إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ليست المرة الاولى التي يقرر فيها رجل الاعمال “بهاء الحريري” العودة الى لبنان، وبالشعار نفسه “إكمال مسيرة والده الشهيد رفيق الحريري”.
قبل ايام عاد بهاء الحريري الى لبنان وبدأ سلسلة استقبالات لعشائر عربية، ووفود، تطمع في ما يتيسَر من عطاءات موعودة، قد لا تحصل، لما يعرف عن بهاء أنه من نوع “اليد المُقفلة” وليس “المَبسوطة”! فهو يكثر من الوعود، ليعود فيخيب امل الموعودين!
بهاء الحريري استفاق على مسيرة والده، بعد ان علق شقيقه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري العمل السياسي، وهو الذي لم يزر ضريح والده طوال 19عاما بحجة انشغاله بالاعمال وقدرته على العدل بين اربع نساء. كما انه لا يملك منزلاً في لبنان، ويقيم في فندق فينيسيا في العاصمة بيروت، كما قالت لنا مصادر مقرّبة من عائلة الحريري.
وتضيف المصادر المقربة أن “بهاء الحريري” “أنذرَّ عمته “بهية” لإخلاء المنزل الذي تقيم فيه في “مجدليون”، وهو فيلا كان بناها شقيقها الشهيد رفيق الحريري، وسكنت فيها النائب السابق “بهية”، الى ان شاء حصر إرث الرئيس الشهيد ان يكون سكن عمته من حصة” بهاء”، وهي التي ساعدت والده على تربيته مع شقيقه سعد، أثناء غياب الوالد في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك خاطب عمته عبر محام لتُخلي المنزل، فدفع نجلُها “نادر” ثمن المنزل، ويقال انه بلغ 3 ملايين دولار، وبقيت بهية الحريري في المنزل.
تضيف المصادر أن بهاء الحريري الذي، يوم ساءت علاقة المملكة بشقيقه، لاسباب لا علاقة بالسياسة ولا بمواقف الرئيس سعد الحريري، بل بموقف شخصي قديم بين ولي عهد المملكة والرئيس سعد الحريري، جاء الى لبنان، وأوفد مندوبيه الى عدد من قيادات قوى 14 من آذار طالباً ان يوالوه بصفته الوريث الطبيعي للحريرية السياسية ولشقيقه الذي كان محتجزا في المملكة العربية السعودية.
بهاء الحريري ـ تضيف المصادر ـ اتصل بشقيقه اسعد، وهو تحت الحصار في جريمة 7 ايار التي ارتبها حزب الله في حق العاصمة بيروت، وحق تيار المستقبل، وزخات الرصاث تتساقط على “بيت الوسط”، ليطلب من شقيقه سداد دين، بحجة انه إذا قتل شقيقه فمن سيسدد له الدين!
بهاء الحريري، جاء الى بيروت قبيل الانتخابات النيابية السابقة، ليرث تيار المستقبل وزعامة شقيقه، وعمل على تشكيل لوائح انتخابية، وفتح محطة تلفزيونية وأخرى إذاعية، وعندما اكتشف لنه سيخرج من الانتخابات خالي الوفاض غادر لبنان ولم يعد إلا قبل أيام.
تضيف المصادر أن بهاء الحريري لم يعد الى لبنان بقرار منه، بل بغمزة سعودية، حيث تشير المعلومات الى ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مستاء من احتضان الامارات العربية المتحدة للرئيس سعد الحريري، فضلا عن التناقض في المواقف بين الامارات والمملكة بسبب حرب السودان، والموقف من سوريا حيث تسعى الامارات الى التمايز عن المملكة في مواقفها. فكان ان ابلغت بهاء الحريري نصيحة مفادها انها لا تعارض وجوده السياسي في لبنان. وفي كل الأحوال، سيعمل بهاء على شرذمة تيار الحريرية السياسية قدر ما يستطيع، كونه سيلجأ الى إرث الحريرية الذي راكمه شقيقه، وسيجد البعض من النفعيين والمتسلقين الذين يجدون فيه خزنة مالية للإفادة منها.
شرذمة الحريرية السياسية مطلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو ما تبرع للقيام به بهاء الحريري، بحجة سد الفجوة التي تركها الرئيس سعد الحريري بتعليقه العمل السياسي.
بهاء الحريري، يعود الى لبنان، ولن يفاجأ أيضا هذه المرة، برفض شخصه البعيد عن هموم الناس ومشاكلها. وهو لا يحمل مشروعا سياسيا او على الاقل لم تتضح معالم مشروعه السياسي. فهو لن يستطيع تقليد والده الشهيد رفيق الحريري، لان الظروف اليوم تختلف جذريا عن تلك التي رافقت مسيرة والده. وهو لن يستطيع ان ينخر في شعبية شقيقه، إلا من النفعيين، والذين هم بمثابة أدران علقت على تيار المستقبل، ولعل وجود بهاء الحريري مناسبة للتخلص من هذه الادران، فكل ما سيفعله سيتلخص في تجاربه السابقة، التي فشلت كلها في ايجاد موقع لبهاء الحريري في السياسة اللبنانية، وهو تاليا سيغادر لبنان قريبا مع وعود لن تتحقق لكل من سيلتقيه سواء وفود شعبية او شخصيات جربته اكثر من مرة .
ولعل ما لم ينتبه اليه بهاء الحريري هو الاستثمار في مسيرة والده، الذي لم ينساه اللبنانيون، ولكن همومهم تجاوزت اليوم صدمة لحظة الاغتيال الشنيعة. ودينامية الحركة السياسية اليوم لا تتوقف كثيرا عند عملية الاغتيال، التي مر عليها قرابة 19عاما. فمن كان في الخامسة من العمر لحظة الاغتيال هو اليوم في عمر 24 سنة، وهو غير معني بحماسة مفرطة لا للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا لمسيرته التي يقرأ عنها ولم يعايشها، بل هو عايش مرحلة الرئيس سعد الحريري وهو يعرفه والتقاه في غير مناسبة وصافحه والتقط معه صور “سيلفي” وسمع منه مواقف سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى امنية، في حين ان بهاء كان خلال تلك المرحلة يراكم ثروته التي ورثها عن والده.