إنتخاب المجلس البلدي في بشري في الدورة المقبلة له نكهة مختلفة، فهو يأتي وسط خلافات من طبيعة جديدة لم تعرفها البلدة من قبل.
الانتخابات المقبلة ستشهد منافسة جديدة، “قوات” رشحتهم القيادة الحزبية، و “قوات” إنتفضوا على ما يسمونه “الفوقية” في الترشيحات، تدعمهم العائلات.
بداية المعركة الانتخابية كانت مع إبلاغ حزب القوات رئيس المجلس البلدي الحالي الاستاذ انطوان الخوري طوق، ان القوات سترشح “حزبيا” لهذه الدورة، تزامنا مع تسمية رئيس للبلدية من قبل قيادة الحزب ونائب للرئيس، على ان تستكمل اللائحة لاحقا.
تسمية الرئيس ونائبه، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بين “القواتيين” أنفسهم، وبينهم وبين العائلات البشراوية! فتعثرت محاولات استكمال اللائحة، إذ رفض بعض انصار “القوّات” او من العائلات الانضمام الى مجلس بلدي تمت تسمية رئيسه ونائبه من دون التشاور معهم، فضلا عن ان رئيس المجلس الحالي أثبت خلال ولايته السابقة صدقية مهنية، وإعلاء مصلحة البلدة فوق كل شأن حزبي او عائلي، واستطاع الحفاظ على المجلس البلدي طوال ست سنوات، للمرة الاولى، وخلافا للمجالس السابقة التي كانت تعصف بها الخلافات، فيتم حلها، ولا تكمل ولايتها، ما اكسب الاستاذ انطوان طوق ثقة الاهالي، قواتيين وغير قواتيين.
اهالي بشري، وهم في غالبيتهم من الموالين لحزب القوات اللبنانية، رفضوا فرض إملاءات عليهم، من خارج البلدة. ويقولون إن”القوّات” تخوض معركة من دون عنوان، فلا العائلات وما يسمونه الاقطاع العائلي في “بشري”، يناصب”القوّات” العداء، خصوصا ان من كانت تستهدفهم القوات، غابوا عن المنازلة، بالوفاة، كالنائب قبلان عيسى الخوري، او بالانكفاء، كالنائب السابق جبران طوق الذي ينأى عن التعاطي في الشأن البشراوي، وهو مقيم في منزله في “النقاش”، ولا يقصد بشري إلا لماما.
وتضيف مصادر الاهالي، إن الجيش السوري غادر لبنان أيضا. كمان أن “الحكيم” خارج السجن. فما هي “عناوين” المعركة الانتخابية البلدية في بشري، وضد من؟
ويتساءل الاهالي المعترضين على قرار التعيين الذي وصفوه بـ”الفوقي”، لرئيس المجلس البلدي، ونائبه، لماذا لا يترك للقوات في البلدة والاهالي معا، مهمة إخراج مجلس بلدي لا يشكل تحديا لاحد! خصوصا ان تجربة المجلس السابق أثبتت نجاحها. وإذا كان هناك من مسوغ، للتخلي عن رئيس البلدية الحالي، وتعيين قواتي حزبي بدلا منه، فلماذا لا تترك هذه المهمة للقوات في بشري؟ وهل”القوّات” في بشري قاصرة وفي حاجة الى راع يتخذ القرارات ذات الصلة بشأن البلدة في معزل عنها؟
تزامنا إنتفضت عائلات بشري على قرار قيادة القوات”القوّات”تسمية رئيس للمجلس البلدي، معتبرة ان”القوّات” أصبحت تشكل العائلة الثامنة في البلدة، بعد رحمة وطوق وكيروز وجعجع والشدياق وسكر وفخري، إلا أن “العائلات” آثرت عدم الدخول في طاحونة”القوّات” الذين يواجهون “قوات”، مفضلة جلاء صورة الترشيحات لتبني العائلات على الشيء مقتضاه.
الصورة حتى اليوم، تتلخص بالتالي:
لائحة مدعومة من قيادة القوات اللبنانية، عرف منها الى الآن الرئيس ونائب الرئيس، وما زالت المساعي تتواصل لاستكمالها.
ولائحة مقابلة يرأسها قواتي ايضا، ومدعومة من العائلات، ولن يتم الكشف عن اسماء المشاركين فيها، قبل ان تتضح صورة لائحة القيادة القواتية.
وتشير معلومات اولية الى ان أغلبيات عائلية، تدعم لائحة المواجهة لقيادة القوات، خصوصا من عائلتي رحمه وطوق الاكثر عددا، في حين تدعم غالبية عددية، من العائلات الباقية، لائحة القيادة القواتية.
اوساط لائحة المواجهة القواتية لا تدعي القدرة على تحقيق فوز كاسح، وتُبقي سقف طموحاتها وتوقعاتها ضمن حدود المعقول. وتطمح الى تسجيل خروقات في لائحة القيادة القواتية، تعيد الاعتبار لرأي”القوّات” والعائلات في بشري والعائلات في بشري، وتسجل اول محاولة لرفع هيمنة فيادة القوات عن بشري.