نقلت معلومات عن لبنانيين يعملون في إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب زاروا لبنان مؤخرا ان الادارة الاميركية بصدد مراجعة شاملة للسياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، مشيرين الى ان الادارة الحالية تتطلع الى استعادة زمام المبادرة في المنطقة إنطلاقا من التحالفات التاريخية مع المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، وقوى الاعتدال الاسلامي، وصولا الى وضع حد للنفوذ الايراني في المنطقة وإعادة إيران الى حدودها الجغرافية.
وأشار هؤلاء الى ان لبنان عاد الى اجندة الادارة الاميركية مع تسجيل عتب كبير على ما كان يعرف بأ”قوى 14 آذار” لأنها تسرّعت في انتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية قبل إتضاح الصورة الرئاسية الاميركية، وان على هذه القوى الاجتماع مجددا لملاقاة السياسة الاميركية التي ستضع عاجلا ام آجلا حدا لسلاح حزب الله ونفوذه بوصفه “أداة تابعة للحرس الثوري الايراني”!
ويشير هؤلاء الى ان السياسة الاميركية الجديدة تتجه الى تصنيف “جماعة الاخوان المسلمين” كجماعة إرهابية، إضافة الى تنظيم “الحرس الثوري الايراني”. وهذا ما يضع الادارة في مواجهة مع تركيا التي ترعى عمل تنظيم “الاخوان المسلمين”، ومع الجمهورية الاسلامية الايبرانية التي يتحكم في إدارتها “الحرس الثوري”.
ويقول المقربون إن إدارة الرئيس ترامب سوف تنخرط في الازمة السورية بالاتفاق مع موسكو، وفق اتجاهين: الاول وضع حد للنفوذ الايراني وللميليشات التابعة للحرس الثوري العاملة في سوريا، ولو اقتضى الامر تدخلا عسكريا أميركيا في سوريا، وهذا ما بدأ يتظهر في انتشار قوات عسكرية اميركية في مدينة “منبج”.
والاتجاه الثاني ايجاد حل سياسي للازمة السورية يضع جميع المتورطين في دم الشعب السوري خارج أي إطار سياسي مستقبلي لسوريا سواء من جهة نظام الاسد، او من الميلشيات المتعاونة معه، او من الميليشيات الارهابية من تنظيم “داعش” او “القاعدة” وملحقاتهما.
قطع حزب الله عن طهران!
ويضيف هؤلاء ان باكورة السياسة الاميركية ستكون إنشاء مناطق آمنة تحتضن اللاجئين السوريين وان هذه المناطق بدأت ترتسم حدودها شمالا بالاتفاق مع تركيا. وستكون الخطوة المقبلة على الحدود اللبنانية السورية، ما سيضع حزب الله امام معضلة البقاء في الداخل السوري معزولا عن محيطه وتواصله الطبيعي مع عمق الحزب في لبنان، او الانسحاب الى الداخل اللبناني!وفي الحالتين، يفقد الحزب شريان التواصل الحيوي مع العمق الاستراتيجي في ايران عبر العراق وسوريا.
ويشير المقربون الى ان الادارة الحالية تعكف على إعادة النظر بالاتفاق النووي مع إيران، وانها بصدد التشدد مع طهران وصولا الى التهديد بضربها عسكريا بالاتفاق مع موسكو، ما لم تبادر السلطات الايرانية الى التوقف على إنتاج الوقود المخصّب، والصواريخ الباليستية وسواها من الاسلحة الاستراتيجية التي تهدد روسيا قبل ان تهدد الوجود الاميركي في المنطقة.
ويضيفون ان موسكو التي تريد ايجاد حل لمأزق تروطها في المستنقع السوري تبدي استعدادات ومرونة لجهة التعاون مع إدارة الرئيس ترامب لايجاد حل للازمة السورية، بما يحفظ مصالح موسكو من جهة والشعب السوري من جهة ثانية في معزل عن إيران وملحقاتها.