أنا عربي سوري أعتذر لأكراد سوريا

أنا، صدقاً، لا أعرف الكثير عن أكراد سورية… فأنا من حوران جنوب سورية
وأعرف الكثير من عائلة “الأكراد” في درعا ولكنني كنت أعتقد أنهم “حوارنة” عرب أقحاح، ولكن من الإسم يبدو أن أصولهم كردية!

لكن مفاجأتي الكبيرة كانت عندما كنت في جامعة دمشق وخدمت أول معسكر تدريب جامعي….. كان معي في الخيمة 3 طلاب أكراد من شمال سورية، وعلى ما فهمته منهم أنهم مجردون من الجنسية السورية ولا يحق لهم الجواز السوري ولا الخدمة في الجيش حتى !! ولكنهم ملزمون بتنفيذ التدريب العسكري؟!

لم أستطع فهم هذا التناقض حيث التدريب العسكري هو جزء من الخدمة الإلزامية، فإذا هم معفيون منها فلما التدريب العسكري؟

انضممت لصفوف المعارضة منذ سنوات قليلة “واكتشفت” أن جزءا كبيراً من المعارضة السورية هم من الشعب الكردي السوري…..!!!!! فتساءلت “ما هي مشكلتهم الخاصة بهم (هذا عدا أنهم مقموعون كسائر الشعب السوري)؟ فأخذت ساعات طوال من وقت زملائي المعارضين الأكراد في أسئلة بعضها كان بديهيا. وراقبت في مؤتمر للمعارضة الإخوة الأكراد يخاطبون وبكل إيمان وعاطفية قضيتهم غير خائفين فيها لومة لائم. وجاءتني المفاجأة الكبرى أن من وضع ورسم سياسة القمع والعنصرية البعثية هو قريب لي وهو “محمد طلب الهلال” (المقداد) عضو القيادة القطرية سابقا (في الستينات).

يجب علي الإعتراف ان القضية الكردية غامضة للمواطن السوري جنوب حلب (و”نازل”) بشكل عام، وبها الكثير من المعلومات الخاطئة وأمثلة غير صالحة في كردستان العراق….. ولكنها ببساطة قضية شعب مظلوم….

فأكراد سورية يعيشون في أرضهم وأرض أجدادهم……. والقول أنهم كلهم جاؤوا من دول أخرى هو ظالم وكاذب بنفس الوقت….

وحتى لو جاؤوا من سيريلانكا، فبعد مئات السنين …. وحتى عشرات منها، فهم لديهم كل الحق بمواطنة سورية بدون شروط أو تأخير……

فعلى الاقل معاملتهم كالشركس أو الأرمن..!!! وهم أكثر عراقة في هذه الارض.

أثبت أكراد سورية أنهم مواطنون مخلصون وليس ذلك فقط، بل وبارزون في كل جوانب الحياة السورية السياسية والعسكرية والثقافية. وزاذ بواسلهم عن تراب سورية الغالي في كل حروب سورية، وما “يوسف العظمة” إلا غيض من فيض من تضحية أكراد سورية في سبيلها.

في سورية التي أتطلع أن أكون مواطنها، لا يُظلم أحد. وفي سورية التي نتطلع إلى بنائها، يجب أن تكون اللغتان العربية والكردية اللغتين الرسميتين في أرض أجدادنا
أكراد وعرباً…… أسوة ببلاد كثيرة تعترف بعدة لغات كلغة رسمية.

الأقلية الكردية يجب أن تملك الحق بتكلم لغتها وتدريسها في مدارسها وجامعاتها
ويجب أن تُحظى مناطق الأكثرية الكردية بنظام خاص يعترف بالثقافة الكردية الخاصة لهذا الشعب العريق، والشقيق فهذا أقل ما يجب في بلد يقدس حقوق إنسانه،
وحق الأكراد بثقافتهم هو مقدس كحق العرب……

يجب أن تتوقف جميع السياسات العنصرية. ويجب اولا أن تتوقف سياسة تعريب ما هو غير عربي أصلا. فهذا غزو وإغتصاب ثقافي، وليس ذاك وحسب يجب أن تتشكل محكمة خاصة لإرجاع الحقوق المغتصبة للذين فقدوا أراضيهم ورزقهم. فعندما ندين إسرائيل بالعنصرية وإغتصاب الحقوق والأراضي، الواجب أن لا نقوم بنفس هذه الأفعال الخسيسة والظالمة.

في الحقيقة كل ما قلته هو غيرشجاع، وليس ما اريد أن أقول وليس ما أشعره في قرارة نفسي.

لكن قضية شعبنا الكردي هي قضية عادلة عادلة……. وجرائم النظام ضدهم جرائم فظيعة وغادرة، والدماء الزكية التي تسيل في شمال سورية والله هي غالية كالدماء في جنوبها وشرقها وساحلها.

ودموع عيونها لعزيزة، كدموع سورية كلها تحت عهد هذا الظالم.

والصبية شهيدة النيروز لهي شقيقة “طل الملوحي” في حمص.

وأشد على أيادي أشقائي أكراد الوطن….. وأقول:

الفجر طالع لامحالة…… وبأيديكم وأيدينا سنرسم صورة سورية العزيزة والحرة

السوري
أشرف المقداد