* لن تَحسم 14آذار المعركة في المناطق المسيحية إلا بتوجه موحّد وبتفاهم مع المرجعيتن الروحية والوطنية
* تحييد لبنان ” عنوان المعركة الانتخابية في الوسط المسيحي
* على قيادات 14 آذار عقد خلوة عاجلة لاعادة ضبط الحركة الانتخابية
* طرحت قيام كتلة واحدة لـ لقوى 14 آذار في البرلمان
❊ اذا لم نستطيع تحييد لبنان ستبقى الدولة … معلقة
❊ سأترشح في زغرتا اذا حسم التوجه السياسي للمعركة الانتخابية
*
حوار رلى موفّق- خاص بـ”الشفّاف”
في القاعة الرئيسة داخل مقر الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من أذار، يستقبلك شهداء” ثورة الأرز” بالابيض والأسود،… حاضرين أبداً كشهود على الثمن الذي دفعت “الحركة الإستقلالية”. وفي إنتظار النائب سمير فرنجية، “الماركسي العتيق والمُنَظّر البارع ” لـ”إنتفاضة الاستقلال”، تنتابك مشاعر من الحزن الممزوج بالأسى حين تخال ان إستشهاد كل هؤلاء قد يذهب سدى، ويضيع حلم جمهور 14 آذار وسط حسابات ضيقة تحْرف بعضاً من قادته عن مصيرية المعركة، كما يصفونها أنفسهم.
تسأله عن واقع قوى 14 آذار عشية الانتخابات ومدى قدرتها على الفوز في هذا الاستحقاق ومصير تحالفاتها المستقبلية؟ تتوقف معه عند الدور المطلوب من مسيحيي 14 آذار في المناطق ذات الغالبية المسيحية التي ستقرر دفة الفريق الرابح بين 8 و14 آذار، تقلب معه عنوان المعركة وشعارها في الوسط المسيحي، والرهان على إنهيار زعيم “التيار الوطني الحر” الجنرال ميشال عون، وتعرج أخيراً على إحتمال نقل تَرَشُحه عن المقعد الماروني من زغرتا الى طرابلس.
بهدوئه المعهود يجيب سمير فرنجية. وهنا حصيلة ما جاء به هذا اللقاء:
”صورة الترشيحات والتنافس وبعض الخطاب السياسي المعتمد من قبل قوى الرابع عشر من آذار يضرب صورة المعركة، بمعنى أنه إذا كانت المعركة مهمة ومفصلية ومصيرية، فلا يجوز التعامل معها بمقياس الربح والكسب في إطار حزبي ضيق،. بل علينا أن نتعاطى مع هذا الاستحقاق لتحديد حجم الخيار الاستقلالي على مستوى الوطن وليس على مستوى الاحزاب والزعامات المحلية والشخصيات داخل التيار الاستقلالي. قد تكون هكذا تصرفات في اللعبة الانتخابية أمراً طبيعياً، ولكن يجب أن تتوقف في أسرع وقت، ولن تتوفق الا إذا عقدت قيادات 14 آذار خلوة عاجلة لاعادة ضبط الحركة الانتخابية”.
”الفجوة لدى حركة 14 آذار أنها حركة تضم جمهورين: جمهوراً حزبياً، ولكن الجمهور الأوسع هو رأي عام برز للمرة الاولى في 14 آذار 2005 غير ملتزم حزبياً أو طائفياً ولا صلة له بتنظيم معين إنما هو ملتزم بقضية، ولا يوجد إطار لمشاركة هذا الجمهور في رسم سياسة الحركة الاستقلالية.”
كتلة موحدة ومجلس وطني داخل 14 آذار
”طرحنا امرين لتجاوز الازمة: الاول أن نخرج من تمثيل الكتل داخل 14 آذار الى تشكيل كتلة واحدة إسمها “كتلة 14 آذار”، ما دامت هذه الحركة هي صاحبة مشروع سياسي مشترك. يمكن ان نتجاوز بذلك مسألة تحديد أحجام كل حزب عبر كتلته. أما الامر الثاني، فهو قيام إطار لمشاركة المجتمع المدني الذي يشكل الرأي العام العريض، وذلك من خلال إنشاء مجلس وطني يسمح لفعاليات حزبية وغير حزبية، نقابية وإقتصادية ومهنية أن تشارك، ولو في حدود معينة، برسم الخيارات السياسية للحركة الاستقلالية ويشكل في آن ضابطاً لهذه الحركة. تأخرنا بهذا الاقتراح بالنسبة الى الانتخابات، ولكن لا بد من العمل لتحقيقه في المستقبل القريب كآلية لمشاركة المجتمع المدني”.
” المعركة الانتخابية لا تتلخص فقط بالاتفاق على توزيع المقاعد. فالمناطق المسيحية هي التي ستحسم نتائج هذه المعركة بنسبة عالية جداً. ولن تحسم 14 آذار المعركة لمصلحتها في هذه المناطق الا بصفوف موحّدة وتوجة موحّد، وبتفاهم مع المرجعيتين الروحية والوطنية الموجودة فيها، أي البطريرك الماروني ورئيس الجمهورية. هذا لا يعني تحالفاً إنتخابياً مع البطريرك والرئيس، فكلاهما لن يتدخلا في الانتخابات. ولكن أحد مرتكزات المعركة في الوسط المسيحي هو توسيع إطار التحالف، ما يتطلب تفاهماً مع هاتين المرجعتين. بدأ الاطار يتبلور، ولكن لا يزال يحتاج الى وقث أكثر.”
تحييد لبنان لا يعني حياده
هل من حاجة الى خلوة مسيحية أولاً؟
“لا أعتقد. لقد سبقتنا الكنسية حين حددت شرعة العمل السياسي والنابعة من المجْمَع البطريركي الماروني، وهي شرعة حظيت بتاييد كل الكنائس وليس فقط الكنيسة المارونية. الاتجاه محسوم مسيحياً والمعركة بنظري عنوانها هو “تحييد لبنان” عن الصراعات المسلحة عن طريق تطبيق القرار 1701 .”
“إذا لم نستطع تحييد لبنان عسكرياً، فستبقى الدولة معلقة وغير قادرة على تلبية الحد الادنى من طموحات اللبنانيين، وسط اوضاع خطرة على المستويين السياسي والاقتصادي. واذا لم ينته لبنان من أزمته مع الانتخابات، فهو سيدفع ثمن التحولات السياسية الكبرى في المنطقة، وأيضاً ثمن الازمة الاقتصادية العالمية. لقد بدأ لبنان يدفع الثمن بعودة أبنائه من الخارج. إذا بقي الوضع الداخلي على حاله، فلن يكون قادراً عندها على إستيعاب وضع العائدين.”
”وصلنا الى مرحلة حاسمة وعنوانها في الوسط المسيحي، ”تحييد لبنان”. البعض في الحركة الاستقلالية يتخوف من شعار “التحييد”. ففي التاريخ اللبناني، كان هناك شعار إسمه “الحياد”. الحياد هو الخروج عن التزامات لبنان العربية، اما التحييد فله مضمون أخر. كان يفترض بلبنان أن يكون دولة مساندة لثلاث دول مواجهة: مصر، الاردن وسورية. ما حصل أن مصر والاردن دخلتا في إتفاقات سلام مع إسرائيل، فيما إلتزمت سورية منذ العام 1974 سياسة التحييد العسكري، فلم تُطْلَق رصاصة واحدة على جبهة الجولان منذ ذلك الحين، ثم دخلت أخيرأ بمفاوضات مع إسرائيل. لم يبق سوى لبنان الذي تحوَل منذ نهاية السبعينات من دولة مساندة الى دولة المواجهة الوحيدة. هذا الامر بات خطيراً جداً على لبنان وكذلك على العالم العربي، لان إسرائيل قادرة على إبتزاز العالم العربي من بوابة لبنان.”
نريد عنواناً واضحاً مسيحياً
“ليس هناك خطاب خاص بمسيحيي 14 آذار: المطالبة بتطبيق القرار1701 هي عملياً المطالبة بتحييد
لبنان عسكرياً. نحن نريد أن نعطي عنواناً واضحاً للمعركة، وهو أن العبور الى الدولة لا يتم الأ بتحييد لبنان. والتحييد من شأنه أن يلغي فكرة الدولة ضمن الدولة ويعيد الصراع السياسي الى الاطار المؤسساتي والاطار الديموقراطي السلمي، كما أنه يشكل الحماية للبلد من الاعتداءات الخارجية، الاعتداءات الاسرائيلية.”
المثالثة عودة الى الوراء
”طَرْحُ المثالثة بدل المناصفة في التركيبة السياسية يشكل إفراغاً لاتفاق الطائف. نحن نعمل للتقدم في إتجاه بناء الدولة المدنية وليس للعودة الى الوراء، الى المثالثة والمرابعة والمزيد من الشرذمة وتقاسم الدولة حصصاً بين الطوائف والاحزاب التي تدعي تمثيلها. هناك اليوم رأي عام واسع مؤيد للدولة المدنية. ظهر جلياً في المجمع الماروني عام 2006، وتبنت قوى 14 آذار هذه الفكرة في مؤتمرها الاول في آذار 2008، وتنبى رئيس الجمهورية الدولة المدنية في خطاب القسم، وبالامس طرح خلال زيارته الى باريس إنشاء مجلس الشيوخ. الامور ذاهبة الى إتجاه أخر.”
”الثلث المعطل كان مرحلياً مقابل عدم إستخدام السلاح في الداخل. بعد الانتخابات هناك أكثرية وأقلية.”
ما هي الضمانة من عدم تكرار 7 أيار ثانٍ
؟ “أنا في الأساس لا أدري كيف توقفت 7 أيار. بالتأكيد لم تتوقف لأنه كان هناك مواجهة عسكرية في بيروت. “حزب الله” إرتكب حماقة إستثنائية في 7 أيار. إحتل بيروت واضطر أن ينسحب منها. القول أنهم حصلوا على الثلث المعطل. لا أحد يقوم بحرب أهلية في البلد ليأخذ الثلث المعطل.”
”هم راهنوا على إسقاط النظام واعلنها الجنرال ميشال عون في 9 أيار حين قال أن الإنقلاب نجح وأنهم سيحاسبون الآخرين. خطأ وحماقة “حزب الله” تذكرنا بحماقات التنظيمات المسلحة ماضياً. في تاريخ الحرب اللبنانية، تعاقبت الطوائف بقيادة أحزابها على إرتكاب هكذا نمط من الاخطاء. في تقديري أن “حزب الله” لا يستطيع أن يرتكب هذا الخطأ من جديد.”
7 أيار لن يتكرر
”ضمانة عدم حدوث 7 أيار جديدة هي أن الظروف قد تغيَرت. توجد اليوم سلطة في لبنان ولا يوجد فراغ على المستوى الخارجي، كما أن هناك مشروع سلام على الطاولة وهناك تجربة غزة المكررة في بيروت وقد أدت الى كارثة. الامور تغيّرت ولن يكون هناك ثلث مُعطل. هذا ليس لإستبعاد “حزب الله” بل للسماح للسلطة أن تقوم. بأمكان “حزب الله” أن يشارك كما في السابق من دون ثلث معطل.
متخوف من التعطيل
“بالتأكيد ستفوز 14 آذار، ولذلك أتخوف من تعطيل الانتخابات لأن “حزب الله” يدرك أن عون غير قادر على تأمين التغطية المسيحية له. شعبية الجنرال عون الى تراجع، لا بل الى إنهيار. الموجة الشعبية اليوم هي ضد عون. في كل بيت أو مكتب أو مدرسة أو جامعة، هناك نقاش سياسي حاد مع “التيار الوطني الحر”. “التيار” أصبح اليوم في موقع دفاعي. مسؤولية 14 آذار أن تعرف كيف تدير المعركة. الارضية الشعبية ليست مع عون بل هي مع 14 آذار. وبرأيي أن على 14 آذار أن تقوم بجهد إستثنائي كي تخسر وليس كي تربح. نعم جهد إستثنائي للخسارة وليس للربح.”
“تعطيل الانتخابات كان يمكن ان يكون عن طريق العنف لكن الوضع الخارجي غير مهيأ لذلك. يمكن أن يأتي التعطيل من باب تأجيل الأنتخابات، بحجة أن المنطقة تتحضر للدخول في مفاوضات، ومن الافضل أن تتسم المرحلة الراهنة بالهدوء الداخلي.”
ترشّحي مرهون بالتوجه السياسي للمعركة
”ترشحي للانتخابات رهن بالتوجه الذي ستخوض به قوى 14 آذار المعركة. أنا معني بالأمر إذا كانت المعركة بتوجه سياسي واضح، وعندها سأترشح عن دائرة زغرتا حيث ترشحت في العام 2005 . أنا أتفهم الحرص في 14 آذار بأن أكون في البرلمان المقبل وبرأيهم ان الحظوظ بالترشح في طرابلس مضمونة، ولكني أعتبر نفسي ممثلاً بوجود النائب الياس عطالله في طرابلس، فهو أحد أركان 14 آذار وممن لعبوا دوراً أساسياً مع الشهيد سمير قصير في”ثورة الارز”، وهناك ضرورة للحفاظ على التنوع السياسي داخل التيار الاستقلالي.