هل العقيد القذّافي من “الأشراف” وهل ليبيا دولة دينية؟

بمناسبة ليلة القدر، القى العقيد معمر القذافي كلمة في مجموعة تم وصفها في الاعلام الرسمي بأنهم “فعاليات أبناء وأحفاد الأشراف المرابطين من جميع أودية فزان وسهولها من وادي الشاطئ ووادي الحياة وأودية مرزق وسبها وغات”.

وفي هذه الرائعة الجديدة، يستخدم العقيد تعبير “أجدادنا الأشراف”، ويقول أن الخلافة حق من حقوق أهل البيت وحدهم وأنه اغتُصِبَ منهم! فهل يعني ذلك أن العقيد من الأشراف؟
إلا إذا كان من الغاصبين! وهل ليبيا دولة دينية أم دولة
علمانية، حسب تعريفات آية الله معمر القذّافي؟

ما المقصود بهذا الكلام عن “التشيّع”، على المستوى “الأرضي”؟ أي على مستوى الحرتقة السياسية التي يجيدها العقيد؟ هل يسعى القذّافي لاستقطاب جماعات الأشراف في السعودية واليمن والسودان مثلاً للحرتقة على أنظمتها؟ وماذا يغيّر كلام العقيد في موقف شيعة لبنان القاطع من ليبيا القذّافي؟

وبالمناسبة، معاوية بن أبي سفيان العظيم كان كاتب وحي الرسول، وهو مؤسّس أول “دولة” في تاريخ العرب! وقد توسّعت الدولة التي أسّسها معاوية لتصبح إمبراطورية عظمى. وهذا أكثر بكثير مما حقّقه حكامنا المعاصرون، خصوصاً منهم من ينصبون أنفسهم “مؤرّخين” في سهرات رمضان!

“الشفّاف”

**

مقاطع من الروائع:

.. الأشراف جماعة مباركة ومقدسة ولكنها تعرضت للاضطهاد

والتشريد على يد الحكام المتسلطين والدنيويين الذين يريدون الدنيا ولايريدون الآخرة وقد أساؤوا إلى هذه الجماعة إساءات بالغة من عهد الدولة الأموية إلى العباسية إلى بقية العائلات التي حكمت في العالم الاسلامي والوطن العربي لأنها تريد أن تحكم فأبعدت الأشراف .

لأن إذا كنا نحكم بالدين لا يجوز أن يحكم أحد المسلمين ما لم يكن هو من آل البيت وهذه حجة قوية في الفقه الإسلامي والتاريخ الإسلامي والتطبيق العملي الإسلامي أيضا.

كان الحق هو والشرعية لـ “آل البيت” في أن يكونوا هم الإئمة وأن يكونوا هم الخلفاء ويعتبر ماعدا ذلك هو اغتصاب للخلافة من آل البيت وتعدي على حق شرعي وإلهي.. هذا فقه يؤمن به أهل الفقه والحجة من هناك تأكد أن آل البيت لا يتقدم عليهم أحد في الإمامة أو في خلافة المسلمين.

لكن هناك جماعات أخرى .عائلات أخرى تتطلع إلى أن تحكم هي المسلمين طبعا لأسباب دنيوية وعليه تريد أن تبعد هذه الحجة ومن هنا كان لا بد من أنهم يقضوا على الاشراف ويبعدوهم ويشتتوهم لكي يصبح المسرح السياسي خاليا حتى يتولى هؤلاء المعتدون أمر المسلمين.

هذا الذي حصل من عهد الدولة الأموية والعباسية ووصلت إلى غاية الاتراك والعثمانيين حتى أصبح خليفة المسلمين واحد ليس عربيا أصلا ناهيك عن أن يكون من آل البيت وحتى اللغة العربية لا يعرفها..ويعتقد أن الخليفة العثماني ربما لم يكن يصوم ولا يصلي لأنه حتى اللغة العربية لا يعرفها وهو آت ليحكم هذه الرقعة من العالم الذي اسمه العالم الإسلامي أو العربي
يعني الأمور وصلت إلى هذه الدرجة وهذا كله بسبب غياب صاحب الحق الشرعي وهو الأشراف .

وقد أضطهد الأشراف ونكل بهم في الجزيرة العربية وفي الشام وفي كل مكان حتى أصبح أحد منهم لايستطيع أن يقول أنا شريف وهذا الذي أدى إلى أن أجدادنا قد جاؤوا من تلك البقاع إلى شمال افريقيا وحتى وصلوا إلى الاندلس .

وفي كل مرة يحاولون أن يرجعوا من الغرب إلى الشرق من شمال افريقيا إلى الوطن المكان الذي طردوا منه وبعضهم تمكن وبعضهم لم يتمكن .

فأجدادنا الأشراف وهذه العائلات الشريفة الموجودة الان في ليبيا وفي شمال افريقيا كلها وجدت بسبب الاضطهاد الذي تعرض له الأشراف في المشرق العربي وبعضهم من تخفى أي أنكر اسمه وحتى نسبه حفاظاً على حياته وهذا اليوم سبب غموض كثير من مسائل النسب للأشراف .
الآن فقط بدأ الاشراف يعيدون تنظيم أنفسهم ويلتقون ويعملون ملتقيات ويعملون منابر في شبكة المعلومات الدولية “الانترنت” وما إليه .. وبدأت هناك تجمعات ومؤتمرات وتحركات في كل مكان للاشراف حتى يأخدوا حقهم ويعيشوا مرفوعي الرأس وأحرارا فوق الأرض وتحت الشمس .

الفترة الوحيدة التي إنتصر فيها الأشراف هو عندما قامت الدولة الفاطمية في شمال افريقيا .

الآن الذين لا يفهمون التاريخ والجهلة يقولون إن الشيعة هم الفرس وهذا غير صحيح وكأن الشيعة ضد العرب أو أن السنة هي العرب أو أن السنة ضد الشيعة وهذه مغالطات تاريخية تدعو للأسف .
إذا كان الفرس مثلا تعصبوا أو انحازوا وتشيعوا لعلي وأبنائه .. هذا شئ عظيم نشكرهم عليه أنهم أصبحوا شيعة آل البيت وهذا شئ جميل

لكن أن شيعة آل البيت هم الذين ليسوا عربا والذين ضد آل البيت هم العرب .. هذه مغالطة غير منطقية إطلاقاً لأن أولا كل المسلمين هم متحيزون لآل البيت .. كلهم منحازون لآل البيت وكلهم متشيعون لآل البيت .

وعندما تحصل مقارنة بين علي ومعاوية فإن كل المسلمين يكونون مع علي .. ولما تحصل مقارنة بين أبناء معاوية وأبناء علي فإن المسلمين كلهم ينحازون للحسن والحسين وأبناء علي .. ولما نقارن بين هند أم معاوية التي أكلت كبد حمزة سيد الشهداء وبين فاطمة الزهراء فإن كل المسلمين ينحازون لفاطمة الزهراء بكل تأكيد .
من منا يؤيد أباسفيان الذي كان أشد أعداء الرسول والذي أجبر على الاسلام وهو من الطلقاء وغلب على أمره حتى يعلن أنه مسلم ربما للتقية لكن المسلمين منحازين لـ “آل البيت” .. بعد الرسول انحازوا لعلي ولأبناء علي ولفاطمة .

وإذا هناك صراع على السلطة أي من يحكم المسلمين أو من يؤم المسلمين ليس هناك أحد من المسلمين ينحاز إلى ابي سفيان وذريته معاوية وأولاد معاوية وذرية هند عدوة الرسول آكلة كبد حمزة .

فحتى لو أن هناك صراعا على السلطة فإن المسلمين ينحازون إلى آل البيت وهذا هو السبب الذي جعل من يريد أن يحكم في الامة الاسلامية أنه ينكل بالأشراف ويضطهدهم ويطمس تاريخهم ويجبرهم على التخفي وأن ينكروا أسماءهم حتى لايتم التجمع حولهم إلا الذي تجرأ وفرٌ من المشرق إلى المغرب.

المهدي الذي يعتقد أنه من سلاسة فاطمة الزهراء واستطاع أن يكسب الناس في شمال افريقيا ويقدم لهم نفسه سرا وبعد ذلك علنا حتى لما تأكدت الناس أنه من ذرية فاطمة الزهراء التفت حوله مجاميع هائلة من سكان شمال افريقيا المسلمين وتركوا كل الحكومات التي كانت موجودة من الأغالبة والزيديين وغيرهم من الحكومات والحكام المحليين الذين كانوا موجودين في شمال افريقيا وفي الأندلس
الناس تركتهم وانفضت عنهم وانضموا للداعية الفاطمي بعد أن قال لهم إنه من ذرية فاطمة رغم الخلاف الذي حول هذا بالنسبة للمؤرخين لكن نحن يهمنا أن الناس لمن ينحازو لمن يتشيعوا.. يتشيعوا للذي قال لهم أنا من ذرية فاطمة أما كونه هو من ذرية فاطمة أو غير ذرية فاطمة فهذا شيء ثاني لكن الناس تشيعوا لفاطمة الزهراء على أية حال لـ “آل البيت”.

أول مرة تقام دولة باسم آل البيت في شمال افريقيا هي الدولة الفاطمية التي استمرت قرابة 260 سنة وكانت عاصمتها المهدية في تونس ثم بعد أن قويت إنتقلت بعد ذلك إلى مصر وبنت القاهرة.

الدولة الفاطمية هي التي بنت القاهرة .. بناها المعز لدين الله الفاطمي وهي التي بنت الأزهر فالقاهرة لم تكن موجودة .. كان الفسطاط الخيمة التي بناها عمرو بن العاص أو كانت موجودة من قبله تسمى الفسطاط أي الخيمة لكن الدولة الفاطمية هي التي بنت القاهرة الموجودة الآن.

أي أن هذه القاهرة قاهرة الفاطميين.. هي التي بناها الفاطميون والأزهر منسوب إلى فاطمة الزهراء ولهذا فإن إسمه الأزهر والذي يتخرج من هناك يسمى الأزهري.. والأزهري عندنا كثير منا ملقب بهذا اللقب لأنه درس في الازهر.

كل الأزهريين مفروض أنهم يكونون من دعاة الدولة الفاطمية أو جند الدولة الفاطمية لأن الأزهر هو الأزهر الشريف يعني فاطمة الزهراء.

وقد أصبحت القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية وإمتدت إلى الشام وإلى أطراف الجزيرة العربية ودامت تلك المدة التي ذكرتها لكم وهي قرابة 260سنة.

كانت دولة شيعية متشيعة لآل البيت متشيعة لأبناء فاطمة الحسن والحسين ولعلي وللنبي.

انظر المغالطة التاريخية الموجودة الآن عندما يقولون والله الشيعة هم الفرس ونحن العرب سنة.

طيب إذا كان الفرس مسلمين فهم سنة لأنهم يطبقون سْنة النبي.. السنة تعني الذي يطبق سنة النبي هل هناك مسلم لا يطبق سنة النبي .. هذا ليس مسلما لا نقول له شيعي أو سني.. هذا ليس مسلما خالصا .. خارج الدين الاسلامي لكن إذا كان مسلم هو يكون سنيا .
إذن ليس هناك مسلم ليس سنيا .

ثم إن كلمة الشيعة هي التشيع لعلي ولفاطمة الزهراء وللحسن والحسين ولآل البيت .

كلنا مسلمون ومتشيعون لـ “آل البيت” .. إذن كل المسلمين شيعة .
ولو نعمل استفتاء من اندونيسيا إلى مراكش الآن الناس كلها تعطى أصواتها لـ ” آل البيت” ولعلي ولفاطمة الزهراء وللحسن والحسين ويقولون نحن معهم .. إذن هؤلاء كلهم شيعة .

المسلمون هم كلهم شيعة على أو شيعة آل البيت وفي نفس الوقت هم كلهم سنة لأن السْنة تعني تطبيق سنة النبي .

فهذه المغالطة الحاصلة الآن أن العرب سْنة والفرس شيعة .. هذا غلط كبير .

كيف شيعة !؟
الدولة الشيعية هي التي اقامها العرب في شمال افريقيا .
القاهرة هي أكبر عاصمة عربية وأكبر مدينة عربية الآن ومصر أكبر دولة عربية .. هذه هي قلب الدولة الفاطمية الشيعية .
والثقافة الموجودة الآن عندنا في شمال افريقيا وفي مصر إلى غاية مراكش ولبنان وفي افريقيا كلها ثقافة الدولة الفاطمية .. ثقافة الدولة الشيعية .

الاحتفال يوم عاشوراء أو الحزن يوم عاشوراء أو التقاليد التي نعمل فيها هذه كلها والأناشيد هذه التي عن علي وما إليه .. وفاطمة جابت علي وفاطمة أم علي .. والقنديل الذي تعملوا فيه هذا وهذه الاشياء كلها والهريسة وغيرها هذه كلها عادات شيعية وثقافة شيعية .

والحزن يوم عاشوراء لأن يوم عشرة محرم قتل الحسين فنحن كلنا نحزن في ذلك اليوم على مقتل الحسين .. سبط الرسول تم التجرؤ عليه وقتله .. هذه يد آثمة التي قتلت سبط الرسول ومثٌلت بجسده وقطعت رأسه .. جريمة بشعة من أجل السلطة لأن آل البيت هم أحق بالإمامة وبالسلطة وهناك الطرف الآخر يزاحمهم وينافسهم في هذا ظلما وعدوانا .

فالهوية الموجودة في شمال افريقيا هي الهوية الفاطمية والثقافة الموجودة في شمال أفريقيا هي الثقافة الشيعية .

إذا كان هم يريدون أن يحاربوا الشيعة لا يحاربوا ايران .. ليأتوا يحاربوننا نحن هنا .. نحن هم الشيعة .. فالدولة الشيعية أقامها العرب ولم يقمها الفرس .

كون أن الفرس تشيعوا لعلي أو تشيعوا لنا نحن نشكرهم على هذا .
إذا كانوا يريدون أن يحاربوا إيران هذا شيء آخر .. لا يستغلوا الشيعة والسْنة والدين ويلعبوا على عواطف الناس والمغالطات التاريخية هذه المفضوحة التي يقولون فيها والله السْنة تحارب الشيعة لأن الشيعة إيران ولأن إيران تريد أن تستعمر .

إذا كان إيران وعرب هذا شيء ثان.. فرس وعرب.. قومية فارسية .

قومية عربية ضد بعضهم ويريدون أن يحاربوا بعض .. هذا موضوع آخر .

هل العرب عندهم مطامع أوالفرس عندهم مطامع مع الآخر هذا أيضا هو شيء آخر .. هذا موضوع سياسي وموضوع حربي

أما أن يْزج بالدين الإسلامي ويقال أننا نحن ضد الفرس لأنهم شيعة .. لماذا ضدهم إذا كانوا شيعة .. ما معنى الشيعة معناها التشيع لآل البيت .. خلاص .. المتشيع لآل البيت هذا حبيبنا.. هذا معنا يناصرنا .. هذا من أنصارنا .. البرتيزان ” متاعنا ” شكرا له وأن المسلمين تعني سنة .. العرب سنة .. يعني ليسوا شيعة معناه هم ضد آل البيت .. كيف يكون عربيا ومسلما وهو ضد آل البيت ! .
نحن على أي حال الاشراف الآن الحمد لله استطعنا أن نجتمع ونعلن أننا أشراف وهذا كان مطموسا في الماضي..وهذه بداية .. بداية بروز الأشراف من جديد وأن يأخذوا مكانهم ويأخذوا استحقاقاتهم في الإمامة وفي الوراثة وفي الحكم في كل شيء .

وإذا كان نريد أن نحتكم للإسلام خلاص تكون الولاية لآل البيت للشيعة آل البيت ..نتشيع معهم .. مع من يناصرهم .. فكلمة تشيع يعني ناصر أوأيد وآزر .

أما إذا كان الحكم ليس بالإسلام فهذه حاجة ثانية.. فالذي يعلن يقول أنه علماني أنه فاصل الدولة عن الدين وليس له علاقة بالاسلام في هذه الحالة يجعلها بالانتخابات ويجعلها بالاكفأ وبالأجدر وما إلى ذلك ..

ويمكن حتى أجنبي يحكمك .. لكن لأن المصلحة الاقتصادية أو الإدارية تتطلب ذلك .

أما أن نزج بالإسلام في الحكم في هذه الحالة فإن الذي ليس من آل البيت لا يحق له الحكم إطلاقا .

أما أن تقول أنك ستحكم بالإسلام بالقرآن وأنت لست من آل البيت فلا يحق لك .. قل أنه ليس لك علاقة بالدين وأنك فاصل الدين عن الدولة .. أنك علماني .

وفي هذه الحالة نقول لك أن عندك حق احكم بقوة سيفك أو احكم بأموالك أو احكم بجبروتك .. تؤيدك الناس لأنك أنت كفؤ لتسيير الأمور الاقتصادية والسياسية وإلخ لا تتكلم عن الدين ..لا تضع الدين في الدولة .

أما إذا كنت ستقول إن الدولة دينية والحكم بقرآننا أو بالشريعة الاسلامية ونحن مسلمون فإن ليس لك الحق أنت الذي لست من آل البيت .

نحن ننتهز هذه المناسبات المباركة ليس هنا فقط بل في كثير من بقاع العالم الإسلامي لحشد قوى الأشراف واستنهاض هممهم وأن يأخذوا بحقهم .).