أسافل سوريا يحاكمون فضلاءها (3)
لقد فهم البعض أننا في استخدامنا لمفردة (الأسافل)، إنما نحيل إلى قاموس الهجاء الشتائمي، ولذا لجـأ أحد المواقع المعارضة الصديقة إلى تعديل العنوان بصيغة (إنهم يحاكمون فضلاء سوريا)، وذهب بعض كتبة النظام (الأمني) لاستثمار هذه الواقعة بهدف الإيقاع – ونتمنى أن لا يجد بعض القراء أن تسمية هؤلاء بـ (الكتبة الأمنيين) هي إساءة لهم، وذلك لأنهم يفخرون في ذلك ويعتبرون وصفهم بالأمنيين هو تقريظ وطني عظيم لهم، على اعتبار أن النظام السوري الوحيد في العالم الذي يعتبر أن معنى الوطنية هو المعادل لبقاء الأسرة المغتصبة للسلطة (الأسدية) مستولية على الوطن، أي ليس الإيمان بالشرعية الثورية لحزب البعث ونظامه السياسي وفق الدستور البعثي فحسب، فهذا إيمان متقادم تم تجاوزه باتجاه الإيمان بالشرعية الطائفية العائلية الوراثية لآل الأسد التي تسعى لتوريط الطائفة العلوية الكريمة لمماهاتها معها وباسم نظامها العصبوي العصابوي، إذ على هذه القاعدة يحاكم قادة إعلان دمشق بوصفهم خونة على المستوى الوطني والقومي، وذلك إذا كان المتلقي لخطاب الرئيس الوريث من المناضلين القوميين الأشاوس الذين يقصدون دمشق للهتاف لأسدها الممانع في مؤتمراتهم القومية والإسلامية البائدة هذا من ناحية، وبوصفهم –من ناحية أخرى – إرهابيين على المستوى الدولي، و(الأمريكي ) بشكل خاص، وذلك عندما يتوجه الرئيس المتمجد بمجد أبيه الطاغية إلى الإعلام الغربي في مقابلاته الصحفية والفضائية، إذ يرتفع بموضوعة الإيمان بالعائلة المقدسة إلى مستوى (القانون)، الذي يحكم بالخيانة على كل من لا يخشى سطوتها ووطأتها وفقا لقاعدة الشرعية (الماوردية السلطانية) القائلة: من اشتدت وطأته وجبت طاعته، هذا القانون هو الذي يتلذذ( السلطان الأسدي) الصغير بإيراد ذكره التذاذ المحروم الموله بفقدانه، وهذا ما يفسر لنا تلك التهمة الجاهزة بالطائفية لكل ناقد للعصابة المسلحة الحاكمة، باعتبار أن أي نقد للنظام ينظر إليه( قانونيا-أمنيا –عائليا ) بمثابته نقدا للطائفة، دون أن يدركوا- والأمر كذلك- أنهم هم من يماهون بين الطائفة والنظام… ومن هذا المنظور قام بعض ذيولهم بتحريض بعض المواقع على عنوان مقالنا هذا عن الأسافل الذين يحاكمون الأفاضل… عبر الإيحاء بأن ثمة إيماءات طائفية وعنصرية…!
ولكي يتعالى هذا المحرض على شبهة أن يكون طائفيا، ما كان منه سوى شتم الإسلام ذاته بوصفه غزوا بدويا “قامت به جحافل البدو لمجتمعنا منذ القرن السابع الميلادي”، وذلك بهدف شتمي طائفيا بوصفي أنتمي إلى مدينة حلب الأكثرية- حيث أخجل في هذا السياق من ذكر أصول تحدري المذهبي والطائفي – فهو الذي –والأمر كذلك- يريد أن ينفي عن ذاته (الهوية الإسلامية البدوية )، ليؤكد على هويته الطائفية التي لا علاقة لها بهذا الإسلام البدوي، فهو قادر وبسهولة وسلاسة تامة أن يتميز عن جمهور إسلام جحافل البدو، لكن في خدمة صراع جحافل عصابته الطائفية ضد المملكة العربية السعودية ظنا منه أن الإنتماء إلى ميثولوجيا طائفية يقودها الرعاع أعلى مستوى وقيمة من الثقافة البدوية ذات الإنتماء لأرستقراطية صحراوية تستند إلى شرعية توحيد بلادها التي كانت قبائل وأشتات شعب، وليس شرعية خسارة الجولان وتفتيت الوحدة الوطنية والثقافية للأوطان، وحيث تحتاج إلى قرون من الأزمان لإشباع نهمها وجوعها المرضي لتتجاوز (تسفلها) وتبلغ مستوى البدو العربان، وليتجاوز مقدسات سلطته الطائفية المتمثلة بـ(الفساد) التي ييتباهى بها بوصفها قيما تعلو على سلطة المقدس الإسلامي الذي يخجل الاستشراق الاسرائيلي ذاته أن يتحدث عن الإسلام بهذه السوية العدائية الوضيعة التي تزعم لنفسها العلمانية إذ ترادف بين (القرآن والخـ…الخ) كما تتفنن علمانية رواية (الوليمة لأعشاب البحر) مدعية التحرر الديني إذ تنتج مضاده في صورته العدائية بالمقلوب، وهي ليست في المحصلة سوى خلاصة انثربولوجية للفهم المحلي الطائفي للإسلام في البيئة الخاصة لكاتبها، ولا صلة لها بأي معنى فلسفي أو قيمة علمانية تحررية.
ما كان لنا أن نتوقف عند هذه الأصداء إلا بسبب الموقف الملتبس لأحد المواقع الصديقة التي نحترمها، وذلك عندما تم تغيير العنوان بسبب ما بدا لهم –ربما- أنه عنوان هجائي شتائمي بسبب ما تنطوي عليه مفردة (أسافل) من دلالة أخلاقية –أو لا أخلاقية- عن الوضاعة والسفاهة… لكن الذين لم يرتاحوا لهذا الاستخدام ما كان عليهم سوى العودة إلى النص والتملي قليلا، ليروا بأن استحضار هذه المفردة أتى في سياق اشتقاق (أسافل) من مصطلح “التسفيل” (الفرويدي) الذي يحيل إلى (الهو) الممثل للعالم السفلي للـ( أنا) الغريزية في مواجهة (الأنا العليا) للمجتمع، حيث لا رد على (التسفيل) –وفق فرويد- إلا بـ(التصعيد والتسامي) الذي مجاله الإبداع: الأدب بكل فنونه والفن بكل أجناسه، وعلى هذا فنحن نستند إلى المعنى العلمي –إن صح أن الفرويدية علم- لدلالة مفردة السفالة، حيث الدلالة الأخلاقية لمفردة السفالة تأتي محصلة للدلالة السيكولوجية، وليست اشتقاقا مولدا من القاموس الهجائي الأخلاقي وإن كان لا يتعارض معها، ولا نظن أن أحدا عرف النسيج السوسيولوجي للنظام السوري حق معرفة: كما شخصناه سوسيو-سياسيا في صيغة (تحالف رعاع الريف وحثالات المدن )، سيستكثر عليه أخلاقيا هذا التوصيف السوسيو- بسيكولوجي، وإذا كان ثمة عدم تقبل لهذه المفردة من منظور التربية الدينية، فإن القرآن الكريم استخدمها ” رددناه أسفل سافلين” فإلى جانب التفسير القائل: إن المعنى هو النار، فهناك التفسير الأخلاقي القائل: الرد إلى أرذل العمر(أرذل: من الرذيلة) وفق تفسير ابن عباس وعكرمة، بل إن القرآن استخدم ما يعادلها وأشد منها إيلاما: (المنافقون ) الذي حولها الأدب السياسي الإيراني إلى مفردة سياسية، في حين أن من تتهمهم ايران بهذه الصفة ربما هم أقل من ايران بيرغماتية سيما في استخدام الدين لأغراض سياسية كما يستخدم حزب الله والنظام الطائفي السوري، بل هناك مفردات إدانة ليست أخلاقية فحسب مثل( السفهاء)، بل وصف الآخر الخصم بأنه (حمار يحمل أسفارا…) ناهيك عن نعت الآخرين: ( الجاهلين –الكافرين- الظالمين –الفاسقين –الفجار…الخ
تلك هي إحدى مشكلات الكتاب السوريين مع الصحافة السياسية السورية: رسمية ومعارضة، في كون الإشراف على إدارة الإعلام يتم من قبل (مثقفين: سياسويين حزبويين): يساريين أو يمينيين، إسلاميين أو علمانيين، في بلد تلاشت فيه الصحافة والكتابة والفكر والأدب والتقاليد الثقافية الديموقراطية منذ زمن طويل حتى بالنسبة لدعاتها، وفي المحصلة فقد بات على الكاتب السوري: ملتحقا بالنظام أو معارضا أن يكون الدافع الأول لضريبة فقدان الحريات بسبب هيمنة العقل (السياسوي الحزبوي ) ذي البعد الواحد، العاجز وظيفيا عن استبيان المقاصد الدلالية لخطاب الحداثة وفضاءاتها المعرفية والدلالية والتأويلية في مستويات طبقاتها المعرفية: الثقافية والأدبية والتراثية والفلسفية والجمالية، مما يتيح للمثقف الأمني فرصة الإصطياد في الماء العكر بين كتاب المعارضة وصحافة المعارضة كما ألمحنا…!
علينا أن نفهم –تأسيسا على ذلك التنصل الطائفي من الإسلام – باسم التخلي عن العروبة (البدوية) من قبل النظام الطائفي، ليس إلا للالتحاق بالمدنية الساسانية (الإيرانية) المهزومة ليس في الماضي العظيم للعرب فحسب، بل وحتى في الحاضر القميء على يد واحد كـ(صدام حسين)، هذه المدنية المهزومة التي تغزو جحافلها (الشيعية والتشييعية) دمشق المدنية الإسلامية وذروة عنفوانها الأموي، للإنتقام الفارسي (الفقهي الولايتي) من هذا الزهو الإمبراطوري العربي المطهم بدنيويته الحسية المفعمة بالأشواق لمعانقة المطلق الكوكبي لنموذج الإسكندر المقدوني الأكبر، وذلك بتأييد ومباركة النظام (العلماني-الطائفي ) الأسدي، لكنها الأسدية المسكونة بقلب فأر تولستوي…!
سيتم مع قيام سوريا الأسد عملية تصفية نهائية لكل الميراث القومي الديموقراطي اليساري الليبرالي بمرجعيته الغربية من خلال ما توّجه ياسين الحافظ في كتابه “الهزيمة والايديولوجيا المهزومة “، إذ أن هذا الكتاب كان آخر صيحة استغاثة مدنية ديموقراطية ضد حالة (ترييف وتطييف وعسكرة) حزب البعث والجيش ومن ثم استطرادا المجتمع، حيث سيحل نموذج مثقف حافظ أسد محل نموذج مثقف ياسين الحافظ قوميا، و(سفيتة) الحزب الشيوعي، حيث سيحل نموذج المثقف (البكداشي) محل كل كتاب رابطة الكتاب السوريين اليساريين والشيوعيين الذين أنتجتهم ليبرالية الخمسينات، والاثنان (القومي والشيوعي)، غدت مرجعيتهم المعرفية في علوم الصحافة والكتابة هي مدرسة عقم صحافة حلف وارسو – وهي التسمية الأدق من مسمى الدول الاشتراكية- وفي طليعتها المدرسة السوفييتية التي راحت تشكل المرجعية الأكاديمية لهم بوصفها (صحافة الشعارات)…
كان يصرخ المؤسس الأول لدولة السوفييت (لينين) في مؤتمرات الحزب وفي رسائله “اذهبوا وتعلموا الصحافة في لندن”، ويبدو أن (الرجعية العربية) حسب تعبير (التقدميين) الأشاوس سمعت نصيحة لينين أكثر من أنصاره التقدميين (الثوريين)، فصارت عندهم صحافة وبقي لدينا مناشير، أما ما تبقى من الليبرالية السورية ومثلها العربية –خاصة المصرية بعد عبد الناصر- فقد انتصحت-فيما يبدو- بنصيحة الإمام محمد عبده: “لعن الله السياسة وفعل ساس ويسوس… ” أمام ثورية الأبناء القوميين الذين لم تختبر شعوبهم ثوريتهم إلا في آثارها على أجسادهم جوعا أو تعذيبا أو تقوسا للظهر انحناء أمام الطاغوت، ومع الحركة الثورية البعثية وتتويجها الأسدي، سينطفيء التنوير الإسلامي أيضا، ممثلا في صورة نموذج المثقف الإسلامي التنويري الإصلاحي (الدكتور مصطفى السباعي )، ليحل محله نموذج المثقف التكفيري (سعيد حوى)…
ويوحد هؤلاء جميعا (القوميين والشيوعيين والإسلاميين) كره يوحدهم أجمعين، إنه الكره الشديد للغرب والرفض القاطع لحقيقة تقدمه وتأخرنا كما كانت أطروحة النهضة العربية الليبرالية (الأمير شكيب أرسلان) بشقها العلماني ( أحمد لطفي السيد… طه حسين –العقاد…الخ) وشقها الإسلامي الإصلاحي (محمد عبده –رشيد رضا-علي عبد الرازق…الخ )، وهو كره (ماهوي: ثقافي ومدني وحضاري وقيمي) إلى حد التضاد الأنتولوجي الكياني (الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا) حسب أطروحة كيبلنغ الاستشراقية الاستعمارية الحريصة على الحفاظ على المسافة الفاصلة بين العالمين: عالم تقدم (الغرب) وعالم تأخر (الشرق)، وقد ابتلع طُعم هذه المقولة الاستعمارية الاستعلائية الجيل الثوري الراديكالي (القومي واليساري والإسلامي) دون أن يعرف مصلحته في ذلك، وإن كانت مصلحة كبلنغ واضحة في دفع الغرب الاستعماري للتكوّر على الذات لحرمان الآخر ثمار تفوقه، وفي المقابل لدفع الآخر الشرقي للثأر دفاعا عن نرجسية (الأنا) الوطنية والقومية والدينية المجروحة حضاريا، منذ بدأ التغلب الغربي على العالم، وذلك عبر التكوّر على الذات ومن ثم الإيمان والتسليم بأن الغرب يعادينا بسبب ديننا (الإسلام)، أو هويتنا (العروبة) أو موقعنا الطبقي في قسمة العمل الدولية كفقراء (عالم ثالث )، لقد نشأ هذا الوعي الكارثي بالهوية على أنقاض الوعي الوطني الديموقراطي النسبي والتطوري لوعي الذات الذي خاض معركة التحرر من ومع الاستعمار، استنادا إلى وعي مدني عقلاني تنويريي مدرك لأهمية انتهاج طريق تقدم وحداثة الغرب لبلوغ سدرته، إذ كان يعتبر التناقض مع الغرب تناقضا تاريخيا من خلال حضور الغرب في صورة (الاستعمار)، لكن أي تجاوز للاستعمار لا يمكن أن يتم إلا بامتلاك قوته الكامنة في نظامه السياسي الديموقراطي ونظامه الإجتماعي المستند إلى سيادة الفرد ومركزيته في الكون، بلا وصاية لأي فقيه أو رفيق أو راع، وعلى هذا فهو تناقض قابل للحل على طريق الوحدة الانسانية، وليس تناقضا كليانيا (انتولوجيا) قائما على الإقصاء المتبادل.
أما ما تبقى من شرائح الليبرالية فقد ظلت وفية لنوع من الحداثة الشكلانية الغربية السطحية بصورة النزوع إلى التغرب (التأورب) لدى بعض النخب التي هربت متأففة من درجة (التسفّل) الذي انحطت إليها السياسة المدنية بل وكل مؤسسات المجتمع المدني مع نهوض أشكال (الفاشيات) في صيغ منظمات الشبيبة والطلائع واتحاد الطلاب الذي (تبعثن) بدوره و(تأمنن)، مثله في ذلك مثل كل المنظمات الشعبية، والحالة البعثية والتبعيثية هذه كان يعادلها دور العسكر (الجيش العقائدي) حتى فتنة أوائل الثمانينات من القرن العشرين، والهروب الشامل للبعثيين من الحزب والبلد معا، ومن ثم إعلان الكثيرين منهم ممن بقي في بيته: (التوبة عن الردة) أمام مجموعة من الشباب من الطليعة الإسلامية المقاتلة المنشقة عن الأخوان المسلمين، فكان لابد من نقلة نوعية على طريق (التسفيل) الذي سيكون عنوانه استناد الطاغية- الذي لم يرتو من الدم- على (المخابرات) على طريق (أمننة) الدولة والمجتمع، باتجاه المزيد من انحلال الدولة كمفهوم حقوقي قانوني إلى سلطة عارية غاشمة، وبداية تضييق الدوائر المجتمعية وإغلاقها على طريق اللعبة الروسية التي تبدأ توالدها الذاتي الداخلي من الحجم الأكبر الذي يلد الحجم الأصغر وهكذا دواليك… فالحزب يختصر المجتمع، والمخابرات تختصر الحزب، والطائفة تختصر المخابرات، والعائلة تختصر الطائفة، والطاغية يختصر العائلة… وهكذا دواليك على طريق (تسفيل المجتمع من خلال الإطباق الكامل على حيزاته الاجتماعية والثقافية والتعليمية والحقوقية والقانونية عبر معادلة هذه الانحلالية الخماسية: ( المجتمع: فالحزب فالمخابرات فالطائفة فالعائلة فالطاغية… ) والمآل انتشار ثقافة الخوف وتحول المجتمع إلى مملكة للرعب، واندفاع الكائن غريزيا لحماية كيانه العضوي بشراء نفسه من أنيابهم ليغدو مقبولا في مملكتهم (السادومية ) عن طريق الانضمام إلى منظومتهم القيمية من خلال (الرشوة –الوشاية –الهتافات الشعارية – الانبطاح والتذلل – الإفتداء بالروح والدم… ومن ثم الامتلاء بهم عبر المزيد من التشوه والتمسيخ والتفئير ) بل لا يقوم احتفال أهلي ( أعراس) دون الهتاف أولا لرئيس العصابة الأكبر (الحزبية والأمنية والطائفية والعائلية.. انتهاء بأفراد العصابة ذاتها من رؤساء فروع الأمن، بعد أن تقدموا في تراتبية التسفيل الوظيفي على البعث بازدياد عدائهم للمجتمع، ومزيد من الاقتراب من قمة هرم السفالة للتوحد مع (السافل الأكبر) على طريق أسفل سافلين، عندها لا يبقى من الحياة الحقوقية والقانونية والقضائية سوى “قضاء الله وقدره ” الذي عبره وحده فقط يمكن للمرء أن يفسر بعض الممارسات (القضائية) بوصفها –ربما –امتحانا إلهيا غيبيا لا يعرف سره (إلا هو)، مثل: أن يعدم طبيب بيطري، وهو (سجين) لأنه لم يتمكن من شفاء بقرة الضابط المحقق…! أو أن يبلغ الحطام البشري بكائن ذكوري ما أن يوشي تحت التعذيب بأن زوجته هي التي تعرف مكان اختباء ابنهما الملاحق أمنيا… هل يمكن للمخيلة البشرية أن تتصور فظائع من نماذج الانحطاط، يمكن أن يبلغه الكائن الإنساني إذ هو يفرغ داخله من كل لمسات إنسانيته ليملؤها بأرواحهم الشريرة، مهما انحدرت إنسانيته ترديا على طريق التوغل في التسفّل الاجتماعي والثقافي والوجداني لتمتنع السفالة ذاتها القبول في أن تكون تعبيرا عنه وتترفع أن تكون صفة له، بل لتعجز متأبية أن تكون دالا عليه كذات أو كموضوع…).
هؤلاء هم الذين يحاكمون الإثني عشر كوكبا المتحدين بنور عقولهم ظلام أفئدة محاكميهم، هؤلاء هم من يحاكمون: فداء حوراني – رياض سيف-علي العبد الله –أنور البني- أكرم البني- طلال أبودان- د. أحمد طعمة – د. رضوان البني- فائز سارة -محمد حاجي درويش-د. ياسرالعيتي- جبر الشوفي- مروان العش، وأخيرا المناضلان الكرديان محمد موسى- مشعل التمو وكل فضلاء سوريا وراء أسوار السجن وأمامه….
هل قرأتم رواية سجن مصطفى خليفة (القوقعة) عن مسخ الكائن وإلغائه؟ لا أعرف كيف نشرتها دار الآداب البيروتية وظلت -مع ذلك- طامحة لتكون دار الصمود والتصدي البعثي في بيروت، سأحدثكم عنها لاحقا…!
mr_glory@hotmail.com
النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفتهإلى السيد لؤي شرابي المتماهي مع نضال نعيسة الناطق باسم فرع أمن الدولة: من حسن الحظ الوطني لسوريا ولشعبها أن نظامها لم يستطع أن ينتصر من بين صفوفه المؤيده لرئيسه بـ99% سوى هذا المتعصب الآفاق الذي يلوم المخابرات العسكرية من موقعه في أمن الدولة كمرافق ثقافي لعلي مملوك، متسائلا : كيف نجا عبد الرزاق عيد من مخالبهم ونفدت (شواربه) من بين أيديهم التي لم توفر شاربا مهما كبر وذلك في رده في الحوار المتمدن ، وهو صاحب المقال المشهور الذين يعلن بهجته باعتقال ميشيل كيلو تحت عنوان (اللهم شماتة)… إن عتبه… قراءة المزيد ..
النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفته
ارسلت مشاركة في اطار حق الرد وارجو النشر واطلب عدم الاتنسابية في نشر التعليقات الذي لا اعتقد ان سوف يكون من المفيد في اطار العمل الاعلامي الغني والمفيد في سياق السعي لايصال رسالته ؟!!..
النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفتهالأستاذ اسامة وفي معرض الرد على السيد ” محمد ” الذي انبرى للتماهي مع كل ما اورده الدكتور عيد مندفعا اندفاعة غرائزية للأسف في ايراد ” تحليلاته ” مضيقاً مساحة المنطق لديه مورداً العديد من المغالطات في هذا السياق بدءاً من تجاهله لانغماس السيد عيد بالقذارة الطائفية مستنداً في ذلك الى كونك وغيرك لم تنتقدوه حين انتقد الفقه السني في سلسلته النقدية وكأنك به هنا في معرض الرد على انتقاد السيد عيد فقهياً وكأن السيد عيد قد كان انغماسه في ” الوسخ ” الطائفي عبر سلسلة مقالات له اصر على السباحة… قراءة المزيد ..
النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفتهلا يااستاذ أسامة …عجيب أنك قد قرأت كثيرا للدكتور عبد الرزاق عيد … ومع ذلك تتحدث محذرا له من التورط في في وسخ الطائفية …لماذا لم يكن د.عيد طائفيا عندما أصدر سلسلته النقدية عن الفقل الفقهي (السني ) التي تتحث باعجاب عنها ، ومجرد أن اقترب من العقل الطائفي (العلوي) للسلطة كممارسة انتهازية وليس للطائفة أو المذهب تهتاجون وتمتاجون …لتشككوا بالرجل الأكثر راديكالية في الفكر السوري والعربي نقدا وتأصيلا في فكره للعلاقة الضرورية بين العلمانية والديموقراطية ، وله عدد من الكتب في هذا الموضوع …رغم أن الأخوان منذ سنوات ميثاقهم لا… قراءة المزيد ..
ولكن .. حكم الاقلية حقيقة مؤلمة وضع الدكتور عيد اصبعه على الحقيقة المؤلمة .. سورية تحكمها اقلية مذعورة .. ولذلك نراها تبطش بوحشية ..ومن لا يشاهد هذه الحقيقة فانه لايرى الشمس بظهيرة الصيف ..من يسيطر على جميع اجهزة الامن ..؟ علويون .. من يحكم سورية …؟ انها اجهزة الامن ..هل توجد دولة في العالم يقبل اهلها ان تحكمها اقلية .. ؟ وليتها حكمت وحسب .. بل زورت على يد حافظ الاسد اهم وثيقة.. دستور البلاد .. وجعلتها صك ملكية لرئيس الجمهورية ..وليتها زورت وحسب بل كتبت تاريخا دمويا في مدن الاغلبية حماة وحلب وجسر الشغور وغيرها .. وحولت سجن تدمر… قراءة المزيد ..
النظام الأمني الأقلوي في سوريا يسعى للمماهاة بينه وبين طائفته بكل محبة يا دكتور: من حقي أن أعتب عليك، ليس لأنني قرأت لك كثيراً بل لأن أفكارك شكلت جزءاً من معارفي. أنت أكبر من أن “تتورط” في الوسخ الطائفي… نعم، لا أدري لماذا بدا لي إصرارك على اللاطائفية، شبيهاً بموقف البيانوي وكثير من أقطاب المعارضة ـ خاصة الإسلامية ـ الذين يتهمون النظام بالطائفية فقط لأنه ليس “سنياً” (وإذا بدك كمان متل النكتة التي تُروى عن جميل الأسد الذي لم يكن يكره سوى الطائفية والسنة!!) أبعد كل ما كتبتَ عن العلمانية، تمحور نقدك للنظام بأنه علوي!؟ (كل العبارات الملتوية التي سقتـَها… قراءة المزيد ..