دخل ممسكا بيد زوجته وبرغم سنوات إرتباطهما سويا إلا أنها لا تزال تمسك بيده دائما وهى تعرف تماما أنها لا يمكن أن تستغنى عنه فهو سر بقائها ، أقبلا بثقة على ضابط الجوازات فى مطار القاهرة وإعطاه الزوج جوازى السفر وبدأ ضابط الجوازات يقرأ بصوت عال:
– الإسم: “القانون القانون” ، يا له من إسم عجيب!
– هذا هو الأسم الذى ولدت به.
– ومن معك فى رحلتك .
– هذه زوجتى وشريكة عمرى
يفتح الضابط جواز سفر الزوجة:
– الأسم: “دولت القانون”، إسم أعجب من الإسم الأول ، هل لديك إثبات أنها زوجتك .
– إنها كما ترى تحمل أسمى ، ولكن لا يهمك هذا هو عقد زواجنا ، وفى الحقيقة عقد زواجنا قد تم توثيقه هنا فى القاهرة.
– من شهود عقد الزواج؟ لا أستطيع قراءة الأسماء بوضوح .
– الشاهد الأول هو “حمورابى” والشاهد الثانى هو “مينا موحد القطرين” .
– وما الذى جاء بكم إلى مصر .
– نحن فى جولة فى المنطقة وقررنا أن نبدأ بمصر لأننا قضينا شهر العسل فى مصر ونريد أن نستعيد ذكرياتنا الحلوة .
– هل لديكم تأشيرة دخول؟
– لا ليس لدينا تأشيرة دخول ، وهل يحتاج شخص مثلى لتأشيرة دخول؟
– كل الأجانب يحتاجون لتأشيرة دخول.
– ولكننا لسنا أجانب ، لقد نشأنا فى مصر وفى تلك المنطقة.
– ولكنك صرت أجنبيا وتحمل جواز سفر أجنبيا بعد أن تخليت عن مصريتك.
– أنا لم أتخل عن مصر ، ولكن مصر هى التى تخلت عنى لذلك كان لا بد أن نعيش فى بلاد أخرى .
– لقد عاشت مصر بدونكما سنين طويلة وسوف تعيش سنين طويلة أخرى بدونكما ، ولماذا ترغبان فى العودة إلى مصر الآن؟
– لقد فكرت أنه من الممكن أن تحتاج البلد والمنطقة التى نشأنا فيها لخبراتنا ونريد أن نستمتع بأهل البلد .
– البلد وأهل البلد ليسوا فى حاجة إلى أجانب لكى يعلمونهم كيف يعيشون .
– نحن لا نريد أن نعلم أحد أى شئ ، ولكننا فى الحقيقة نرغب أن نستوطن هنا نظرا لحبنا لهذا الجزء من العالم .
– تريدون الإستيطان هنا ؟ هذه مصيبة كبرى ، نحن ضد الإستيطان بكل أشكاله ، أراكم تريدون أن تفرضوا آرائكم وتقاليدكم الأجنبية علينا والقضاء على ثوابتنا المقدسة ، فى هذه الحالة لن نسمح لكم بدخول البلد .
– لكنك قلت منذ قليل أننا نحتاج فقط إلى تأشيرة دخول !
– قلت هذا قبل أن تعترف بنواياك الإستيطانية هنا فى المنطقة .
– طيب وما العمل وكيف ندخل هذا البلد الطيب ؟
– لا مكان لكما فى هذا البلد ولا تحاولا دخول أى من بلاد المنطقة لأننى سأبلغ عنكما كل مطارات المنطقة ، لذلك من الأفضل لكما أن ترجعا من حيث جئتما .
samybehiri@aol.com