إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
-لماذا بلغ عدد شباب “المقاومة الإسلامية في لبنان” الذين قُتلوا منذ اندلاع الاشتباكات على حدودنا في 8 أكتوبر الماضي نحو 230 شاباً، إلى جانب نحو 25 مدنياً من بيئة هذه “المقاومة”، بينما اقتصر عدد الجنود والاحتياطيين الإسرائيليين الذين قُتلوا على 9، والمدنيين 6؟
-هذا الواقع يعود على الأرجح إلى أن “المقاومة” لم تنزل بكل قوتّها العسكرية في المعركة بعد.
– مضت 5 أشهر على مبادرة “المقاومة الإسلامية” إلى إطلاق أول صاروخ عبر الحدود من لبنان. هل يمكن أن تمضي 5 أشهر أخرى على هذا المنوال؟
– سكان شمال إسرائيل يضغطون على حكومتهم لإنهاء المواجهات كي يعودوا إلى منازلهم في أقرب وقت. لن تكون الهدنة بعيدة. ودول العالم تتزاحم للتفاوض مع “المقاومة”.
– سكان شمال إسرائيل ينزلون في فنادق ومنتجعات على حساب دولتهم ويرفضون العودة من دون حل نهائي لتهديد سلاح “الحزب”.
– وأين المشكلة إذا استمرّ هذا الوضع؟ خسر “الحزب” مئات ومئات العناصر سابقاً في سوريا وحرب 2006 ولم يتأثر وضعه ولا شعبيته. يكفي أن يُذكّر السيّد بمعاناة الإمام الحسين كي تقتنع بيئته بتقديم المزيد من التضحيات.
– ماذا عن بقية اللبنانيين؟ كان أخبرنا أن العدو أوهى من خيوط العنكبوت وكيان موقّت، دقائق ويزول.
-ولكن تبيّن أن لدى هذا العدوّ عملاء، وأنه متقدم تكنولوجياً يستطيع أن يحدّد هوية الشخص ومكانه بدقة من خلال هاتفه، كما من المراقبة الجوية.
– هذا التقدم التكنولوجي لم يكن مأخوذاً في الحسبان؟
– بلى، ولكن ليس بهذا المقدار. مشكلة “المقاومة” أن الظروف لم تسمح لها بعد بفتح مخازن الأسلحة الدقيقة والمدمّرة لتصير المعركة متكافئة.
– هل ستفتحها ؟
– لا أحد يعلم. الجميع في انتظار مفاوضات الهدنة في غزة.
– ماذا إذا فشلت مفاوضات غزة؟ وماذا إذا نجحت هذه المفاوضات وواصل العدو اصطياد شباب “الحزب” في لبنان وسوريا، كل يوم ثلاثة أربعة خمسة، فضلاً عن تدمير القرى والأحياء في الجنوب؟
– في هذه الحال يتوجب التحلّي بالصبر والثقة بـ”الوعد الصادق” والوعد الإلهي بالنصر .
– دعنا من الغيبيات. الصهاينة أيضاً يعتبرون فلسطين المغتصبة أرضهم بناءً على وعد إلهي ولذلك سمّوها عبر التاريخ “الأرض الموعودة”. هل يمكننا القول إن “الحزب” قادر على إنزال خسائر مُوازِنة بالجيش الإسرائيلي المعادي ولكنه لا يريد؟
– نعم. لا يريد لأن العدو ينتظر ذريعة لتنفيذ قراره توسعة الحرب على لبنان. ولن يعطيه “الحزب” الذريعة التي ينتظرها.
– في هذا الوقت قد تبدو الحرب من جانب واحد . جانب يَقتل وجانب يُقتَل. مشهد أليم ولئيم. كأنه تجسيد لعبارة “مَن ضَرَبَك على خدك الأيمن فأدِر له الأيسَر”.
– لو كنت متحمساً ومنخرطاً أقلّه معنوياً في المواجهة مع العدو لما أبديت هذه الملاحظات والشكوك.
-أخشى أن معك كل الحق في ما تقول. وأعترف بأنني لم أعد أصدّق. هل تذكر الكلام الكثير والوعود بسفينة سوف تنقل المازوت من إيران إلى لبنان؟ انشغل اللبنانيون أياماً وأسابيع في متابعة مسار السفينة وفي النهاية وصلت على دواليب من مخازن في سوريا والعراق. وهل أذكرك بالحل السحري لمعالجة الأزمة الاقتصادية: الزراعة على الشرفات والسطوح؟
– … أنا مستعجل. نُكمل حديثنا لاحقاً؟
– نيّالَك، ما زلت تصدّق. بالَك مرتاح. إلى اللقاء