بلغ نظام دمشق ”نقطة الإنكسار” التي تسبق “السقوط” المدوّي! لم يعد ممكناً إنقاذه سوى بدعم عاجل من القوات الروسية التي انضمّ إليها مئات من جنود ”الباسداران” في الأيام الأخيرة!
حينما دخلت القوات السوفياتية إلى كابول في ٢٤ ديسمبر ١٩٧٩ لإنقاذ النظام الذي لم يكن يسيطر سوى على المدن وعلى ٢٠ بالمئة من أفغانستان، كان أول ما قامت به هو إعدام الرئيس ”الصديق”، ”حفيظ الله أمين” (في ٢٧ ديسمبر)، واستبداله بـ”بابراك كارمل” (الذي أعدمه الروس لاحقاً)!
ما يحدث في دمشق، في هذه الأيام الحاسمة، هو محاولة روسية ـ إيرانية يائسة للحؤول دون سقوط بشار الأسد، أو للحؤول دون إخلاء دمشق والإنسحاب إلى منطقة الساحل، إلا إذا كان الروس والإيرانيون قد سلّموا بسقوط العاصمة.
مصير بشّار الأسد لن يكون مختلفاً كثيراً عن مصير ”حفيظ الله أمين”، فمن يكون ”بابراك كارمل” السوري؟ حرب أفغانستان أسقطت الإتحاد السوفياتي ”العظيم”، فهل تسقط إمبراطورية الشاه خامنئي في الوحول السورية؟
هذه لحظة سقوط “سوريا بشّار الأسد”!
الشفاف
*
لإنقاذ “الجندي” بشّار: قوات إيرانية تتبع القوات الروسية إلى سوريا
نقلت جريدة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن ”فيلق القدس” الإيراني يقوم بإرسال مئات من جنود وضباط النخبة إلى
سوريا في عملية مشتركة مع روسيا لمنع سقوط نظام الأسد المحاصَر.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أمس الخميس أن قاسم سليماني، قائد ”قوة القدس” أرسل مئات الجنود إلى سوريا خلال الأيام الماضية بالتعاون مع فلادمير بوتين في ما يبدو.
ويضيف المراسل ”يواف زيتون” أن روسيا، كذلك، نشرت قوات عسكرية في سوريا في عملية غير مسبوقة لحماية نظام الأسد ومنع سقوطه أمام الجماعات الإسلامية، بما فيها ”الدولة الإسلامية”.
وقال المصدر الإسرائيلي الرفيع المستوى أن زيادة التورط العسكري الإيراني في سوريا ”ناجم عن الأزمة التي يمرّ بها الأسد، وأنه يتم في إطار تعاون روسي-إيراني تم الإتفاق عليه في لقاء سليماني مع فلاديمير بوتين”.
وكانت القوة الإيرانية الوحيدة التي قاتلت في سوريا حتى الآن هي ميليشيا ”الباسيج”، وهي قوة شبه عسكرية تضم عدداً محدوداً من المقاتلين.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي أن إسرائيل لا تشعر بالقلق إزاء النشاط العسكري الروسي في سوريا لأن ذلك النشاط ”ليس موجّهاَ ضد إسرائيل”.
وأضاف: ”نحن نتحاور مع الروس، ولم نعد في زمن الحرب الباردة. لدينا قنوات مفتوحة مع الروس”.
ويقدّر المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن الأسد لا يسيطر حالياً سوى على ٢٥-٣٠ بالمئة من أراضي سوريا، وأن سيطرته تنحصر بالشريط الساحلي الذي تصله الإمدادات العسكرية من البحر.
وقال المصدر الرسمي الإسرائيلي: ”يصعب تقدير ما إذا كان الوجود الروسي سيقرّر مصير سوريا، ولكنه حتماً سيطيل القتال وإراقة الدماء لسنة أخرى على الأقل لأن ”داعش” لن تستسلم”.
وعلى الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان، لم يعُد الأسد يسيطر سوى على جَيبين في ”القنيطرة” وعلى منطقة أصغر في شمال القنيطرة تشتمل على قرى درزية تعتمد على حماية النظام.
وكان الثوار قد استفادوا من العاصفة الرملية التي ضربت الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة لانتزاع مطار عسكري من قوات النظام في مدينة “إدلب” الواقعة في شمال سوريا.
إقرأ أيضاً:
هدية بوتين الأخيرة للأسد: “ياك-١٣٠” الصغيرة تحمل كمية هائلة من الأسلحة