*مهدي نصيري، كان أحد أبرز المدافعين عن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران ومن شخصيات النظام الرئيسية في الشأن الإعلامي، تولى رئاسة تحرير صحيفة “كيهان” المتشددة لفترة طويلة من الزمن قبل أن يتولى رئاستها المتشدد حسين شريعتمداري. وكان نصيري رجل دين ويلبس العمامة، وتولى مناصب رسمية عديدة. لكنه اختلف مع أفكار وسياسات النظام قبل أكثر من 10 سنوات، وانتهج خطاً فكريا وسياسيا مختلفا عما كان يخطه سابقا، وأصبح أكثر علمانية، ومناهضا لولاية الفقيه وناقدا عنيفا لسياسات المرشد والنظام، ووقف إلى جانب الشارع الإيراني خلال انتفاضاته المتعددة ضد النظام، ومن أشد المدافعين عن حركة “المرأة، الحياة، الحرية”. وأثناء حرب 12 يوما الأخيرة مع إسرائيل تم اعتقاله، لكن أطلق سراحه بعد أيام، غادر بعدها إيران، وهو الآن مستقر في كندا…
*
ترجمة “الشفاف”
تتوالى في هذه الأيام أنباء تؤكد تنفيذ إعداماتٍ سياسية في إيران.
ورغم فرار النظام المقدس (المرشد علي خامنئي وأسرته) واستقرارهم في ملجأ عميق تحت الأرض خوفا من رعب الهجمات الدقيقة للطائرات المسيرة والصواريخ الإسرائيلية، إلا أنه يواصل لعب دور الأسد ضد الشعب الأعزل والسجناء المظلومين.
لم يبقَ شيء يُقال للنظام وحاكمه، وإيران كلها تنتظر نهايته الوشيكة المشؤومة.
لكن لا يزال من الممكن التحدّث مع من انحازوا إلى الجمهورية الإسلامية في الحرب الأخيرة، وفضّلوا بقاءها على زوالها، مُدّعين أنهم لا يريدون أن يشهدوا سقوط هذا النظام الفاسد والكارثي على يد قوى أجنبية.
بعض هؤلاء كانوا من المدافعين عن الجمهورية الإسلامية بالأمس، وثوار عام 1979 الذين استخدموا الأجانب، كحكومة البعث العراقية، ونظام القذافي، والفلسطينيين، والفرنسيين، وحتى الأمريكيين، لتحقيق انتصار الثورة.
كان هناك أيضًا عناصر ماركسية سابقة تغذّت على أيديولوجيتها ومعتقداتها من الاتحاد السوفييتي والروس والصينيين، وتلقّت دعمًا واسعًا من هؤلاء.
هاتان المجموعتان من المثقفين تدافعان اليوم عن النظامٍ ضدّ الهجوم والتدخل الأجنبي، نظامٌ أنفق مئات المليارات من الدولارات من ثروات إيران من أجل المساهمة في التدخل في شؤون الدول الأخرى وبناء جيوش إقليمية ستة.
والأهم من ذلك، أنهم بهذا الدعم يشجعون الجمهورية الإسلامية على المزيد من التباهي والتمرد لتمهيد الطريق لهجوم إسرائيلي جديد، وفي الوقت نفسه يتهمون المعارضة الوطنية بأنها تقف خلف أي هجوم أجنبي.
والأهم من ذلك، أن الإيرانيين، بحكمتهم وواقعيتهم السياسية، رحّبوا بهذه الفرصة (فرصة الهجوم) لتدمير نظام الجمهورية الإسلامية الوحشي من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي مهد له أيضًا غباء النظام نفسه، ولم يتأثروا باليسارية غير العقلانية أو الفاحشة.
وفي إيران، ومع الرؤى الحكيمة للشعب، فإن ذلك سوف يسهم في بناء السلام والصداقة والتفاعل على أساس المصالح الوطنية والعلاقات الإيجابية للجانبين مع العالم أجمع، وخاصة مع العالم الحر.
