في حملة شديدة الوطأة بهدف الاغتيال الأدبي والمعنوي بعد حصولي على جائزة الدولة التقديرية أجدني مدينا للناس بيان توضيحي حول ما سيق من تهم بحقي، خاصة إذا توافق على تلك الاتهامات عدد من الجهات وهى على الترتيب: (جبهة علماء الأزهر) في بيان بعنوان: إلى الأمة صاحبة الشأن في جريمة وزارة الثقافة، ثم (الجماعة السلفية) ممثله في موقعها الإلكتروني (المصريون) ثم (الجماعة الإسلامية) الإرهابية المدانة بأعمال إجرامية في حق مصر وشعبها وضيوفها بذات البيان على موقعها الإلكتروني، ثم الإخوان المسلمين ممثلين في الناطق بلسان كتلتهم النيابية (د/ حمدي حسن) ثم مفتى مصر الأسبق (د/ نصر فريد واصل) ثم فضيلة مفتى مصر الحالي (الدكتور على جمعة).
ومن حق المواطن إذا ما اجتمع هؤلاء أن يتساءل: كيف اجتمع هؤلاء جميعا على قلب رجل واحد إن لم يكن معهم الحق كله ؟ لكنى رغم هذا أنبه بداية إلى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان فردا في مواجهة الجزيرة والعالم كله، وكانوا هم الخطأ كله وكان هو الصواب كله، مع الفارق البائن بين شخصي الضعيف بكل ما للبشر من أخطاء وبين سيد الخلق، فإنه مثال أضربه فقط لبيان أن الإجماع أحيانا ما يكون هو الباطل عينه، وسأثبت هنا الآن بالبرهان والدليل أن هذا الإجماع قد قام على كذبه شريرة تلتها سلسلة من الأكاذيب انتهت باستصدار فتاوى بتفكيري، واعتمدت كلها كتاباًً واحداً من كتبي لم يكن هو محل حصولي على جائزة الدولة التقديرية التي تمنح على مجموع الأعمال وهى وفيرة والحمد لله، واعتمدت جميعها بيان جبهة علماء الأزهر ثقة فيها، دون أي مراجعة للتأكد من صدق ما جاء فيه من عدمه، علما أن جبهة علماء الأزهر لا علاقة لها بالأزهر الشريف إنما هو عنوان ترويجي لجماعة ثم حلها بسبب تطرفها وتطاولها الدائم على كبار الأزاهرة عام 1999، فتحولت إلى جماعة سرية دون مقر سوى نافذة على الإنترنت، حتى أقام لها إخوان الكويت مقراً هناك، لتنفذ من خلاله أجندتها الأجنبية ضد مصر كأزهر وكشعب وكحكومة وكدولة.
****
يقول بيان الجبهة: <<لقد خرج السيد القمني على كل معالم الشرف والدين، حين قال في إحدى كتبه الذي أعطاه الوزير عليها جائزة الدولة التقديرية: "أن محمدا (صلى الله عليه وسلم على رغم أنفه وأنف من معه) قد وفر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة (رضي الله عنها على رغم أنفه كذلك وأنف من رضي به مثقفا) بعد أن خدع والدها، وغيبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر"، وقد تأكدت ردته بزعمه المنشور له في كتابه الحزب الهاشمي الذي اعتبره وزيره عملا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية أيضا: "إن دين محمد (صلى الله عليه وسلم) هو مشروع طائفي اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي الإسرائيلي لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل" فكان بذلك وبغيره مما ذكرنا له وعنه من قبل، قد أتى الكفر البواح الذي لا يحتمل تأويلا>>.
وفى اللقاءات التليفزيونية التي شاركت فيها وشارك فيها ممثل الجبهة الدكتور محمد عيسى البرى وممثل الإخوان الدكتور حمدي حسن، أنكرت تماما وبالمرة أن يكون قد ورد بأي من كتبي أو مقالاتي مثل هذه النصوص الموضوعة داخل علامات تنصيص مسبوقة بكلمة (قال) لتأكيد أنها نص كلامي. وطالبت الدكتور البرى على قناة المحور أن يتكرم ببيان موضع هذه النصوص في أي من كتبي، أو أن يأتي بنصوص أخرى تشير إلى ذلك الكفران فكان رده: “أنا لا أقرأ هذه الزبالة”؟!! وبغض النظر عن مستوى أدب مشايخ الجبهة، فكيف به لم يقرأ ما كتبت ويصدر مثل هذا الحكم الظالم والقاسي هو وجبهته؟ هو نفس الموقف الذي حدث مع الدكتور حمدي حسن الذي طالبته على قناة الفراعين ببيان هذه النصوص في كتبي فكان رده: “هو أنا فاضي أقرا الكلام الفارغ ده”، فطلبت منه الحضور هو وأعضاء الجبهة في مواجهة علنية، واتفقنا على يوم السبت التالي لهذه المواجهة، فكانت النتيجة أنه لم يحضر أحد غيري، وعوضاً عن حضورهم حجزوا التليفونات للمشاركة وانهالوا سبا وشتما عن بعد بواسطة صبيتهم من محترفي القذف والتكفير. حتى ألجأ ونى في قناة (ON.T.V) أن أشهر شهادتي الإسلامية كما لو كنت غير مسلم قبلها، وحمدت الله أنه مَنّ علي بالميلاد مسلما، ثم مًنّ علي ثانية بأن منحنى عقلا باحثا منقبا بين الأديان، لأختار الإسلام عن قناعة ورضى، مع احترامي لكل الأديان الأخرى بحسبانها سبلا تؤدى جميعها إلى الله وإلى الخلق القويم، وأنى لم أجد في الإسلام ما يصرفني عنه إلى غيره، بل ما حدث هو يقيني به عن درس وفهم وقناعة، واختياره عن روية وتدبر.
ورغم هذه الشهادة العلنية فقد استمرت الحملة بلا هوادة، والتي زاد من سعارها دخول المفتى الأسبق وهو المعروف بميوله السلفية المتشددة، وكان عثرة دائمة في وجه القرارات المتعلقة بالحقوق، وسبب أكثر من حرج للخارجية المصرية مما انتهى بعزله الفجائي. أما أخطرها فكان فتوى فضيلة المفتى الدكتور على جمعة، والتي جاءت رداً على السؤال الذي قدمه جمال سلطان صاحب موقع (المصريون) السلفي المتطرف، والذي سجلت نصه الفتوى كالتالي: “اطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن: ما حكم الشرع في منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم في كتبه المنشورة الشائعة على نبي الإسلام، ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور، وأن الوحي والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكي يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين، وان عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة – على حد تعبيره – فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وساما تقديريا تكريما له رفعا من شأنه وترويجا لأفكاره؟…. الخ”.
وكان طبيعيا أن يكون رد الفتوى كالتالي: “هذه النصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما، وتعد من الجرائم التي نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنيء والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم”. وهنا لا بد أن نذكر أن الصحفي جمال عبد الرحيم الذي سبق وطالب بذبح البهائيين وقتلهم علنا بالتلفزيون مما أدى إلى هياج مسلمي قرية الشارونية وأدى لحرق مساكنهم بالقرية، هو نفسه من أكد على قناة (ON.T. V) أن النصوص الواردة في سؤال جمال سلطان طالب الفتوى هي من كتبي وأنه تم إرسال الكتب مع بيان النصوص الكفرية بها لفضيلة المفتى، وتبعها بوصلة شتائم وتكفير علني لا أعلم مكانها ولا مكان كذبه وتزويره غير المرتب من ميثاق الشرف الصحفي، بينما الفتوى كما هو واضح لم تشر لإسمي بالمرة، وواضح أيضا أن فضيلة المفتى لم يكن بيديه كتب ولا نصوص سوى ما ورد في سؤال المستفتى السيد جمال سلطان صاحب موقع “المصريون”.
ورغم عدم ذكر اسمي صراحة لا من المستفتي ولا من المفتي فقد قام جمال سلطان بنشر الفتوى على موقعه واضعا صورتي بجوار صورة فضيلة المفتى ليجعل الفتوى خاصة أبى!! فأي شرف هنا وأي مبدأ وأي إيمان هذا؟ وأي دين في الدنيا يسمح لأصحابه بالتزوير القاتل والتلفيق العلني الفاجر في سبيله؟ ومرة أخرى أنكر تماما وبالمرة وبالقطع ورود النصوص المنسوبة إلىَّ في أي من كتبي المتداولة والمتاحة للجميع، وكان على السادة أعضاء الجماعة السلفية أن يقوموا بتصوير هذه النصوص من كتبي ونشرها على الملأ، كدليل وبرهان، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا، لأنها كلها كلام لا أعرفه ولا يمت لكتاباتي بصلة.
أما فضيلة المفتى فهو يعرفني بشكل شخصي وقد التقاني مع احد المنظرين من جماعة الإخوان في مناظرة كنت فيها طرفاً وحيداً أمامهما، وذلك بمقر مجلة “القاهرة” التي كانت حينذاك برئاسة المرحوم الدكتور غالى شكري الذي اتهموه بدوره بتزوير الدكتوراه بينما كان أحد أهم أساتذة جيلي، وقد نشرت المجلة وقائع هذه المناظرة في حينه. وأن ما طرحته في تلك المناظرة كان محاولة فهم جديد للتراث الإسلامي وليس للدين الإسلامي، حتى لا يكون فهم هذا التراث متوقفا دون تجديد عند ألف عام مضت، وليتمكن المسلمون من اللحاق بالعالم المتقدم، وأنه قد أصبحت هناك حاجة ملحة لظهور مذهب جديد يتلاءم مع ظرفنا اليوم، بعد أن مضى ألف عام على ظهور آخر مذهب، فكانت طرحا وجدلا محترما لوجهات نظر متباينة مختلفة وكلها على أرض الإسلام وليس فيها طرف خارج ذلك، وانتهينا أصدقاء لم يفسد لنا اختلاف الرأي مودتنا الإنسانية وانصرفنا بعد عناق حار ومحبة متبادلة. ولم يجد فضيلته فيما قلت بالمناظرة كفراَ ولا مروقاَ، وربما لو كتب جمال سلطان إسمي في سؤاله الملغوم، لربما تحوط فضيلة المفتى ولطلب النصوص من كتبي حتى يصدر حكمه عن بينة ومعاينة نافية للجهالة.
هذا ناهيك عن كون صدور فتوى تكفير علني لأي مواطن عن دار رسمية ومهيبة كدار الإفتاء المصرية، هو أمر يسيء إلى دار الإفتاء وإلى الدين الإسلامي نفسه وإلى مصر كلها، في زمن لم يعد يحتمل مثل هذه القرارات، خاصة وأن فضيلة المفتى أجاب عن سؤال صحفي في زيارته لأمريكا عن حق المسلم في تغيير دينه، فأجاب بالإيجاب وأن الإسلام لا يجرم تاركه إلى دين آخر، لأنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر بأمر قرآني، وهو القول المناسب في المكان المناسب في الزمن المناسب، فما له ومسلم مثلى يعلن إسلامه وتمسكه به شرفا وعزة؟!! إنها هنة كبيرة لا تليق بمقام صاحب الفضيلة الذي كان عليه أن يتحرى ولا يفترض فرضا جدليا مشروطا كما في قوله: “وإذا ثبت صدور ها الكلام الدنيء والباطل من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم”. وأهيب بصاحب الفضيلة أن يقرأ أعمالي متجردا محايدا وألا يسقط عليها فهما بعينه، فالمحاسبة يجب أن تكون على نص كلامي في كتبي وليس في حوار صحفي، وليس حسب فهم جماعة مؤدلجة مسيسة كالإخوان أو جبهة علماء الأزهر، لأن الأمر في حقيقته هو أن كتاباتي تكشف زيف ما يعلنون وتهز العروش من تحتهم، التي تسلطنوا بها على أدمغة المسلمين حتى أوصلونا إلى حيث نقبع الآن في مؤخرة الأمم، وآن لها أن ترتج من تحتهم وتتزلزل.
****
ليس لي مشكلة مع أي دين من الأديان ناهيك عن إسلامي الذي أفاخر به، وأباهى بفهمي له بما يوافق زماننا وظروفه، وبما يطيح بمصالح السلطة الدينية والكهنوتية، حيث لا يوجد ولم يوجد في الإسلام لا مشيخة ولا أُكليروس، فقاموا يعلنون أن كتاباتي تهدم الإسلام، وهو قول غليظ نكير يشير إلى مدى تقديرهم لديننا الحنيف، الذي ستهدمه سطور هنا أو هناك، وإلى مدى استغلالهم هذا الدين وإشهاره تكفيراً وهم يعلمون حقيقة الأمر، وينتهزون غفلة المسلمين عن المتابعة وانحسار عادة القراءة مع الصحوة التي حرّمت الفن والإبداع وكقّرت المفكرين ودّعَرت الفنانين، ليستثمروهم في معركة هي الباطل ذاته. إنهم يستميتون اليوم في هذه المعركة بحسبانها معركة وجود، بناء على تفسيرهم أن منحي الجائزة يعنى انحياز الدولة جميعا للفكر الليبرالي والحريات الديمقراطية، وهو ما يعنى انحسار نفوذهم وانكماش موجتهم العاتية، لكنهم دخلوا المعركة بأسلحة فاسدة ورخيصة لا تشير إلى عمق في التدين ولا إلى شرف في قول الحق، وإن كانت من وجهة نظري في النهاية رغم حشدهم وتجمعهم أنها معركة غير متكافئة لأنني فيها الطرف الأقوى وأنهم ليسوا أكثر من عهن منفوش، و لوقوفي على أرض صلبة وقيم ومبادىء محترمة.
دعوني أدلل على هذا الكلام الذي يبدو قاسيا بما حدث على قناة الناس… استضاف السيد خالد عبد الله (يقول عن نفسه أنه شيخ) في برنامجه على قناة الناس عدداً من الضيوف، وكذلك فضيلة الشيخ أبو إسحق الحوينى تليفونيا، ودار بينهما حوار ادعى فيه السيد خالد أقوالا فلوته كثيرة نسبها إليَ ولعل أخطرها كان الحوار التالي:
خالد عبد الله: سيد القمني اتهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: إن محمدا (صلى الله عليه وسلم) رغم أنفه وأنف من معه قد وفّر الأمان لنفسه بالزواج من الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد.
الشيخ الحوينى: عفوا عفوا، قال العبارة دى بالضبط؟
خالد عبد الله: العبارة كده بالضبط حضرتك.
الشيخ الحوينى: يعنى يقول عن رسول الله رغم أنفه؟
خالد عبد الله: هكذا (رغم أنفه وأنف من معه) ووفر الأمان لنفسه لما تزوج الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد بعد أن سقى والدها الخمر ليغيبه عن الوعي ويأخذ منه عهد الزواج، هذا كلام عن رسول الله واله (صلى الله عليه وسلم) فرأى فضيلتكم، وده جزء فيض من غيض وقطره من بحر من كتابات فجة وأكثر من فجة ماجت بها كتبه وهو يقول لماذا تكفرونني!؟
الشيخ الحوينى: أنا صدمت من العبارة الأخيرة، يعنى كل ما تكلمت به عن الصحابة رغم فجاجته وفظاعته، الكلام ده كوم والجملة الأخيرة اللي سمعتها وحاولت التثبيت منها كوم تانى، وأرجو أن تكون دقيقا في نقلك عنه.
خالد عبد الله: هيه دقيقة يا أفندم.
الحوينى: إذا قال على رغم انف النبي فهذا كافر بلا شك (واستمرت بعد ذلك وصلة التكفير إلى نهاية البرنامج).
صاحبنا الشيخ خالد عبدالله الذي يرى في المشيخة نجومية وليس خدمة للإسلام ويحسده عليها الناس حسب ما قاله يوما، لم يلتفت إلى أن هذه العبارة: (رغم أنفه وأنف من معه) هي جملة اعتراضية وأنها من قول مشايخ الجبهة، نظراً لأني أصلى وأسلم على المصطفى كلما ورد اسمه بكتاباتي، ويعتبرون هذه الصلاة والتسليم رغم أنفى وأنف من معي وأنف من رضي أبى مثقفا. ورغم ذلك فإن الشيخ خالد المدافع عن دين الله الذي يفترض في الداعي الصدق والأمانة والنزاهة، يؤكد أن عبارة الجبهة الاعتراضية هي من كتابي بعد التدقيق والتحقق، ليستصدر بها فتوى تكفير من الشيخ الحوينى بالخداع والتزوير. فأين يا سادتي ميثاق الشرف الإعلامي مع مثل هؤلاء النجوم من مشايخ الفيديو كليب، وإلى متى تتركونهم يسقطون على أي مثيرات ليستخدموها لاستثارة النزعات الغريزية وتكريس كراهية المختلف لإقصائه؟
****
أما ما ورد بكتابي “الإسلاميات” الذي يشتمل أربعة أجزاء وضمنه “الحزب الهاشمي” جزءاَ أول، فهو كما عرّفته في صدر كتابي: “قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبوية” وقلت في مقدمة الحزب الهاشمي أن كتابي هذا ليس كتابا في الدين ولا في أي من علومه، إنما هو محاولة استكشافية للحكمة الإلهية على أرض الحجاز، وكيف هيأت تلك الحكمة الواقع لتقبل الدعوة في وسط جاهلي صحراوي قبلي متشرذم متقاتل؟ فلا أنا مفسر ولا أنا مفتى إنما باحث يستخدم المنهج العلمي بخطواته الدقيقة لقراءة واقع أرضى، بعد أن تحدثوا كلهم في الغيب السماوي وهو وحده الكتابات التي تملأ المكتبة العربية حتى أنها تغص بها غصاً.
ولأني أعلم أن الدين هو محل إيمان أو عدم إيمان وليس محل بحث، هو أن تصدق أو لا تصدق، وبينما قاموا هم يبحثون الغيب وذات الله وصفاته والعرش والملائكة والجنة والنار والساط وعذاب القبر وبول الرسول وبول الناقة وزواج الرضيعة ورضاع الكبير، واختلفوا حولها فرقا اضطهدت بعضها بعضا، فإني في دراساتي نأيت عن هذا كله، وسلمت إيماني الغيبي لعلام الغيوب، وخضت في البحث في المساحة التي يمكن أن تخضع للبحث والمناقشة وهى مساحة الواقع الأرضي وليس السماوي.
كما أنني أيضا لست صحافيا ولا إعلاميا وما خضت في الصحافة والإعلام إلا مكرها بعد أن تحولت قضيتي لقضية رأى عام، وسأحتسب هذا الموضوع آخر ما سأخوض فيه حول هذه المعركة غير النظيفة، لأعود لأبحاثي ودراساتي وعملي، لأترك الأمر للقضاء المصري ليفصل فيه، رغم أن دخول الدكتور المستشار أحمد مكي بثقله القضائي وهو لا زال بعد قاضيا ولم يخرج معاش، ليكرر ذات الإدانة القائمة على ذات أكاذيب الجبهة، فهي والله مصيبة كارثية من العيار الثقيل، لكنها لا تفقدني الثقة في آخر حصوننا المصرية (عدالة القضاء المصري ونزاهته) والذي كان حكما بيننا من قبل فكان كما أحسننا الظن به دوما.
****
المهم أنّه بعد هربهم من المواجهات العلنية، وبعد إقرارهم بعدم القراءة، وبعد انكشاف قناة الناس ونجمها اللوذعي الكذوب الشرير، وحجم التزوير والفساد الأخلاقي للمتحدثين باسم الإسلام، قاموا يطعنون في الإجراءات التي تم بموجبها منحى جائزة الدولة فنسبوا إلى المفوض العام لأتيليه القاهرة أن الأتيليه ينكر ترشيحي لهذه الجائزة بالمرة، وذلك اعتمادا على أن من رشحني هو مجلس الإدارة السابق بريادة الفنان العبقري والعلماني السافر الأستاذ وجيه وهبه. إلا أن المدهش أن الأتيليه والمفوض العام قد أقاموا حفل تكريم بمناسبة حصولي على الجائزة حضرة حشد كريم من مثقفي مصر وذلك يوم الخميس (6/8/2009) أي بعد نشر التصريح المنسوب لهم.
كل مرة مع انكشافهم نظن الأمر قد انتهى لتجدهم يخرجون بجديد لتأكيد عدم استحقاقي الجائزة، وكان آخر ما خرجوا به هو أنى زوّرت لنفسي شهادة الدكتوراه، ثم عدلوا الموقف بعدها فقالوا إن الشهادة ليست صادرة عن جامعة جنوب كاليفورنيا المشهورة (بالمراسلة) إنما هي (جامعة كاليفورنيا الجنوبية) التي استثمرت الإسم الشهير في صياغة مشابهة، وأنى اشتريت الدكتوراه منها شراء وهى إحدى جامعات بير السلم (أنظر موقع “المصريون” وهو ضد كل ما هو مصري).
مشكلتهم معي أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا نصاً واحداً من كتاباتي يدينوني به، وظنوا أنهم أرهبوني فكشفت زيفهم وكذبهم على الملأ على القنوات الفضائية داخل البيوت… فماذا إذن؟ إن الجائزة لا تعطى للمكرم لأنه يحمل درجة الدكتوراه ولا لدرجة إيمانه وتقواه، فهذه تعطى لشيخ أو قس وليس لمفكر، فإذا اكتشفوا أن الجامعة المانحة هي جامعة غير معروفة ولا معترف بها، فإن رحلتي العلمية إليها معروفة ومتكاملة الأركان بمعرفة ومتابعة من أساتذة عرب كبار يتمنى الكثيرون أن يحظوا بأستذتهم.
ولنعد مع رحلتي العلمية إلى المبتدأ عندما تخرجت من جامعة عين شمس..عام 1969 حيث درست لحسن حظي.. على يد كبار فلاسفتنا في الشرق، بدءا من الجليل عبد الرحمن بدوي.. إلى الفيلسوف المقاتل والمعلم الأكبر والأول لي ولأبناء جيلي الدكتور فؤاد زكريا، و د. مصطفى حسن الساعاتي أستاذ علم الاجتماع الأشهر.. والدكتور محمود رجب والدكتور عزمي إسلام والإنسان الرائع بكل المعاني الدكتور حسن حنفي.
وبعد التخرج سافرت للعمل بدول الخليج كمعلم للفلسفة بالمرحلة الثانوية… حيث كانت جامعات العالم تعرض نفسها هناك.. منها الأوروبية.. ومنها الأمريكية.. ومنها العربية..، و قد أصبحت لهذه الجامعات مقرات دائمة الآن في دول الخليج (عقبالنا قادر يا كريم).
ومع اكتشافي أن مؤهلات جامعاتنا المصرية، غير معترف بها إلا في مصر و بعض الدول العربية، فقد حاولت الحصول على درجة علمية.. تسمح لي بالعمل في دول الغرب الحر.. وليس من أجل الدرجة العلمية في حد ذاتها فلم تكن من أهدافي ولا ظننت حينها أنى سأكون كاتبا يوما. كانت محاولة لتحقيق حلم الصبي وكان حلم كل الشباب في هذا السن للعيش في بلاد راقية. واخترت (الجامعة اليسوعية/القديس يوسف) في بيروت.. بعد أن علمت أن جميع الوزراء و رؤساء الجمهوريات و أصحاب الأدوار السياسية الفاعلة في لبنان.. هم من خريجي هذه الجامعة.. وأنها فرع من جامعة (ليون).. وبعد أن حضرت المحاضرة الترويجية للجامعة اليسوعية في رابطة الاجتماعيين بالكويت برئاسة الدكتور (أسعد على الشيخ.. وهو سوري/ أطال الله في عمره).. الذي خلب لبي برؤاه المتجاوزة للمألوف. فتقدمت بأوراقي للدراسة فيها.. وخضت الامتحانات التحريرية في أصول المنهج العلمي وهو ما كان زادي من بعد في صرامة خطواتي البحثية، وقدمت بحثي الأول بعنوان “|لماذا المسيح من إنسان إلى إله؟” الذي تم تحت إشراف البروفيسور الفرنسي (ميشيل آلار/ أطال الله في عمره)، ثم بحثي الثاني: (آلهة الفداء والخلود) تحت إشراف الأستاذ الدكتور أسعد علي رئيس القسم، وإبان ذلك كنت أسعى وراء أستاذي (أسعد علي) متشوقا للمعرفة ومتابعة ما أتوصل إلية معه، ما بين دمشق وبيروت، وما بين عين الجديدة بلبنان في بيته وبين اللاذقية بسوريا. وكثيراً ما جعلني أعيد كتابة بعض الفصول أكثر من مرة، لكنه بلا شك رغم صرامته كان معلما حقيقيا وحصلت على الدرجة بتقدير عام ممتاز (مرفق صورة فوتو كوبى).
بعدها أصبح السفر إلى بيروت شديد التعثر بسبب ظروفها الأمنية غير المستقرة، هنا اقترح علىّ الأستاذ فهيم مصطفى مندوبا عن جامعة كاليفورنيا الجنوبية / الأقسام العربية بالمراسلة عبر مكاتب الخدمات الطلابية، أن أقدم أوراقي لها على أن يشرف على سير البحث ثلاثة أساتذة مقيمين ومعروفين لديهم. فكان الدكتور عبد الحميد زايد أستاذ التاريخ القديم بجامعة الكويت مسؤولا عن متابعة الجانب التاريخي للبحث و قد خصص لي يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمدة عام كامل مشكورا مأجورا، حتى أنه أصر على تعليمي بعض مبادئ الكتابة الهيروغليفية حتى لا تلتبس عليّ النصوص محل الاستشهاد ببحثي، والدكتور حسن شحاته سعفان احتمل القيام لمتابعة الجانب الاجتماعي في البحث، أما الأستاذ الدكتور (فؤاد زكريا المؤسس الحقيق للتوجه الليبرالي المعاصر/ أطال الله في عمره) فكان المتابع المدقق للعمل كله خطوة بخطوة وفقرة بفقرة واستنتاجا باستنتاج من حيث المنهج و المرجعية وصدق الدلالات، ثم كان هو كاتب التقرير النهائي الذي وجد فيه مآخذ على رسالتي من قبيل عدم إلمامي الكافي باللغات الأجنبية بالمستوى اللازم للأبحاث الاجتماعية في التاريخ الديني لاتساع مساحته عبر لغات مختلفة، و أني لجأت أحيانا إلى الاجتهاد في الاستنتاج في مواضع لا يحسمها إلا وجود الأثر التاريخي الأركيولوجي، لكنه انتهى في قراره النهائي إلى استحقاقي الكامل للدرجة العلمية المرشح لها (مرفق صورة لهذا التقرير)، و بموجب هذا كله حصلت على الدرجة و قمت بتقديمها إلى المجلس الأعلى للجامعات (مصر) الذي أصدر قرارا في 14/05/1987 بموجب رسم مدفوع بالحوالة رقم 94217/34 بتاريخ 11/05/ 1987 و تم نشر صورتها في “قناة الحرة” برنامج قريب جدا، ثم بعدها كانت عودتي إلى مصر مصحوبة بقرار التفرغ الكامل للعمل البحثي، وقدمت خلال هذه الفترة أعمالي الموجودة بالمكتبات العربية. لأكتشف بعد صدور عملي الأول أن الدرجة لم تعد على مقاسي فلم أعد أصدر بها اسمي، لأن آينشتين أو داروين أو فرويد كانوا لا يسبقون أسماءهم بلقب أضيق من مساحة إنجازاتهم.
هذا حتى فوجئنا بالبحث و التقصي الذي قام به موقع “المصريون” عبر رجالهم في أمريكا منذ أيام، والذي كشف أن الجامعة باسم جامعة كاليفورنيا الجنوبية وليس جامعة جنوب كاليفورنيا. والفاصل في المسألة هنا إذا كنت قد اشتريتها بفلوسي فلماذا كان كل هذا الجهد وهذا العمر والسعي ومشقات هذا السعي وتكاليفه المادية وراء متعة المناقشة للتعلم من أساتذة عددهم خمسة اخترت السعي وراء أعتابهم علموني بشكل شخصي ومباشر مع السفر إليهم أينما كانوا بلدانا وأقاليم، وما كان أغناني ما دمت مشتريا لورقة لأعلقها على حائط عن السعي للحصول على درجاتي السابقة لها من الجامعات العربية، وعن العمل أربع سنوات أخرى على رسالة لها جسم موجود ببحث تم تدقيقه من قبل أساتذتنا الكبار، في عمل بحثي يشهد بجهد الباحث وعدد سنوات البحث وفضل الأساتذة المتابعين للعمل وجهدهم فيه، وهو مطبوع وموجود في الأسواق بعنوان “أوزيريس وعقيدة الخلود” في مصر القديمة (عنوان الرسالة الأصلي: “أثر الأحداث السياسية والاجتماعية في نشوء عقيدة الخلود الفرعونية وتطورها”). وهو بالتحديد (الكتاب / الرسالة) الذي كان سببا في تعريفي بالدكتور قاسم عبده قاسم (الذي أنكر علي درجتي) بعد أن أبدى لناشر(الرسالة / الكتاب) المفكر الدكتور طاهر عبد الحكيم رغبته في لقائي، والتقينا يومها في مكتب الدكتور طاهر عبد الحكيم بدار فكر للنشر بمدينة نصر، وهى(الرسالة/ الكتاب)الذي دفع الدكتور فرج فودة للبحث عنى لنصبح بعدها أشقاء أسرة واحدة، وهو(الرسالة/ الكتاب) الذي دفع الدكتور نصر أبو زيد للسعي لمعرفتي فكسبت به صديقا إنسانا ومفكرا عبقريا، (وهو الكتاب / الرسالة) التي دفعت الدكتور حسن حنفي للمحاضرة عنها ليكتشف أنى كنت أجلس أمامه تلميذا في قاعات جامعة عين شمس، والمنشور هو مجرد موجز مكثف لرسالتي. ورغم كل هذا فإني أحترم الدكتور قاسم وعلمه وكنت أفخر بأنه ممن أعجبهم كتابي / رسالتي (وأنا المبتدئ حين ذاك والمدهوش لتقدير هؤلاء الكبار من أساتذة جيلي)، وكان هو أستاذا شرفت بمعرفته رغم اختلافي معه جذريا، وأعدت طباعتها مرة أخرى بنصها الصادر عن المركز المصري لبحوث الحضارة بعنوان: “رب الثورة”. وإذا كان الفنيون و الأساتذة بالمجلس الأعلى للجامعات الذين اطلعوا على الدرجة العلمية التي لم أزيفها بنفسي لنفسي ليصدروا قرارهم بالمعادلة، لم يتبين لهم هذا الفرق والتخليط ما بين جنوب كاليفورنيا وما بين كاليفورنيا الجنوبية، فهل كان من الممكن أن يتبين لنا في زمن لم تكن فيه وسائل الاتصال والإنترنت كاليوم للحصول على إجابات دقيقة لكلمة ملتبسة. وهل لو طبقنا هذا المعيار على الجامعات المصرية سنصبح جميعا عرايا حتى من درجة الليسانس أو البكالوريوس، وبالتبعية لن نكون حاصلين حتى على الثانوية العامة لأنها لا تؤهلنا سوى للجامعات المصرية غير المعترف بها أصلا، وهكذا تصبح زفتى مثل ميت غمر وخالتي زي خالتك وبينهما يا قلبي يجب أن تحزن، ولا يبقى لي شخصيا إزاء ما أثير بهذا الشأن من مؤهلات إلا المنجز العملي والعلمي وما قدمته لأهلي ووطني في شكل أعمال مكتوبة ومنشورة، وما ساهم به شخصي المتواضع لتحريك الواقع الآسن في بلادنا، ودوره مع زملاء له كبار (ومهد لهم أساتذة أكبر) في خلق تيار جديد يثبت وجوده اليوم على الساحة المصرية والعربية بقوة وثقة، مقارنة بألوف رسائل الدكتوراه في بلادنا التي تكمن حبيسة أرفف الجامعات لا نعرف عنها شيئا إلا إذا سعينا إليها سعيا مقصوداَ للحصول على معلومة مطلوبة من أصحاب التخصص. ومن هنا فإن المعول عليه هو ما كتبت في أعمالي وهو مناط الأمر كله وهو ما أزعم أنه إنجازي الحقيق ومحل فخري واعتزازي وبه أنا في كفاية وغنى عن أي درجات، وأتذكر هنا دونما الشعور بأي تحرج رد عباس محمود العقاد على من قال له: “نريد أن نعطيك الدكتوراه” في عبارة متسائلة مستنكرة بالغة الدلالة: “ولكن من منكم سيعطيني الدكتوراه؟!!”.
****
سادتي.. مع هذا الذي يحدث علينا أن نفزع على عقل مصر وشعبها الذي يسمع مجرد السمع فيتحول الناس إلى وحوش ضواري، دون أن يستمعوا لنصح ربهم أن يتبينوا ويتثبتوا قبل إصدار الأحكام، ويقيمون من أنفسهم حراساً للإسلام بأسلحة رديئة تشينه ولا تنصره، والإسلام متكامل بذاته وليس بحاجة إليهم ولا إلى أسلحتهم الفاسدة.
من حق القارئ أن يتساءل: ما الذي كتبته إذن لاستفزهم لهذه الهبة المضرية الكاذبة؟… إن ما كتبت كان في مواجهة الإرهاب الدموي ومناقشة طروحاته بميزان الإسلام نفسه وبميزان العقل والقيم. إن ما كتبت كان في بعضه مناقشة لإدعاء الإخوان المسلمين أنهم يملكون الحلول الربانية لمشاكلنا، فإذا بها فخاخ إبليسية ستأخذنا مع بلادنا إلى مزيد من الخسائر ومن ثم إلى التهلكة، ولا أجد فرقاً بينهم وبين الجبهة وبين الزرقاوى أو الظواهري أو الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو الجماعة السلفية أو بن لادن أو أبو سياف أو حتى التيار المتأسلم الذي عشش في مفاصل الدولة المصرية ، فكلهم داخل نفس الجبهة. وهو ما قاله الشيخ القرضاوى في كتابه الإخوان المسلمون، مؤكداً أن كل تلك التيارات والأجنحة من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها إما أنها نبت إخوان، أو ذراع إخوان، أو زرع إخوان، أو خروج عن الإخوان. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ في كتابه هذا لم يذكر اسم واحد من كوادر الإخوان إلا ألحقه بعبارة (رضي الله عنه)، لأنهم عنده لا يقلون أبداً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا بيت القصيد والسر غير الخفي وراء كل هذه الشراسة، لأن سيد القمنى يفرق بين الدين الذي هو على رأسنا جميعاً… ويبن البشر، يفرق بين الدين السماوي وبين التراث الإسلامي بما فيه من حكايا البشر وسير البشر، ولأني أؤمن أن إسلامي يفرض علىّ تنزيه الله وحده وتقديسه وحده بلا شريك وبلا صحابي ولا صاحبة ولا ولد، فإني بموجب هذا الإيمان لا أستطيع أن أسلم بقدسية الصحابة لأنهم كانوا بشراً لا آلهة، وأن تقديس المذهب السني أو الشيعي لصحابة دون صحابة، هو تقديس سياسي وتزييف على الناس وعلى الدين، فإذا ما نزعنا القدسية عن التراث / البشر، فإن صلحا سيحدث لا ريب بين الشقين المتقاتلين: الشيعي والسني، وتبور بضاعة مشايخ الكراهية في المذهبين، ويفقدون الهالة التي يسببها الزى المشيخى أو اللحية الطويلة ويسقط سلطانها على الناس ولا تعود تحمل أي قدسية ولا دافع لقتل بعضنا بعضا، مما يسمح لعقل المسلم بالعمل ومناقشة ما يطرحه عليه أهل الدين من البشر لأنهم بشر لا آلهة، ولا يعودون محل استشاراتهم التي وصلت إلى أخص خصوصياتهم حتى أدخلوهم معنا دورات المياه وغرف النوم. كذلك أعلن أن إسلامي يفرض علىَّ ألا أؤمن بعصمة أهل بدر الذين غفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الإيمان بعصمتهم يعنى أنه ليس لهم ذنوب بخلاف الحديث التقريري، ولا أعتقد أن شيخا مهما بلغت منزلته قادر على أن يدلني على الصواب المطلق والنهائي، وأن للمسلمين عقولا كما للدعاة عقول، أيضاً لا أؤمن بعصمة المبشرين بالجنة والصحابة والخلفاء، لأني أوحد الله وحده لا شريك له في القدسية والتنزيه، لذلك كان التراث الإسلامي عندي هو محل النقد والتفنيد والدرس وليس الإسلام كدين، ومشكلتي معهم أنى لا أركب موجتهم فأنال حظاً من الدنيا كحظوظهم وأعيش الرضى والنور والصبايا الحور كما يعيشون في البلهنية، لأني لا أزيف على قارئي ولا على مستقبل بلادي، يريدون تقديس كل من رأى الرسول ولو لحظة، حتى إذا ما تحدثوا حديث الدين ولبسوا لنا ايونيفورم المشيخى حازوا ذات القدسية بالمشابهة، ليكونوا ممن رضي الله عنهم كما قال الشيخ القرضاوى.
أنا لا أقدس بشراً من دون الله. أقدس فقط رباً قادراً أن يحجب ضوء شمسه عن أهل الصليب وأصحاب الهيكل وعبدة الأوثان، لكنه لا يفعل لأنه محب شفوق لكل خليقته وعياله في الأرض، أعبد رباً قادراً أن يحجب مطره عن الهندوس والبوذيين ويختص به المسلمين وحدهم لكنه لا يفعل لأنهم جميعا أولاده وخليقته، ولو شاء لذهب بهم وجاء بغيرهم، وقد أخبرنا جل وعلا لماذا لا يفعل ذلك، فقال تعالى: “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالوا مختلفين / 118 / هود”، وأنه “ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين / 99 / يونس”، وأنه هو القائل “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة / 48 / المائدة”.
نعم أنا فزع على عقل مصر بعد هذه الهجمة الوهابية التترية لتكفير المختلف في الرأي وليس في الدين، بحجة حماية الدين الصحيح مع اتفاقهم على تكفيري، واتفاقهم أيضا على أنهم لم يقرأوا ما كتبت لأنه (زبالة وكلام فارغ)، فكيف لهذا الكلام الفارغ أن يفزعهم كل هذه الفزع حتى قاموا له قومه رجل واحد ليفرقوا دمى هدراً بين فرقهم وقبائلهم، لقد فقدوا الرغبة في محاولة معرفة الحقيقة في كتبها التي تحمل اسمي بتعصب أعمى العقل والعين، يتصور في تدينه الظاهري الذي لا يمس القلب ولا شغاف الوجدان أنه المالك الوحيد للإسلام، وأنه الوحيد الذي يملك الفهم الحصر للإسلام، وهو عندي ليس سوى اغتصاب علني لحق من حقوق الله وخاصية من خصوصياته وحده.
كل هذه الحملة لإقصاء كلام مختلف عما عودوا المسلمين عليه، لأنه كلام يسحب عنهم القدسية ويسقط عنهم الوجاهة الإجتماعية والسيادة، فلا يعودون لنا (مولانا ولا سيدنا)، لأن مولانا وسيدنا هو الواحد الأحد وحدة بلا شريك ولا نظير ولا قرين، يريدون اغتيال الكلام، مجرد الكلام، الكلام المختلف، حتى لا نعود نميز بين الصواب والخطأ. ولو كان كلامي خطأ فلماذا لا يتركونه ليبين لهم بالمقارنة صوابهم وسلامة موقفهم أمام الناس؟ أم أنهم يعلمون صوابه وأنه يكشفهم أمام المسلمين المخدوعين فيهم لذلك يحرمونه ويكفرونه حتى يصرفوا الناس غن معرفته، وإذا كانت هبتهم خالصة لله فلماذا سكتوا وصمتوا منذ صدور كتاب الحزب الهاشمي منذ عام 1988 وحتى الآن. أم أن الإسلام لم ينقح عليهم إلا هذه الأيام؟
أكرر ولا أملّ التكرار: أرفعوا أيديكم عن ديننا فهو كامل بذاته مستغن عن دفاعاتكم الرديئة لأهداف لا علاقة لها بديننا. ولترفعوا أيديكم عن أدمغة المسلمين حتى يصحوا ويتعافوا، ولتخرجوا أيها السادة من حياتنا، فللمسلم أن يستفتى قلبه ولو أفتوه (قالها ثلاثاً / صلى الله علية وسلم)، وأن ديننا سهل يسير لو استبعدنا كل إضافاتكم إليه عبر الزمان، حتى حولتم الشريعة من مسائل تعد على أصابع اليد الواحدة إلى ما يزيد عن عشرة آلاف مسألة، وتسمونها الشريعة الإسلامية وهى من وضعكم دون وحى يوحى إليكم لتركبوا أكتافنا بها، مع عدم قدره المسلم العادي على الإحاطة بمجلداتكم الألفية ولنا النصر الأكيد والمؤزر لأننا نتخذ أسلحة غير فاسدة لا ترتد في وجوهنا، وما عدنا والله نركع ولا نذل لخليفة أو لرجل دين، وهذا حالكم وهذا أسلوبكم وطرائق حروبكم بكل الأسلحة الرديئة التي لا تعرف تعففا عن الكذب، من أجل مكاسبكم ومناصبكم وحلمكم بالكرسي الأعظم في الوطن، وليس من أجل الناس أو الدين أو الوطن.. فإلى الله وإلى الوطن أشكوكم.
المرفقات:
1- فوتو كوبى لأغلفة الرسالة المنشورة.
2- صور من كتابي الحزب الهاشمي للمواضع التي أشاروا إليها.
3- صورة لدرجات التخرج من الدراسات العليا بجامعة القديس يوسف اليسوعية. (لم يسبق نشرها).
elqemany@yahoo.com
* القاهرة
توضيح
تحية للعملاق الشامخ
يكفي الدكتور محمود سيد القمني شجاعته الفائقة…تلك التي دعته للتصدي للظلاميين وهو يعلم بأن في ذلك خطورة على حياته وعلى حياة أسرته ومن يحب
نصطف كلنا بتواضع وراء هذا العملاق..سواء حمل شهادة أو لم يحملها فهو الذي يشرّف أي الشهادة
كم راهنت على غبائهم…؟!
لم يتم ذكر كلمة واحدة سواء في تعليقي أو تعليق الأستاذ الجامعي فيها كلمة تكفير أو قتل وخلافه من الاسطوانة المشروخة التي تردد في وجه كل من يحاول أن يرد بالحجة والبرهان، الرجل يقول كلاما واضحا ثم يراوغ ويتدخل آخرون لرد أقوال لم تقال ، إذا كيف يكون الحوار! هذا حوار طرشان، فليكتب هو ما يشاء، ولا يرد عليه أحد أبدا بل سوف نؤيده في كل شيء حتى لا يقال جهلة لا يعرفون القراءة أو ظلاميون تكفيريون قتلة “نقول طور يقولوا احلبوه”
رد علي جامعة الجهلوكأننا أمام أمرين لا ثالث لهما، إما أن نسلم للقمني بأنه أمين فيما كتب، سالكا طريقا علميا منهجيا، حريص علي نيل كبد الحقيقة، وإخراج الناس من جهالات لم يدركها إلا هو، …. وأما أننا تكفيريين، ظلاميين، نفتي بكفر الرجل وإهدار دمه!! ياله من فكر معوج؟! أنني أمام نص للكاتب أختلف معه فيه، وله مطلق الحرية فيما يكتب، نتحاور، وأثبت خطأه، أو يثبت هو صحة رأيه. ولكن السيد القمني (المعلق) يأخذنا إلي كوكب الزهرة ونجمة البحر والأم العشتارية، ما هذا اللغو؟؟ نحن أمام نص واضح، إما أن تدافع عما كتبت بالحجة، أو تعتذر عنه، أما أن تدعي جهل… قراءة المزيد ..
كم راهنت على غبائهم…؟!
Prof. Dr. Elqemany is greater than the all pseudo Sheikh of Alzhar. We are on the Way of Elqemany
جامعة الجهل
ردّ الى الأستاذ الجامعي،
يا خيبة طلابك في الجامعة. أن كنت حقا استاذ جامعي.. هل تتصور أن صاحب الرأي المخالف يستحق التكفير (وهذا يعني القتل)..
ناقش القمني ضمن أطار المنهج العلمي. الرسول (ص) نبي مرسل من الله. ولكن لا يمكن منع من لا يؤمن بنبوة الرسول من بوذيين وملاحدة أن يشككوا بالوحي ويردّوا نجاحة الى عوامل دنيوية لا علاقه لها بالملائكة التي تسند الوحي والرسول..
ناقش القمني. لكن لا تحاججه على اساس الكفر والأيمان، فهذه يا استاذ يا جامعي ليست مهمتك، بل مهمة الله..يوم الحساب ..
عدم الموضوعية في رد القمني!“…. وكان ضمن المنذورات تلك الفتاة اليهودية، التي أخذت في المسيحية بعد ذلك دور الأم، وعرفت باسم الإلهة (مريم) في الديانة المسيحية والتي أنجبت الإله الابن (يسوع) المسيح” لا أري أي مجال للبس في كلام الأستاذ القمني. النص يقول مريم التي ولدت يسوع المسيح كانت ضمن المنذورات للبغاء المقدس. كيف لك أن تحور هذا الكلام الواضح إلي كوكب الزهرة ونجمة البحر والأم العشتارية؟؟ هل تظن أننا من كوكب آخر، أو أن عبقريتك صعب علي القارئ العادي أن يفهمها؟ إن كنت تراجعت عن كلامك فأعلن ذلك بوضوح، بدلا من رمي مخالفيك بالجهل أو بإسائه فهم كلامك، فهذا… قراءة المزيد ..
ضوء الأسلامالأستاذ القمني حفظك الله من شرّ الأشرار لا تعبأ بهذه الزوبعة الأعلامية التي يثيرها هؤلاء الجهلاء. أنهم لا يعرفون عظمة الرسول (ص) كما تعرفها أنت. أن كتبك تنوير للعقل الأسلامي ولو كان بيننا سيد الخلق محمد لكان أول من يفخر بكتاباتك ولأطلق عليك ضوء الأسلام كما أطلق على صحابته اسماء كسيف الله المسلول.. أن ما تحتاجه أمة محمد هو هذا النور في كلماتك تطرد فقهاء الظلام وتنير دياجير العقل وتؤسس للتسامح الذي اسسه سيد الخلق محمد. كان الرسول لا يطالب الناس بالأيمان. كان يطلب منهم كلمة (لا أله الا الله محمد رسول الله.) فمن نطق الشهادة صار دمه وعرضه… قراءة المزيد ..
كم راهنت على غبائهم…؟!
ياسيدنا أكمل قراءة المشروع فى كتاب رب الزمان وكتاب السؤال الآخر وهى متوفرة محانا على كثير من المواقع
كم راهنت على غبائهم…؟! من فمك أدينك:”أكد (ديورانت) أن العهر المقدس ونظام المنذورات كان طقساً يمارس في هيكل بني إسرائيل (4)، وكان ضمن المنذورات تلك الفتاة اليهودية، التي أخذت في المسيحية بعد ذلك دور الأم، وعرفت باسم الإلهة (مريم) في الديانة المسيحية والتي أنجبت الإله الابن (يسوع) المسيح” ولاأدري من هو الذي لا يقرأ؟ لا تعرف حتى ما تكتبه أعذرك من كثرة كتبك المنقولة من هنا وهناك، وأنا لست حاجا ولا مقدسا، و الناس تقرأ جيدا ولا تظن أنك وحدك صاحب العقل والمنطق أنت في هذا الجزء كنت تثبت وجود عبادة للثالوت عند بنى إسرائيل، كفى أنت سبابا وسخرية من… قراءة المزيد ..
كم راهنت على غبائهم…؟!
ارسلت تعليقا منذقليل ارجو نشرة ولم انتبة لكتابة الإيميل
كم راهنت على غبائهم…؟! الحاج او المقدس اللى بيتكلم عن السيدة مريم يروح يقرا الاول احترموا عقولكم علشان نحترمكم انا كنت باتكلم فى كتاب الاسطورة عن اساطير الالهة الوثنية وعبادة ثالوث الاب القمر والام الزهرة والابن الشمس ، كما فى اوزيريس وايزيس وابنهما حورس وفى العراق تموز وعشتار وانلليل وفى الشام بعل وعناة وادونيس وكلهن ء الهات والسيدة مريم فى المسيحية ليست الهة وتقول الاساطير ان هؤلاء الالهات كن منذورات لخدمة المعبد وسموا جميعا على مختلف اللغات بتولتا وبتولا وبتلت وبتول وكان لقب الام العشتارية هو اسم كوكب الزهرة الذى كان يعرف بنجمة البحر فى التراث المتوسطى ونجمة البحر هو… قراءة المزيد ..
كم راهنت على غبائهم…؟!
كيف تفسر افتراءك على السيدة مريم العذراء بأنها كانت منذورة لطقوس الجنس المقدس، وهذا هو كلامك ص 179 في كتاب الأسطورة والتراث وجاء بعد ذكرك كلام ديورانت عن وجود هذا الطقس عند بني إسرائيل؟ ألا تعلم أن من قال هذا الكلام ولو كان شيخ الإسلام يكذب القرآن ” وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا” النساء 156
كم راهنت على غبائهم…؟!
على فرض صحة كلامكم وأنكم من المجددين والمفكرين الكبار في تاريخ الإسلام فكيف تفسر افتراءك على السيدة مريم العذراء بأنها كانت منذورة لطقوس الجنس المقدس، وهذا هو كلامك ص 179 في كتاب الأسطورة والتراث وجاء بعد ذكرك كلام ديورانت عن وجود هذا الطقس عند بني إسرائيل؟ ألا تعلم أن من قال هذا الكلام ولو كان شيخ الإسلام يكذب القرآن ” وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا” النساء 156
المشقة الشديدة في فتح المصحففقال تعالى: “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالوا مختلفين / 118 / هود”، وأنه “ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين / 99 / يونس”، وأنه هو القائل “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة / 48 / المائدة”. وردت هذه الآيات كما هي مكتوبة في المقال المذكور وجميعها بها أخطاء إملائية عن الآيات الصحيحة يكتشفها أي إنسان بمجرد فتحه لكتاب الله الكريم وأقول وطبعاً سيكون الرد المباشر أن الأخطاء تحدث أحياناً عند استخدام لوحة المفاتيح ونتجة للحاجة الملحة لسرعة نشر المقال… قراءة المزيد ..