فاروق الشرع: الدور السعودي مشلول

قال فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية حول العلاقات السورية السعودية التي كرر الصحفيون سؤاله حولها مرارا اليوم .. بطبيعة الحال نحن في سورية نرغب بعلاقات اخوية قوية ممتازة واستراتيجية مع السعودية الا اننا لا نستطيع فرض هذه العلاقات

فالعلاقات بين الدول دائما ما تحتاج وغالبا لأن يسودها الحد الادنى من حرارة العلاقات وليس الحد الاقصى الذي يصبح حوارا من جانب واحد أو رغبة من جانب واحد ونحن نتمنى ان تكون الرغبة من الجانبين لتحسين هذه العلاقات وتمتينها وتعميقها في جميع المجالات ..

ليس من المعقول ان نضحي بعلاقة تاريخية مع السعودية عمرها 36 عاما

وقال الشرع في لقاء مع الصحفيين في المركز الثقافي العربي بالمزة بمناسبة عيدهم السادس عشر إن “الخلل في هذه العلاقة ليس من سورية ويجب أن تعلموا جميعا أنه مهما كانت الأسباب التي تطرح في بعض وسائل الاعلام القريبة من السعودية فليس من المعقول أن يضحى بعلاقة تاريخية عمرها على الاقل منذ عام 1970 أي 36 سنة لم يحصل خلالها سوء تفاهم بل اكثر من ذلك اقول وانتم اعلم مني بهذا الموضوع ان أي سوري لم يتحدث بشكل سلبي عن العلاقات مع السعودية خلال هذه العقود الثلاثة والنصف في حين أن وسائل الاعلام السعودية تحدثت مرارا وتكرارا بسلبية وبسلبية مريرة عن سورية وهذا شي مؤسف ونتمنى ألا يستمر والذي لديه فيكم أي تساؤل حول مدى دقة هذا الكلام فليرفع إصبعه وسأكون ممتنا له ان يقول انني مخطىء بما فيه هؤلاء الذين لهم علاقة مع وسائل الاعلام السعودية “.

وتوترت العلاقات السورية السعودية خلال حرب تموز من عام 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في ضوء خلاف في وجهات النظر حول الموقف من حزب الله.

نحن في سورية لم نتغير ..

وتابع الشرع في حديثه ..” نحن في سورية لم نتغير وتوصلنا الى إتفاق لإقامة منطقة حرة بين سورية والسعودية فأنتم تجدون البضائع السعودية في كل مكان في سورية والسعودية ليست بحاجة الى ال200 مليون دولار من سورية ولكن رمزية الموضوع جعلتنا نلح على أن تكون هناك بضائع سعودية في سورية لكي يشعروا بأننا نتعامل بمنتهى الجدية في اطار التعاون الاقتصادي بين سورية والسعودية .”

وشارك الرئيس بشار الأسد في القمة العربية التي عقد في آذار الماضي في العاصمة السعودية الرياض بعد تلقيه دعوة رسمية نقلها وزير الدولة السعودي عبد الله الزينل. والتقى الأسد على هامش القمة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

الدور الهام للسعودية وللأسف شبه مشلول ..

وقال الشرع إن “الحجم من الاهتمام حول موضوع العلاقات السورية السعودية لم يأت من فراغ لأن للسعودية دور مهم في المنطقة وللتضامن العربي وللعلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الاسلامية هذا الدور الهام للسعودية اقول بكل صدق وأسف أنه شبه مشلول الآن ولا أعرف الاسباب ولكن أعرف من معطيات معينة لأن هذا التقييم ليس بعيداً عنكم” .

لماذا لم ينفذ اتفاق مكة ..؟؟

وتابع الشرع “..أعطي مثلين محسوسين حول ذلك أولهما إتفاق مكة بين فتح وحماس الذي تم إنجازه بدمشق وجرت إجتماعات غير معلنة بين القيادة السورية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأيضا مع قيادة حماس وفي مقدمتها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وأكثر من مرة جرت هذه اللقاءات للوصول الى اتفاق بينهما حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وأنجز الموضوع وبقيت كلمة واحدة بين احترام والتزام ولو أردنا انجازه في سورية لحصل هذا الانجاز لكننا اردنا وهم ارادوا ان يحصل هذا الانجاز في مصر والسعودية ورحبنا بذلك لان العبء كبير وليس المهم فقط تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وانما استمرار هذه الحكومة ودعمها بكل الوسائل المتاحة ودعمها بشكل أساسي في مسألتين بغاية الاهمية أولاهما رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ومن يوقع الاتفاق يجب أن يكون قادرا ومساهما وفاعلا مع دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية الدولة الاعظم على إرغام أسرائيل وإجبارها على رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني فيما المسألة الثانية هي خروج المسؤولين في حماس الأسرى من السجون الاسرائيلية الذين يشكلون ثلث المجلس التشريعي وثلث مجلس الوزراء وهاتان المسألتان كانتا في غاية الأهمية وكنا وكل دول العالم نتوقع أن يؤدي إتفاق مثل إتفاق مكة وبرعاية سعودية وبجوار الكعبة المشرفة الى رفع الحصار وإطلاق سراح الاسرى الا ان هذا للأسف لم يحصل ..ولماذا لم يحصل ذلك سؤال كبير ..والجواب ..إما أن الولايات المتحدة لم تستمع الى حليفتها التقليدية المملكة العربية السعودية وفي ذلك إشارة إستفهام كبيرة حول التحالف الطويل الأمد الذي لم يعط نتيجة لمرحلة حساسة تهم الشعب الفلسطيني والأمة العربية كلها أو أن السعودية ليست في وضع تستطيع بعد توقيع هذا الإتفاق في رحاب مكة ان تتابع مستلزمات ومتطلبات دعم هذا الاتفاق ورفع الحصار والضغط لاطلاق الاسرى” .

وقدم الشرع مثال ثان على موضوع العلاقات السورية السعودية وهو “عدم حضور الاجتماع الذي عقد لدول الجوار والدول دائمة العضوية الخمس في مجلس الامن الدولي والامانة العامة للامم المتحدة في دمشق قبل أسبوع تقريباً وكان يمكن ان تحضر السعودية ولو كان لديها بعض التحفظات وتتمثل بموظف من السفارة وألا تترك مقعدها فارغا حيث كان هناك تعمد بترك المقعد فارغا وهذا شيء مؤسف الا انه يرتبط بالسؤال الاول “..

سورية لا تريد الحرب مع إسرائيل

وفي سياق آخر, أكد الشرع على أن “سورية لا تريد الحرب, وإسرائيل تعرف ذلك. لكن سورية تستعد لأنها عرفت ولمست أن إسرئايل تريد أي ذريعة من أجل شن الحرب .. ويجب أن نكون دائما على استعداد لرد كل عدوان”.

(سيريا نيوز)