وقف حرب “التواصل” بين مكونات 14 اذار وجعجع : باقية مهما حصــــل
المركزية- ليس أدّل الى الواقع السياسي المهشّم والمصاب بشظايا التسوية الرئاسية التي هدفت الى اخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة وكسر حلقة المراوحة القاتلة، من بيانات المكاتب الاعلامية للاحزاب والتيارات في ضفتي 14 و8 آذار.
فالاولى خاطبت جماهيرها “لوقف التعرض لقياداتها وتحديداً الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الانجرار الى السجالات،” وسارعت الثانية، لا سيما التيار الوطني الحر الى نفي اي زيارة للمرشح ” الخصم” رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرابية او الغاء مواعيد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بهدف استقباله، فيما حزب الله معتصم بالصمت وركّز جهوده ومواقفه على ملف حجب قناة المنار عن عرب سات موجها “السهام الجارحة” نحو المملكة العربية السعودية وفق ما تبدى من موقف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اتهمها بالضعف والخزيان والاعتداء على الشعوب العربية وتمويل الارهاب، وهو كلام توقف عنده المراقبون السياسيون، سائلين عما اذا كان من رابط بين تصعيد الحزب ضد السعودية والتسوية الرئاسية التي تتعثر.
ذلك ان اجواء التوافق الاقليمي ولو عن بعد المفترض انها انتجت التسوية، كما يقول هؤلاء ، لا تتطابق مع مناخ السخونة في موقف حزب الله بما يحمل من دلالات.
واعرب المراقبون عن تخوفهم من ان تكون الحماوة السياسية، مؤشرا الى اندثار التسوية الرئاسية والعودة مجددا الى مربع التعطيل والجمود الذي تحذر منه بكركي ويلفت الى خطورته العاملون على خط تسويقها.
حال 14 اذار: في الاثناء، وبعد الاجتماع الذي انعقد مساء السبت في بيت الوسط بين مسؤولين في “المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية” وما ساده من اختلاف كبير في وجهات النظر، عكست مواقف نواب القوات، في ضوء صمت قيادته وفريق مستشاري رئيس الحزب سمير جعجع ،اذ تردد انهم في خلوة للهيئة التنفيذية لدرس الموقف واتخاذ القرار من التسوية، نقمة واضحة على عدم وضع الحلفاء في 14 اذار في اجواء التسوية، اذ قال النائب انطوان زهرا “اذا انتُخب فرنجية رئيساً سنُعيد النظر في اهداف تحالف “14 آذار، مشيرا الى اننا “ننتظر التوضيحات التي بناءً عليها نعلن تأييدنا او رفضنا لفرنجية”. وقال “في مفاضلة بين عون وفرنجية، الاحقية للاوّل بالترشح للرئاسة نظرا لنقاط عديدة، ونحن لن نذهب لترشيح عون للرئاسة، بل سعينا خلال الاجتماعات معه للوصول إلى حل قد يتمثل بشخصية اخرى غيره وغير جعجع تريح الافرقاء كافة”.
من جهته، قال النائب فادي كرم لـ”المركزية” “ان التسوية كانت مفاجئة، كاشفا أن “في اجتماع بيت الوسط، حصل نقاش تناول التسوية ومضمونها، والخطوات الواجب اتخاذها ان تم السير بها، واوضح ان الحديث عن ان الاولوية القواتية لعون ذكر من باب المنطق، اذ أن الأقوى في خطه أو تكتله هو دائما صاحب أفضلية على غيره. لكننا لم نتخذ قرارا بترشيح أي كان، ولا نضع فيتو على أحد”.
بيد ان جعجع طمأن الى أن “مهما حصل، 14 آذار باقية، مع أن البعض نعاها منذ الآن، ومرة جديدة لن يصح الا الصحيح”. وفي ما يشبه رفضا مبطنا للتصويت لفرنجية، قال جعجع خلال العشاء السنوي لمصلحة القطاع العام في “القوات” الذي أقيم في معراب “أي خطوة تخدم مشروعنا السياسي نسير بها والعكس صحيح، وبالتالي ورغم كل ما يطرح لن نسير إلا بما نحن مقتنعون به وفي شكل يخدم قضيتنا والمشروع الذي نؤمن به”.تحفّظ الحليف! في غضون ذلك، توقفت اوساط في فريق 14 آذار عند ما وصفته بالصمت المستغرب لحزب الله الذي يعكس تريثا، ليس لمجرد ان الحزب محرج ازاء حليفه العماد عون ولا يمكنه “كسر الجرة” معه بتبني ترشيح فرنجية فحسب، انما لكونه ينتظر على الارجح اشارة اقليمية يتحرك على اساسها بعد نيل مكسب اقليمي يفترض ان تحصّله ايران من السعودية، بما يؤمن الضمانات للحزب بعد التفاهم حولها بين الدولتين. واوضحت ان تحفّظ اطراف من فريق 14 اذار ليس مستغربا، ما دام مرشح التسوية من الفريق المناهض، لكنّ المستغرب ان تكون مكونات 8 آذار التي أختير احد ابرز اقطابها المؤمنين بمشروعها السياسي والذي يملك كل الصفات التي حددها هذا الفريق لرئيس الجمهورية العتيد في جلسات الحوار، تتريث وتتحفظ، علما ان كل الذرائع التي وضعها مقاطعو الجلسات الرئاسية لم تعد قائمة ما دام المرشح اليوم من “عقر دارهم”.