السلطات السعودية تعتقل المدون الفرحان دون أسباب واضحة لأكثر من أسبوعين!

الدمام-

أدان عدد من المدونين السعوديين اعتقال زميلهم المدون فؤاد الفرحان والذي تم اعتقاله من قبل السلطات السعودية الثلاثاء 11-12-2007 دون أسباب واضحة. وقال صاحب مدونة ماشي صح لـ’شفاف الشرق الأوسط’:’ هذا الاعتقال منافي للأنظمة وللإجراءات الجزائية فحتى هذه اللحظة لم يعرف ما هي التهمة والسبب الحقيقي الذي جرى على إثره الاعتقال، وما حدث من اعتقال أصابني بالصدمة وخيبة الألم فلازالت بعض الأجهزة ومع تتطور التكنولوجيا وانتشار المعلومات تحاول تكميم الأفواه وقمع الحريات وكبتها فما حدث يشكل وصمة عار على جبين من قام بالفعل ويعود بالمملكة لسنوات إلى الوراء’،بينما اعتبر المدون أبو جوري الاعتقال:’غير مقبول وخطير’،مشيرا في ذات السياق’ إلى انه يعكس توجها مخالفا لما أحسسنا به كسعوديين في السنوات الماضية من حرص على تطوير مستوى التعامل مع حقوق الإنسان وتطوير الأنظمة القضائية والقانونية في السعودية كما إنه يتبع خطى دول قمعية تعاملت مع المدونين من خلال التحقيقات والتهديد و السجون بدل التفاعل الايجابي مع وسائل النشر الالكتروني الحديثة والتي يأتي التدوين على رأسها’.

وكان فؤاد احمد الفرحان 32 عاما قد خط رسالة نصية قبيل اعتقاله قال فيها’علمت أن هناك أمر رسمي من أحد مسئولي وزارة الداخلية للتحقيق معي و أنه سيتم اعتقالي في أي وقت خلال الأسبوعين القادمين.سبب إصدار هذا الأمر هو أنني كتبت عن المعتقلين السياسيين منذ فترة وهم يعتقدون أنني أقوم بعمل حملة دعائية للدفاع عنهم و الترويج لقضيتهم – اللي هي الإصلاح أو التغيير – في حين أن كل ما قمت به هو أنني كتبت بعض المقالات و وضعت بعض البانرات وطلبت من الإخوة المدونين أن يحذو حذوي.طلب مني هذا المصدر أن أتعاون معه و أن أكتب اعتذار. لكني لا أدري عن ماذا يريدونني أن أعتذر؟ أأعتذر عن أنني قلت أن الحكومة كاذبة في ادعاءاتها باتهام الإصلاحيين بأنهم يدعمون الإرهاب؟.طلب مني المصدر أن أتوقع الأسوأ وهو أن يتم اعتقالي لمدة 3 أيام لحين كتابة تقرير جيد عني ومن ثم يفرجوا عني. و قد لا يكون هناك اعتقال أو حتى اعتذار لكن لو طالت المدة عن 3 أيام أريد أن تصل رسالتي هذه للجميع….لا أريد أن أنسى في السجن’.

فيما قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم أنه ينبغي على السلطات السعودية أن تعلن عن أسباب اعتقال المدون السعودي الشهير فؤاد الفرحان وأسباب اختطافه من عمله منذ أسبوعين وتحديدا في العاشر من ديسمبر الحالي ، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان،مضيفة أن أجهزة الأمن السعودي قد اقتحمت مكتب فؤاد الفرحان بشركة ‘سمارت انفو’ في مدينة جدة واقتادته لجهة مجهولة دون الإفصاح عن أسباب اعتقاله أو أن تفرج عنه بعد أيام كعادتها مع المدونين السعوديين الذين باتوا أحد الداعمين للإصلاح السلمي في السعودية.

و أشار مرصد المدونين أن الجهات الرسمية تأخذ على الفرحان مناصرته لـمن سموا بـ(العشرة)، وهم الأكاديميين السعوديين العشرة الذين اعتقلوا في وقت سابق من هذا العام بتهمة تمويل الإرهاب، دون أن تثبت عليهم التهمة حتى الآن.

وأن الفرحان سبق وأن ضيق عليه من قبل جهات رسمية غير معروفة، في بداية العام الجاري (فبراير 2007)، مما أدى به إلى إقفال مدونته، والتوقف عن التدوين حتى عاد مرة أخرى في يونيو من العام نفسه.

و صرح صاحب مدونة ‘ماشي صح’ أن فؤاد ألمح له بأنه قد يستدعى للتحقيق وقد يتعرض لاعتقال، ‘ولكنه لم يوضح لي المزيد فظننت بأن الأمر قد يقتصر على مجرد التحقيق حتى فوجئت بالخبر والرسالة التي كتبها فؤاد في مدونته والتي بينت بأنه تعرض لتهديد حقيقي وواضح’،فيما أكد صاحب مدونة ‘أبو جوري’ أن التدوين السعودي أثبت خلال السنوات الماضية أنه في الغالب كان ذو حس وطني معبر عن طموح الكثير من الشباب السعودي المهتم بتغير إيجابي في البلد من أجل الحاضر و المستقبل و الأخ المدون فؤاد الفرحان من أبرز الأمثلة على كلامي السابق’.

هذا وحاولت ‘الشفاف’ الاتصال بزوجة المعتقل الفرحان إلا أنها فضلت رد الاتصال في وقت لاحق.

ويقوم عدد من زملاء المدون بدعمه من خلال إدارة مجموعة الحرية لفؤاد على الفيس بوك وعلى موقع http://ar.freefouad.com/ .

‘قضية فؤاد هي قضيتي لأنني مدون يريد أن يستمر في الكتابة بكل حرية و شفافية معبراً عن أحلامي و أمالي على المستويين الشخصي و الوطني’يقول أبو جوري.

و أحمد فؤاد الفرحان 32 عاما وهو أب لطفلين ‘رغد وخطاب’ ويعمل مدير في شركة سمارت انفو في جده التي قامت بمشاريع كثيرة من بينها تطوير موقع صحيفة عكاظ السعودية،وهو حاصل على ماجستير علوم حاسب من الولايات المتحدة، وقام بكتابة عدد من المقالات التي تصب قي قضايا المشاركة في الشأن العام واعتقال أصحاب الرأي.

http://www.alfarhan.org/.