منذ صباح الخميس 3/5/2007 قامت السلطات السورية بحجب موقع (النداء) الألكتروني www.damdec.org على شبكة الانترنت على
جميع المخدمات السورية المسيطر عليها حصريا من قبل الحكومة. والموقع المحجوب كانت المعارضة السورية المؤتلفة في (إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي) أطلقته قبل أشهر، وبدأ باستقطاب زواره ومراسليه تدريجيا ليشكل نافذة جديدة من نوافذ نادرة للرأي الآخر وللحوار الوطني السوري، وقد اتسم نشاطه بسوية رصينة ومبدئية في آن معا.
وإذ يلاحظ عدم وجود سبب مباشر لحجب الموقع، فإن السلطة الرقابية الحاجبة تؤكد الانسجام مع طبيعتها، حين تقوم بهذا الحجب الجديد وإلحاقه بباقي السلسلة الطويلة المحجوبة من المواقع السورية المعارضة والمستقلة، وبتاريخ مظلم وطويل من إلغاء حريات التعبير، بدأ مع إعلان حالة الطوارئ وتأبد معها لأكثر من أربعين عاما، فقضى في طياته على حياة مزدهرة للصحافة والنشر كانت تزدهي بها المدن السورية ، وكان من أواخر علاماتها إغلاق جريدة الدومري قبيل سنوات .
بذلك يستمر النظام السوري في نهجه الأمني، ويسد الطريق أمام جميع تعبيرات المجتمع السوري ومختلف مستويات مشاركته السلمية، فبالأمس القريب أغلق منتدى جمال الأتاسي وقبله منع جميع منتديات الحوار السورية التي رافقت ربيع دمشق، وبين فترة وأخرى ما زال يغلق جمعيات وهيئات تبزغ هنا وهناك على سطح الحياة السورية الراكدة. وبحجبه اليوم لموقع (النداء) النافذة الديمقراطية للتعبير عن الرأي الآخر، يبرهن من جديد على موقفه الصارخ ضد حرية التعبير، في نفس الوقت الذي يحتفل فيه العالم وأنصار الحريات وحقوق الإنسان بالدفاع عن حرية الصحافة والصحافيين!
وموقع النداء إذ يعلن أنه سيستمر في انطلاقته، متابعا روحية إعلان دمشق ورؤيته الوطنية الديمقراطية، على الرغم من الصعاب والعوائق الجديدة، فإنه يتوجه بالشكر لجميع متابعيه وأصدقائه، وبخاصة مراسليه، راجيا منهم تقدير ظروفه الجديدة، وتشديد التضامن معه ومع كل الأصوات الحرة في سورية.
لنرفع الصوت عاليا:
معاً ضد حجب موقع النداء.
معا ضد قمع حريات التعبير والصحافة في سورية.