سئل الكاتب لدى طرح موضوعه للسؤال التقليدي الذي يخاف كل مسلم ان يطرحه على نفسه، هل تريد ان تحلّل الخمر؟ سنذكر في ما يلي ما اراد علي المقري، مؤلف كتاب “الخمر والنبيذ في الاسلام”، التوصل اليه، في المقالات المجموعة فيه، والتي نشر بعضها في ملحق “الجمهورية الثقافية” الذي يصدر أسبوعيا عن صحيفة الجمهورية في تعز باليمن.
أراد المقري تناول موضوع الخمر والنبيذ ضمن موضوعات تبرز جوانب “التعدد في المرجعية الفكرية الاسلامية” الذي لا يقتصر على نص او حال”او موضوع انما يتناولها جميعا، ومن ضمنها موضوع الخمر، لذلك يقول: “اردت من خلال ايراد بعض المغيّب عنوة عن نصوص المرجعية الاسلامية أن ابرهن وجود تعددّ في وجهات هذه النصوص، وتعددّ آخر في تفسيرها وتأويلها وشرحها، يصل احيانا الى حد التناقض الذي يتيح امكان القول ان الشيء ذاته حلال بمعيار وجهة ما، وحرام بمعيار وجهة اخرى.
ويشير الى اختلاف الفقهاء والائمة على بعض المسائل ومنها ما يتعلق بكتاب القرآن وسنّة النبي، من ذلك من يقول بوجوب نسخ احكام آية في القرآن بأحكام آية اخرى جاءت بعدها تبعا للنص القرآني “ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها” (سورة البقرة 106) لكن البعض الآخر يرفض فكرة النسخ ويعتبر ان كل آيات القرآن ملزمة. فضلا عن قول البعض بالتفسير الظاهر رافضا التأويل، فيما يقول البعض الآخر بالتأويل، وفيما يعتمد آخرون على التفسير الباطني، ويقول المقري “قبل هؤلاء جميعاً ومنذ اكثر من ثلاثة عشر قرناً كان الصحابي عبدالله بن مسعود الموصوف بزهده وبعلمه بالقرآن قد انكر صحة المصحف المتداول من اصله والذي جمع ايام الخليفة عثمان بن عفان، متهما هذا الاخير بحذف بعض الآيات التي تخالف وجهته ومصالحه”، وكذلك الاختلاف على السنّة النبوية ومدى الزاميتها بوجود احكام القرآن او بدونها، حتى “اعتقد آخرون بعدم اتباع احكام السنة للاختلاف في تدوينها والشك في صحة مراجعها .
كما اختلف رواة الاحاديث النبوية الى حدّ التناقض وعرف الناس احاديث مؤلفة من مذهب او فرقة ضد مذهب او فرقة اخرى معادية لها، الى جانب احاديث اخرى مناقضة لها، كما حدث في احاديث الذم والمدح لبني امية والشيعة والخوارج. يضاف الى ذلك تعدد المذاهب والفرق كما تعددت النصوص .
اذا، اراد المقري ان يحفز الدارسين على العودة الى قراءة التراث الاسلامي بتعدده “ومن ثم الخروج من الذهنية المنغلقة على قشور ثقافة الماضي الاحادية الى ذهنية ابتكارية تعددية لا تقبل اي حدود فكرية.
اما لماذا البحث في مسألة الخمر، فلأن الخمر كمشروب يوصل الى السكر وقد يغيّب السكران عن ازماته الاجتماعية والنفسية، لكن الخمر كمسألة ثقافية “ظل يمثل في جانب من موقعه في الثقافة فعلا تصادمياً حديثاً ضدّ ثقافة الخنوع والاتكالية وذهنية الاتباع والتحريم”.
الخمر والنبيذ
الخمر هو ما أسكر من عصير العنب لأنها خامرت العقل، وقال ابو حنيفة انها قد تكون من الحبوب، وبعض العرب يسمي العنب خمراً، لانها منه. وقال ابن الاعرابي: سميت خمرا لانها تركت فاختمرت واختمارها تغير ريحها. وللخمر الوان واسماء عديدة نجدها في القواميس والقصائد وكتب الأدب والتراث. وللاختصار نقول ان شاربها يعبر في ثلاث مراحل هي: نشوان، ثمل، سكران.
اما النبيذ فأصله “طرح ما لا يعتد به” وفق “تاج العروس” وهو “ما نبذ من عصير ونحوه… وسمي نبيذا لان من يتخذه يأخذ تمرا او زبيباً فينبذه في وعاء او سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً… وهو ما يعمل من الاشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك”. وفق “لسان العرب.
ثم يعرض دور الخمر في العصور القديمة منذ نوح وقصته مع ابليس، وقصة لوط مع ابنتيه، فضلا عن اسسها في الميتولوجيا الاغريقية والرومانية وعند الانباط وفي بلاد ما بين النهرين حتى بروز المسيحية، وكانت اولى عجائب المسيح تحويله الماء نبيذاً في عرس قانا الجليل.
وهكذا كانت الخمر شراب اهل شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام، تفننوا في صنعها وشربها والتغني بها، وعصروها في اليمن والحجاز وتهامة والطائف ويثرب ومكة ووادي القرى وغيرها من العنب والتمر والشعير والذرة والعسل..
وفيما اشتهر من لم يشربها، فضلا عن الاحناف، عثمان بن عفان بن هشام وورقة بن نوفل وامية بن ابي الصلت وغيرهم اشتهر ايضا من شربها حتى الموت كعمرو بن كلثوم التغلبي احد شعراء المعلقات والبرج بن مسهر الطائي وزهير بن جناب بن هبل الكلبي وابي براء عامر بن مالك بن جعفر، وعبد يغوث الحارثي اليماني.
الخمر في القرآن والاسلام
لم يحدد النبي محمد في بداية نشر الاسلام موقفه من شرب الخمر “ففي الطور المكي الذي دام ثلاث عشرة سنة كان المسلمون يشربون كالمشركين واستمروا على ذلك بعد الهجرة سنوات تمتد بين الثلاث والثماني تبعاً لاختلاف الروايات.
وظل المسلمون المعتادون على شرب الخمر قبل الاسلام يشربونها ويتاجرون بها بعده ويصطحبونها في غزواتهم ومعاركم، كما تورد كتب السير والمصادر، كما ان القرآن مدح في البداية مصادر الخمر “ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً ان في ذلك لآية لقوم يعقلون” (النحل الآية 67) كذلك أغرى القرآن المؤمنين بشراب خاص في الجنة. وبعدما سأل المسلمون النبي في المدينة المنورة عن الخمر جاءت الآية “يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس.. واثمهما اكبر من نفعهما” (البقرة، الآية 219) فكانت هذه الآية، بياناً لنفع الخمر وضررها ولم تتضمّن اي حكم آخر. لهذا ترك الخمر قوم وشربها قوم. ثم حدث ان شرب جماعة من الصحابة عند عبد الرحمن بن عوف حتى ادركتهم الصلاة فأمهم احد الصحابة فقرأ “قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون” فحذف “لا”، فنهاهم القرآن عن الصلاة في حال السكر “يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون” (النساء – الآية 43) وتعامل المسلمون مع هذه الآية كسابقاتها فترك الخمر بعضهم وشربها البعض الآخر في غير اوقات الصلاة.
وكادت احداث بعد هذه الآية ناجمة عن السكر ان تؤدي الى متاعب سياسية كما ناح احد المسلمين على قتلى بدر، والعراك بين الأوس والخزرج الذي كاد يثير فتنة، وخلاف سعد بن ابي وقاص والانصار، هذه الوقائع وغيرها ادت الى قلق النبي ودفعت قادة المسلمين الى التفكير في ايجاد حلّ. فجاءت الآيتان اللتان تدعوان الى اجتناب شرب الخمر “يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون” (المائدة– الآيتان 90 و91).
ورأى بعض الفقهاء ان ما جاء في الآيتين دليل على تحريم الاسلام للخمر، غير ان مفهوم التحريم، كما يقول الباحث هادي العلوي، “لا يبدو مكتملاً بحسب نص الآيتين ويمكن ان يفهم قوله “فاجتنبوه لعلكم تفلحون” على انه تحبيذ للامتناع عن شرب الخمر روعيت فيه الاعتبارات الشخصية للفرد. والمحرمات في القرآن ان تكون جازمة اذا اقترنت باحدى حالين: ان ينطق بلفظ التحريم صراحة كما في تحريم الدم والخنزير والميتة وزواج المحارم او ان يتضمن الفعل المحرّم عقوبة على مرتكبه، كما في عقوبة الزاني والسارق والقاتل، ولا يخلو ذلك من دلالة، لا سيما في ضوء السياق المتدرج الذي انتهى الى الأمر باجتناب الشرب مما يدل في ذاته الى التردد في التحريم.
وهناك آراء تختلف تماماً مع ما يقوله العلوي بل ان اصحابها يرفضون فكرة التردد هذه ويأتون بتأويلات وتفسيرات يرون فيها امر الاجتناب اشد من التحريم، فيما تضيف المصادر مؤكدة ان النبي لم يحدّ شارب الخمر، وقد شربها الجم الغفير في زمانه بعد نزول الآية التي تدعو الى الاجتناب.
والأهم مجيء آية تقول “ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناج فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا” (المائدة – 93) ثم آية ثانية، تقول “قل لا اجد في ما اوحي اليّ محرماً على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دماً مسفوحاً او لحم خنزير” (الأنعام – 145) وهي من أواخر الآيات التي جاءت في القرآن، مما يفيد بأن تسامحاً قد حصل بالنسبة الى الموقف من الخمر بعد الآية التي دعت الى اجتنابه او ان ظروفاً اجتماعية وسياسية خاصة بحياة المسلمين وعلاقتهم بغيرهم من اليهود والمسيحيين ادّت الى عدم التشديد في الدعوة الى اجتناب الخمر بل وعدم ادراجه بين الاطعمة المحرمة التي وردت في هذه الآية.
ورغم ان معظم الفقهاء والمفسرين لم يهتموا او يأخذوا بنصوص الآيتين الاخيرتين، الا انهم كانوا طرفاً في الاختلاف في تفسير الآية التي تدعو الى اجتناب شرب الخمر أو آية التحريم. يقول ابن قتيبة الدينوري في هذا الشأن “ان شيئاً وقع فيه الاختلاف في ذلك العصر بين اولئك الأئمة لحري ان يشكل على من بعدهم وتختلف فيه آراؤهم ويكثر فيه تنازعهم.
وروي عن النبي قوله “كل مسكر حرام” فشرحه الصحابي ابن عباس بالقول “ان شرب احدكم تسعة اقداح فلم يسكر فهو حلال وان شرب العاشر فسكر فهو حرام.
ورغم الاختلاف على وصف الخمر في النص القرآني فان الغالبية حددتها “على اشتراط مقومين هما: الغليان او الفوران والاشتداد والمقصود بالأخير قوى المشروب التي تجعله شديد الاسكار” او “هو ما غلي من عصير العنب من غير ان تمسه النار.
وقد كرّس بعض الفقهاء جهوده لمحاربة شرب الخمر لاسباب شخصية او اجتماعية او سياسية، لكن هناك من بقي يشرب الخمر، منهم الولاة ايام عمر بن الخطاب قدامة بن مظهون والي البحرين والنعمان علي بن نضلة والي ميسان. والوليد بن عقبة (اخو عثمان بن عفان لأمه) وكان والياً في عهد اخيه على الكوفة، فصلى بالناس وهو سكران، فزاد في الصلاة، ثم قال لهم ان شئتم زدتكم.
وشرب الخمر محمد بن ابي بكر الصديق ومحمد بن ابي حذيفة وابناء عمر بن الخطاب الثلاثة: عبدالله وعصام وعبد الرحمن الذي حدّه ابوه في الشراب حتى مات. وقد ازدهرت صناعة الخمر والنبيذ وتطورت تجارتها على ما كانت عليه قبل الاسلام. واستقطر الكيميائيون في العصور الاسلامية مادة كالخمر سميت “الغول” (قد تكون تحولت في الاجنبية كحول alcohol) ومذهب ابي حنيفة في هذه المسألة “امثل من مذاهب سائر الفقهاء من شتى الفرق والمدارس، فالخمر حرام لكن شاربها لا يعاقب الا اذا سكر. والسكر درجة لاحقة لدرجة النشوة التي تجلب السرور والانبساط للشارب دون ان تذهب بعقله. وهذه الدرجة هي التي سماها العرب (ليلى) قبل ان يسموا بها بناتهم.
والمسؤولية تقع على الشارب الذي عليه ان يحسب حساب الآخرة فاذا تجاوز الشرب الى ذهاب العقل فهو يدخل في العلاقة مع الغير وعندئذ يتدخل القانون لكبح العواقب التي تترتب على الافراط في السكر، كما هي الحال في كل الدول التي تحرص على حرية المرء وعلى حقوق الآخرين في آن فتضبط السكارى وليس الشاربين.
واذا كان القرآن لم يتضمن عقوبة على شرب الخمر، فان مصادر الحديث والسيرة لم تورد “وقائع موثقة يستفاد منها تشريع عقوبة لشارب الخمر في زمان النبي” فالرسول لم يحدّ شاربي الخمر وقد شربها الكثيرون في زمانه بعد نزول آية التحريم. وهكذا قال ابن عباس ان النبي “لم يؤقت في الخمر حداً” وقال علي بن ابي طالب في هذا الشأن ان الرسول “لم يسنن فيه شيئا، انما هو شيء قلناه نحن” ويؤكد ابن حزم امام مذهب الظاهرية عدم اقامة النبي الحدّ في شرب الخمر، معتبراً ذلك مخالفة للقرآن والسنة ولو كان بالاجماع.
النبيذ في الاسلام
مسألة شرب النبيذ لم تشهد جدلاً واسعاً عند الفقهاء كمسألة الخمر، ويرجع ذلك الى نصوص تشير الى شرب النبي محمد النبيذ، كذلك اصحابه والخلفاء واوساط الفقهاء
وروي في السنن ان النبي “كان ينبذ له في سقاء فاذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة، وهو اناء صغير يشرب فيه ويتوضأ منه”، وفي حديث آخر ان النبي استسقى فقال رجل من القوم: الا نسقيك نبيذاً؟ قال: بلى
وروي قول عائشة عن المادة التي تصنع منها النبيذ: كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في اناء فأمرسه ثم اسقيه النبي” وفي هذا القول “حجة لمن رأى الانتباذ بالخليطين” ومخالفة للرواية التي تقول ان النبي “نهى ان ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً
وروى عبدالله بن مسعود ان النبي شرب في آخر حجة له الى مكة من سقاية العباس فوجده شديداً فقطب بين عينيه، ودعا بدلو من ماء زمزم فصبّ عليه، وقال: اذا كان هكذا، فأكسروه بالماء
وقد نسخ النبي “بشربه الصُّلب في حجة الوداع، ما كان قبله. والدليل على ذلك انه كان نهى وفد عبد القيس عن شرب المسكر، ثم وفدوا عليه بعد ذلك، فرآهم مصفرة الوانهم سيئة حالهم، فسألهم عن قصتهم فأعلموه، انهم كان لهم شراب فيه قوام ابدانهم فمنعهم منه. فأذن لهم في شربه
ونقل عن ابي هريرة ان عمر بن الخطاب شرب في جفنة لناس من اهل الطائف، فلما ذاقه قطب وقال: اذا اشتد منه فاكسروه بالماء، ثم قال: ان نبيذ الطائف له عرام (شدة وقسوة) ثم شربه، وعن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب حين طعن فجاءه الطبيب فقال: اي الشراب احب اليك؟ قال: النبيذ، فأتى بالنبيذ، فشربه، فخرج من احدى طعنتيه
وفي المغني لابن قدامة وهو حنبلي ان احمد بن حنبل سئل عن شرب الطلاء وهو ما طبخ من العصير فتبخر ثلثاه او اقل فقال: لابأس به فردوا عليه: انه مسكر، فقال: لا يسكر ولو كان يسكر ما أحله عمر بن الخطاب
وتبعاً لاباحة النبيذ ينفرد ابو حنيفة برأيه الذي يجيز فيه للمسلمين ان يتاجروا بالنبيذ فهو عنده “من الاموال المضمونة لهم حيث يحق لهم طلب التعويض ممن يتلفه (اذا كان من القائلين بحرمته ويعني هذا انه اذا تعرض مسلم قائل بالتحريم لمسلم قائل بالاباحة ولديه نبيذ يبيعه فأتلفه الاول جاز للثاني ان يقاضيه ويطالبه بالتعويض) وهذا الحكم يشمل غير المسلمين في الخمور والأنبذة معا، لانهم غير مطالبين بالامتناع عن الخمر لذلك يعتبر من اموالهم المضمونة
وقد خالفه في هذا الرأي بقية الفقهاء الذين يرون انه “يجوز لغير المسلمين فقط المتاجرة بالخمر والنبيذ بشرط عدم المجاهرة بهما,.
وكان ابو حنيفة يرى ان شرب النبيذ من السنّة لذا يبيح شرب الانبذة دون تقييد للمقادير ويجوز عنده التوضؤ بها عند عدم الماء، لان النبيذ طاهر.
التداوي بالخمر والنبيذ
ورد في “موسوعة الفقه الاسلامي” ان “الاضطرار الى الخمر، اما ان يكون للتداوي بها واما للعطش الشديد عند فقد الماء واما لازالة الغصة. وعند مذهب الحنفية يجوز للعليل شرب الخمر للتداوي كما رخص للعطشان شربها.
ويتفق فقهاء المذهبين المالكية والشافعية في توفيقهم بين تحريم الخمر للتداوي والجوع والعطش وبين جواز استعمالها للضرورة كاساغة الغصة “لان اساغة الغصة بالخمر واجبة اذا خاف على نفسه الهلاك ولم يجد غيرها .
اما في مذهب الحنابلة فلا يجوز عندهم “شرب المسكر لعطش ولا للذة ولا لتداو” ونص ابن حزم على اباحة الخمر للعلاج وللعطش وفي الاكراه. وقد استدل على نفي الحدّ عمن شربها للعلاج ونحوه بقوله تعالى “وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم الاّ ما اضطررتم اليه”. ويكفي ان نرى الخلاف بين المذاهب كي نطرح علامة استفهام حول التطرف في المنع والحد والاقتصاص، فما جدواه؟ وهذا يجعل مسوغاً البحث في التعليل العقلي ضرورة اعتماد التسامح والتساهل بدلاً من التشدد والتطرف.
وقد استخدم المسلمون الخمر دواء فاشتملت دساتير الادوية الاسلامية على وصفات مأخوذة من الخمر، وتحدث اطباؤهم عن منافع الشرب المعتدل واضرار الافراط ولم يفرقوا بين الخمر والنبيذ، واعتمدوا لذلك كلمة “الشراب” وتشابهت آراؤهم في فوائده، ولمن يريد الاستزادة في منافع الخمر للجسم فليراجع الطبيب والفيلسوف الرازي.
وعرض المقري لفوائد الخمر وتأثيره في الأكل والجماع، وروى خبريات عن ذلك، واستكملها بروايات عديدة واخبار طريفة عن الخمر والمجون في العصرين الاموي والعباسي وقد شملا معظم الخلفاء
•* الخمر والنبيذ في الإسلام، علي المقري، 140 صفحة، رياض الريس للكتب والنشر.
عن (النهار) بيروت
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟
كل التحية للمؤلف الراائع الأستاذ علي المقري على هذا الكتاب الجريء وسأبحث عنه من اليوم لأقرأه. وهو يدل على مكانة الفكر الحديث وتقدميته في اليمن الذي عرفنا بباحث بهذا المستوى الكبير
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟
إن ما قالته السيدة/ أو الآنسة نجوى لست أدري, يثلج الصدور فنادرا ما نجد بين نسائنا من يمتلك هذا القدر من الثقافة والجرأة في التحليل والقدرة على الصياغة بهكذا إتقان .
أريد أن أقول ماشاء الله عليك والله يحرسك لشبابك .
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟ قال الفيلسوف نيتشه في كتابه “هكذا تكلم زرادشت” فيما معناه : ” هل أدى تحريم القتل والسرقة ووضع عقوبات عليها الى نهايتها وعدم ارتكابها …… بل تضاعفت بعد ذلك” ، ويمكن قياس منطق نيتشه على جريمة أخف منها وهو شرب الخمر هل أدى تحريمها الى عدم شربها طيلة التاريخ الاسلامي ولو من خلال التحايل بالاسماء او صنعها من مواد أخرى غير معروفة. لقد تناول الباحث والاديب علي المقري الخمر والنبيذ في كتابه “الخمر والنبيذ في الاسلام” ليس من زاوية تحليل شرب الخمر فحتى الباحث نفسه لا يشربها لعدة أسباب دينية وثقافية ولكن تناولها… قراءة المزيد ..
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟ قال الفيلسوف نيتشه في كتابه “هكذا تكلم زرادشت” فيما معناه : ” هل أدى تحريم القتل والسرقة ووضع عقوبات عليها الى نهايتها وعدم ارتكابها …… بل تضاعفت بعد ذلك” ، ويمكن قياس منطق نيتشه على جريمة أخف منها وهو شرب الخمر هل أدى تحريمها الى عدم شربها طيلة التاريخ الاسلامي ولو من خلال التحايل بالاسماء او صنعها من مواد أخرى وغير معروفة. لقد تناول الباحث والاديب علي المقري قضية الخمر والنبيذ في كتابه “الخمر والنبيذ في الاسلام” ليس من زاوية تحليل شرب الخمر فحتى الباحث نفسه لا يشربها لعدة أسباب دينية وثقافية ولكن… قراءة المزيد ..
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟
ليتك تغير اسمك يا محمد ابو عزيز انت لا تستاهل ان تحمله الاولى ان يكون اسمك غير هذا لانك تدنسه
وجزاك الله عنا كل خير يا اخت نجوى
لماذا اُلهمت الفجور ايتها النجوىوقبل ان تخرج عينيك من مكانها ، فانا اقصد بالفجور في الاختلاف والتخاصم على ما اُختلف فيه و تقويل المؤلف مالم يقله بل ما وجده في كتب التاريخ و السير. لا يجب ان يمنعك يقينك من النظر في الموضوع من عدة زوايا لا من زاوية يقينك فقط ان كنت تبحثين عن مقاربة الحقيقة وليس الحقيقة الكاملة التي لا يعلمها احد كائنا من كان، ثم انك تنطلقين من فكر بشري تراكم عبر التاريخ بعضه يحتمل الصحة و الخطأ وليس شيئا مقدسا مهما اردتيه غير ذلك. اخبريني كيف يطمئن عقلك وانت تنظرين الى كتاب تعتبرينه مقدس نزلت بعض… قراءة المزيد ..
هل ثمة تحريم للخمر والنبيذ في الإسلام؟التعرض لزعيم أو سياسي جريمة لا تغتفر والتعرض لله والقرآن والرسول مسألة فيها نظر كم أضحكني وأبكاني ما قرأت في جريدة النهار في مقالة لجوزيف باسيل عن كتاب للمؤلف اليمني علي المقري صاحب التوجهات الشيطانية التي تطاول فيها على القرآن والرسول برأيه وثقافته اللذين لا ينمان إلا عن جهل مطبق بأحكام القرآن ونسقه ومعصوميته وتنزه النبي محمد (ص)عن دنس الخمر والنبيذ وعن كل ما حاول ويحاول شياطين الإنس أن يتعرضوا فيه لهذا الدين من قريب أو بعيد . ولكن ما افجعني هو التغافل غير المفهوم لرجال الدين على اختلاف مذاهبهم عن الرد حتى الآن… قراءة المزيد ..