً لما سمح بإعادة تكوين خلقه على هذه الشاكلة الفادحة من التشويه.

    قلت لأحد الرجلين وهما يقومان بشد العصابة حول عيني ثانية: هدون الشباب تبع التظاهرات؟

    رد أحدهما بجلافة: هدون الخونة تبع التظاهرات! انزعج من سؤالي، وهو يمسك بمرفقي، فضغط عليه بقسوه حتى شعرت أنه سيهشمه، لم أعرف ما يدور بذهنهم حينها، لكن بطني عاد للإرتجاف، وكان الرجل يمسك بي ويجرني، وأتعثر وأسقط، فلا يمهلني لأقوم ويجرني، فتحتك ركبتي بالدرج، ثم يفعل ذلك بقسوة أكبر، ثم جرني على الدرج مثل كيس بطاطا، وكان ألم عظامي حارقاً حين فكرت بالشباب الذي يخرجون للتظاهرات. أرتجف ثانية ويتركز ارتجافي عميقاً داخل بطني، صارت الروائح كلها في فمي، وصور الزنازين تغطي عتمة عيني. توقفنا، ونزعوا العصابة، ورأيته جالساً وراء مكتبه الأنيق، وصدقت أني لا أعيش كابوساً. نظر بسخرية وقال: شو رأيك..شفتي رفقاتك الخونة؟

    هنا بدأ شيء ما يخرج من أمعائي بسرعة شديدة ، وكأني أردت أن أخرج من جلدي.

    في الحياة أقول لصديقاتي: إن لمسة رجل لا تجعلك تبدلين جلدك كأفعى، ليست لمسة حب. الأن أستطيع القول أن هناك أشياء أخرى تبدل جلودنا: الانسلاخ نحو الموت والطيران نحو الهاوية!

    تلك اللحظة؛ كانت الطيران نحو الهاوية، وعوضاً عن التحليق، تقيأت. كنت واقفة، وسقطت على ركبتي، غضبوا بشدة، وقام من مكانه ينظر مذهولاً إلى الأثاث الفاخر الذي تلوث، وبقيت أتقيأ. عيناي تشران أيضا بالماء، لم تكن دموعاً، أنا واثقة، الدمع يتساقط كقطرات، وما خرج من عيني لم يكن كذلك، عادت تلك الفكرة: كل من يخرج للتظاهرات في الشوارع هنا إما يقتل بالرصاص، أو يعيش هارباً متخفيا، أو يعتقل ويعذب كهؤلاء، أي شجاعة نبتت فجأة من هذا الصوان؟

    خرج صوتي ضعيفاً، لكني استطعت أن أسمعه: أنت اللي خاين. عرفت أنه سمعها لأنه انحنى وصفعني بقوة، وسقطت نهائياً على الأرض، ثم بدأت الأشياء تتهاوى، وقبل أن أفقد الوعي، استطعت الاحساس بذلك، كان فمي مفتوحاً على الأرض، ودماء بدأت تخرج:

    أيضا حينها عرفت ماذا يعني أن يقال بالعامية: والله لبزقك الدم.

    كنت أتعلم، وما زلت.

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابقملك الاردن تعهد بإصلاحات ديمقراطية سريعة
    التالي عدوى “حزب الله”
    3 تعليقات
    الأحدث
    الأقدم الأكثر تصويت
    الملاحظات المضمنة
    عرض جميع التعليقات
    عماد دلا
    عماد دلا
    14 سنوات

    كنت أتعلم، وما زلت..
    انها الخطوة ما قبل الاخيرة , فطريق الحرية…. تبصق الخوف , تتقيأ من قرف صانعيه , تبصق دماً, واخيرا تبصق الأمة قاتلي الشعب وسارقيه وتبصق عليهم

    0
    icant
    icant
    14 سنوات

    كنت أتعلم، وما زلت.. أنا أعرف الكاتبة شخصيا و لكن رعبي (جزء من رعب شعبي) يمنعني من ذكر اسمي، ان سمر هي انسان حر و صاحبة ضمير حي و مواطنة صالحة بكل ما للكلمة من معنى في زمن لا يعلم فيه معظم مواطني بلدي معنى المواطنة كونهم و لاجيال عدة كانت تدرس في مدارسنا أن المواطنة هي ان تكون بعثيا و بدل حب الوطن كانت المدرسة تغسل أدمغة أجيالنا بحب الاسد الى الابد. سمر أنت رمز يحتذى به و وجعك يحرق القلب بالمعنى الحقيقي عندما أكملت قراءة نصك و عرفت في تهايته انه ليس بكابوس و عندما عرفت انت معنى… قراءة المزيد ..

    0
    khaled
    khaled
    14 سنوات

    كنت أتعلم، وما زلت..
    Our hearts and deep feelings with these, HEROES, that could take the Torture, and Humiliations, and the Crushing to the Morale of the Nation. I can imagine, the way they looked, and the pain they endure, because I went through that nightmare, Myself. Sure we will witness, more of their Brutality and Crimes, and they would not give up, until they could not kill anymore. But we are SURE, when we wake up from this NIGHTMARE, they will start living it.

    stormable-democracyblows

    0
    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • Argentina knew Josef Mengele was living in Buenos Aires in 1950s, declassified docs reveal 1 ديسمبر 2025 Jerusalem Post
    • A Year Later, Lebanon Still Won’t Stand Up to Hezbollah 28 نوفمبر 2025 David Schenker
    • BDL Opened the Door to Digitization — The State Must Walk Through It 26 نوفمبر 2025 Samara Azzi
    • Pope Leo XIV’s visit rekindles hope in war- and crisis-battered Lebanon 25 نوفمبر 2025 AP
    • France promotes Alfred Dreyfus, 130 years after wrongfully convicting him of treason 24 نوفمبر 2025 AFP
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • Au cœur de Paris, l’opaque machine à cash de l’élite libanaise 5 ديسمبر 2025 Clément Fayol
    • En Turquie et au Liban, le pape Léon XIV inaugure son pontificat géopolitique 27 نوفمبر 2025 Jean-Marie Guénois
    • «En Syrie, il y a des meurtres et des kidnappings d’Alaouites tous les jours», alerte Fabrice Balanche 6 نوفمبر 2025 Celia Gruyere
    • Beyrouth, Bekaa, Sud-Liban : décapité par Israël il y a un an, le Hezbollah tente de se reconstituer dans une semi-clandestinité 20 أكتوبر 2025 Georges Malbrunot
    • L’écrasante responsabilité du Hamas dans la catastrophe palestinienne 18 أكتوبر 2025 Jean-Pierre Filiu
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • فاروق عيتاني على جبال متنقلة في صيدا
    • فاروق عيتاني على أحمد بيضون “في مهبّ النكبة اللبنانية”
    • farouk itani على نحو الإنقاذ” تشكر السيستاني طلبه من إيران وقف المتاجرة بشيعة لبنان*
    • فاروق عيتاني على كريم سجادبور: أيُّ مستقبل لإيران؟
    • Edward Ziadeh على واشنطن لإقالة قائد الجيش اللبناني وتغيير عقيدته!
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    loader

    Inscrivez-vous à la newsletter

    En vous inscrivant, vous acceptez nos conditions et notre politique de confidentialité.

    loader

    Subscribe to updates

    By signing up, you agree to our terms privacy policy agreement.

    loader

    اشترك في التحديثات

    بالتسجيل، فإنك توافق على شروطنا واتفاقية سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

    wpDiscuz