“اشتعلت” بين وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي ورئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، على خلفية انسحاب الوزير ريفي من جلسة مجلس الوزراء لأن المجلس أرجأ للمرة الثانية طلب الوزير ريفي إحالة ملف الارهابي ميشال سماحة الى المجلس العدلي، بعد أن أطلقت سراحه محكمة التمييز العسكرية.
الوزير ريفي قال بعد إنسحابه من الجلسة الحكومية إن لديه بدائل قانونية سيلجأ اليها قريبا لمحاكمة سماحة، في حين غرّد الرئيس الحريري عبر موقع تويتر إن الوزير ريفي لا يمثله، وإنه أخذ موقفه بالانسحاب من الجلسة من دون التنسيق مع احد، مشددا على ضرورة أن لا يزايد أحد عليه في ما يتصل بجريمة إغتيال اللواء وسام الحسن وان كل من ارتكب جريمة سينال عقابه”.
ضد ترشيح فرنجية
معلومات أشارت الى ان ما بين الحريري ريفي ليس قصة الرمانة بل القلوب المليانة، إضافة لسعي متضررين إلى توسيع شق الخلاف بين الرجلين. فلم يُخفِ اللواء الريفي اعتراضه على ترشيح الرئيس الحريري للنائب سليمان فرنجيه لرئاة الجمهورية، وسعى الى خلق حالة اعتراض شمالية نيابة ووزارية ومستقبلية في وجه ترشيح النائب فرنجيه، قبل ان يتدارك الامر الرئيس الحريري ويعمل على إحتواء الحركة الاعتراضية ويلتقي الوزير ريفي في الرياض. ومع ذلك استمر الريفي معارضا ترشيح فرنجيه، إلا أنه لم يرفع من سقف معارضته وأبقاها في حد الاعتراض الشخصي.
وتشير المعلومات انه مع إطلاق سراح ميشال سماحة المتّهم بالإرهاب، إنتفض الوزير ريفي من موقعه كوزير للعدل، ومن موقعه السابق كمدير للامن العام وكشريك اللواء وسام الحسن في القبض على سماحة، وفي اعتبار ان القاء القبض على سماحة هو الذي أدى الى اغتيال الحسن. فاعلن انه لن يقف مكتوف الايدي امام هذه المهزلة القانونية وطالب بإحالة ملف سماحة الى المجلس العدلي، وهدد بالانسحاب من مجلس الوزراء في حال لم يوافق المجلس على إحالة الجريمة.
وإزاء تصلب ريفي في موقفه من ترشيح فرنجيه وفضيحة سماحة، من دون أن يأخذ في الاعتبار الحوار القائم بين حزب الله وتيار المستقبل، من جهة، وحشرة المستقبل بترشيح العماد عون من قبل القوات اللبنانية من جهة ثانية، ورفعه السقف عاليا في وجه المساومات التي قد تحصل سواء في ترشيح فرنجيه او في محاولة لفلفة قضية سماحة، بدأ الوزير ريفي بحصد مزيد من التأييد في صفوف المستقبليين. خصوصا أن احدا منهم لم يفهم الى اليوم لماذا أسقط الرئيس الحريري على رؤوسهم الوزير سليمان فرنجيه مرشحا رئاسيا ضاربا عرض الحائط نبضَ الشارع المستقبلي والآذاري، فشكلت مواقف الوزير ريفي تعبيرا عن متنفس لغضبهم المكبوت.
تمزيق صور الحريري في طرابلس!
اما ثالثة الأسافي، والقشة التي قصمت ضهر البعير بين ريفي والحريري، فكانت حفلة تمزيق صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري في طرابلس، وصور الرئيس سعد الحريري، قبل يوم واحد من جلسة الحكومة التي انسحب منها ريفي. ويبدو حسب ما تشير المعلومات ان هناك من اوغر صدر الرئيس الحريري موحيا اليه بأن أنصار الوزير ريفي يقفون خلف حفلة التمزيق، وان الوزير ريفي الذي نشر أصدقاؤه لافتات في كل لبنان للرئيس الشهيد رفيق الحريري يريدون الابقاء على لافتات ريفي وحدها لانه “لم ولن يساوم على دماء الشهداء”.
وتضيف المعلومات ان ردة فعل الرئيس الحريري والتي فاجأت انصار المستقبل وريفي وجمهور 14 آذار، لم تمر مرور الكرام، حيث انتشر هاشتاغ “الوزير يفي يمثلني”، حصد مئات ألآف الترددات على شبكة تويتر وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان يظهر الى العلن ما يشير الى ان هناك مسعى لمعالجة سوء الفهم” الذي نشأ بين ريفي والحريري.