من سموا أنفسهم رجال الدين، أعجب لأمرهم!! عندي كل مسلم رجل دين، وما قرأت لا في كتاب الله عز وجل ولا في حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا والتوافق فيهما قائم إلا ان يقوم أناس بلي عنق حديث. عندها لا التفت لأي حديث مهما كان من رجحه أو حسنه ما دام عندي لا يتوافق مع كتاب الله عز وجل اتفاقا لا يداخله تأويل ولا اجتهاد لا سيما وأن الله أنزل على نبيّه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وهذا لا يعني أنني لا أعترف بالسنّة أو لا أحفل بقول سيدي رسول الله. إنما إذا أنا لم أكتفِ بما جاء في كتاب الله فإنني يداخلني خوف أن يكون لدي شك في أن الكتاب لم يحِط بالدين إحاطة تامة أمر جعل سيدي رسول الله يكمل ما نقص وحاشا أن يكون ذلك. يحتج أصحاب الحديث بقول الله تعالى في كتابه العزيز (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ولقد ذكر أن مشركي مكة و يهود عندما سمعوا القرآن الكريم وفيه آيات موجهة من الله عز وجل مباشرة الى عباده ومنها ما جاء على لسان الرسول أمرا من الله، قالوا هذا من الله وهذا من محمد، فنزلت الآية التي تبين أن ما جاء على لسان سيدي رسول الله في القرآن فهو من الله ولم يقصد من الآية خلاف ما نزل في كتاب الله عز وجل. ثم أن الرسول عليه أزكى سلام لم يكن على علم بكل أمور الدنيا كتأبير النخل ونزول المواقع الإستراتيجية في الحرب كبدر. ولقد جاء قول الله على لسان نبيه (ما أنا إلا بشر مثلكم يوحى الي أنما إلهكم إله واحد). ومنها يفهم أن الرسول عليه السلام ميزه الله بالوحي. كما أني وجدت أن الدين ما دخل إلا من باب الحديث والتفسير فقد وضعت الأحاديث سواء كان ذلك بحسن نية كما قال عمرو بن عبيد عندما قيل له يا أبا عبدالله إن الرسول عليه أزكى سلام يقول من كذب علي عامدا متعمدا فل يتبوأ مقعده من النار فرد قائلا (أنا أكذب له لا عليه)، ناهيك عن الأحاديث التي وضعت في خدمة حاكم أو في تمرير مصلحة أو في تأييد فئة فحدث عنها ولا حرج. والله إن بعض الأحاديث يندى لها الجبين، ومن تشرب سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام مما جاء في وصف خالقه له في كتابه الحكيم يقف حائرا متعجبا. والأدهى والأمرّ أن كتب الحديث سميت “الصحاح” أي أن أمرها لا جدال فيه وأن من شكك في صحتها فليس له غير السيف. وتراهم يعودون وينشئون علم الجرح والتعديل ويسقطون ما يسقطون بجرح الراوية ويثبتون ما يثبتون بصحة الراوية مع العلم أن الحديث لم يدوّن إلا بعد أجيال من وفاة الرسول وقد نهى الرسول عن كتابته. حصر نقد الحديث في الراوي وليس في الرواية والأعجب أن أقدم نص مكتوب لما جمعه البخاري خط بعد 200 عام من تاريخ وفاته ولو استعرضت تاريخ المسلمين لوجدت من كفر وقتل لمخالفة حديث وفي زمن آخر تجد من عذب وقتل لاعتماده ذات الحديث، وقيل أن للحديث رجاله ووضعت له مصطلحات حصرت في فئات محددة في كل عصر. ويكفيكم أن الألباني ما صح عنده إلا 4000 حديث من 600000 حديث فأين ذهبت 560000 الف حديث. وبن حنبل قال له ابنه يا أبتي إني أراك تفعل ما يخالف ما جاء في مسندك، فرد عليه لو أخذت بما صح عندي في المسند لكان قليلا ولكني أثبت المشهور. ما ذنب من عمل بهذه الأحاديث التي لم تصح؟ العجيب أنك تجدهم من القديم وحتى الآن يعارضون ويتجادلون بل يتسافلون حتى ما عدت تدري أي مركب تركب بل وفي العقد من الزمن يرجح حديث ويحمل الناس عليه بالعصا أو السيف ثم تنقلب الآية ويشكك في الحديث، فيصبح الويل كل الويل لمن أخذ به. وأصبحت الفتوى أسهل الأعمال ولا تحتاج إلا لقوة تدعمها ومريدون يدفعون لمروجيها ومؤيديها.
أما التفسير فحدث ولا حرج. لا يحتاج الأمر منك الى كثير عناء لتجد المجلدات التي لو صفت لأحاطت بالكرة الأرضية وكأن الله جل شأنه ونزه عن ذلك أنزل قرآنا يصعب فهمه أو إدراك معانيه إلا على فئة معينة. بل كأنه نزل عبارة عن رموز مفاتيحها لا يحصل عليها إلا أناس أنجبتهم أمهاتهم جاهزون مجهزون لذلك ويقال لنا أنهم كدوا وجهدوا واجتهدوا وتعبوا وثنوا الركب على مشايخهم حتى تقرحت، ولو أمعنت في تفاسيرهم لأصابك الذهول. إن أحدهم يصف الحور العين في الجنة أوصافا لنتركها جانبا ونراقب هذا القول (إن كفل الحورية ميل)!
تخيلوا معي امرأة كفلها ميل!!! وآخر يقول أن أرض الجنة مفروشة بالزبرجد واللؤلؤ والمرجان. هل أخذ فضيلته جولة فيها؟ لمَ لم يذكر أنفس الجواهر كالماس والروبي، أم أنه ما تنبه لها؟ ما في القرآن كلمة واحدة من ذلك. يقال أنهم في الفترة التي انطلقت علينا كتب التفسير كان العباد ينقعون حشيشة الكيف ويشربون نقوعها ويسمونه (نقوع اكسير العابدين). هل كان ذلك نتاج تحشيشة؟ يقول آخر أن الشهيد كل قطرة دم تنزل منه بسبعين حورية من الحور العين يقفون في انتظاره عند باب الجنة!!! لكم أن تتخيلوا كم قطرة دم يحوي جسم ذلك الشهيد؟ وعليكم ضربها ×70= ، ثم قولوا كم الناتج وماذا سيفعل بهم الشهيد؟ لا تنسوا أن المقاتلين في أفغانستان في العهد السوفييتي كانوا مجاهدين وكانت تشم رائحة المسك من أجسادهم بعد أيام من موتهم وحتى دفنهم، أما في العهد الأمريكي فقد تحول ألائك المجاهدون الى إرهابيين ضالين مطاردين مطرودين من رحمة الله، سبحانك يا رب!!!!!
أقسم بالله أن القرآن أوضح من الشمس ولا يحتاج الى كل هذه الفذلكة ولا أرى ما يمنع من ترجمته وإلا فإن الدين أنزل للعرب ومن أراد أن يسلم عليه إما تعلم اللغة العربية ودراسة معانيها كأهلها أو (يتكل على الله) وما دام أن الدين نزل للجن والإنس كافة، فعلام لا يكتب بكل اللغات؟ وهل الجن يتحدثون العربية أم يترجم لهم؟
الأمر يطول وما تاهت الأديان السابقة إلا عندما تدخل فيها البشر وفذلكوها وحوّروها ودوروها وعقدوها وزادوا ما أرادوا وأنقصوا ما أرادوا وغاية الدين في جميع الأديان لا يخرج عن وحدانية الخالق وتأصيل الخير وتخفيف نزعة الشر المتأصلة في النفوس والى لقاء. للحديث صلة.
* السنغال
وفي رواية أخرى
مبروك عليكم ايها المسلمين القرضاوي وايمن الظواهري وملا عمر والمقبور الزرقاوي وجميع شيوخ الظلام والتخلف امين يا رب العالمين