هل وافق الحريري على تعيين شامل روكز قائداً للجيش؟
تترنح تسوية الحريري- فرنجيه على وقع التصعيد في المواقف منها، وهو تصعيد بدأ مع حزب الله واستكمله التيار العوني في حين تلتزم القوات اللبنانية الصمت حتى الآن، وسط ما يُشاع عن قرب صدور موقف تصعيدي من “القوات” برفص رئاسة فرنجيه في المضمون قبل ان تكون في الشكل!
المعلومات تحدثت عن ان حزب الله ابلغ النائب فرنجيه، انه ليس هو من يقرر عودة الرئيس الحريري الى البلاد! كما ان فرنجيه لا يقرر ما إذا كان رئيس الحكومة هو سعد الحريري ام سواه! كما ان لا مبرّر للرئيس الحريري ليرفض رئاسة النائب ميشال عون ويقبل بسليمان فرنجيه رئيساً، ما لم يكن هناك “سلة تنازلات” قدمها فرنجيه منفرداً للحريري من دون التشاور مع الحلفاء في 8 آذار وخصوصا الجنرال عون وحزب الله.
وتضيف ان فرنجيه فاوض الحريري مدة ثلاثة أشهر من دون ان يطلع احدا على مضمون المفاوضات. وهذا ما عاتب به الوزير باسيل النائب قرنجيه في العشاء الذي جمعهما في البترون عقب الاعلان عن التسوية، حيث قال باسيل لفرنجيه: “ان ما قمت به يقارب الغدر”، حسب ما نقل مطلعون على محادثات الجانبين.
تزامناً، رفض رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل اليوم ما وصفه بـ”منطق التضحية بالذات من اجل مصالح الآخرين”، غامزاً من قناة الطلب الى الجنرال عون الانسحاب من السباق الرئاسي لصالح فرنجيه.
وفي سياق متصل يبقى رئيس حزب القوات اللبنانية الصامت الاكير، إلا أن مصادر القوات اعتبرت ان منطق ما يسى بالتسوية المعروضة على اللبنانيين اليوم عموما وعلى قوى 14 آذار خصوصا، يقارب عملية “الخيانة لدماء الشهداء ولمسيرة ثورة الارز”، مستغربة الاستعجال في السير بتسوية تأتي برئيس طالما جاهر متباهيا بأنه “شقيق رئيس النظام السوري بشار الاسد”، في حين ان الوضع في سوريا وفي المنطقة يتجه الى هزيمة نظام الاسد ومسألة مصير الاسد مطروحة على بساط البحث.
وتضيف مصادر القوات، إن التسوية الحالية لا تترك خيارا للقوات، خصوصا في ضوء ما أعلنه النائب سليمان فرنجيه من منزل النائب وليد جنبلاط، حيث قال :”إنه لن يتعاطى مع قوى 14 آذار لاقناعها بترشحه، فهذه مسؤولية الرئيس الحريري”، وان فرنجيه أخذ على عاتقه مهمة إقناع حلفائه في قوى 8 آذار بقبو وتبني ترشيحه لمنصب الرئاسة.
جعجع يهدّد بـ… عون، وبـ”قانون الستّين”!
واعتبرت مصادر القوات ان فرنجيه وجه رسالة الى جميع قوى 14 آذار وفي مقدمها حزب القوات اللبنانية، مفادها ان اي علاقة مع الرئيس المرتقب تمر حكما بالرئيس الحريري، وان لا نية لدى فرنجيه للتعاطي مع القوات اللبنانية كمكون سياسي مسيحي ووطني له وزنه وثقله في الحياة السياسية اللبنانية إلا عبر الرئيس الحريري، وهذا ما لم ولن تقبل به القوات مهما كانت التضحيات.
وتضيف مصادر القوات ان “البطاقة الحمراء” امام الرئيس المقبل ما زات في يد رئيسها الدكتور جعجع الذي يستطيع في اي وقت ان يقلب الطاولة في وجه الحلفاء والخصوم على حد سواء، مشيرة الى انابرز الاوراق التي يحتفظ بها الدكتور جعجع هي تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الاولى، ما يعني حكما انسحاب الوزير فرنجيه، الذي لم يعلن عن ترشحه رسميا، وهو ما زال يردد انه يقف خلف الجنرال عون، وان ترشيحه لن يكون رسميا طالما ان الجنرال ما زال مرشح قوى 8 آذار.
وفي هذا يصيب جعجع تسوية الحريري – فرنجيه بمقتل يودي بها، فيصبح هو صانع الرئيس وليس اتفاق الحريري- جنبلاط- بري. وهو يستطيع ان يأخذ من الجنرال عون الضمانات التي يريدها، وتنقلب الادوار فيصبح جعجع ضامنا لدور الحريري السياسي في خلال ولاية الجنرال عون بدلا من ان يكون الحريري ضامنا لدور ومستقبل القوات السياسي في ولاية فرنجيه!
وتضيف المصادر ان القوات على استعداد للسير بقانون الستين للانتخابات النيابية بالاتفاق مع التيار العوني، ما يعني عمليا اكتساح جميع الدوائر المسيحية في ما بينهما، وبما يهدد ايضا كتلة النائب وليد جنبلاط، ويقلص حجم كتلة النائب سعد الحريري على حد سواء! ويستطيع تحالف عون – جعجع القضاء على جميع البيوتات السياسية في البلاد، وحتى نيابة سليمان فرنجيه تصبح في خطر.
وتشير الى ان احدا لا يستطيع ان يعيب على القوات موقفها هذا، خصوصا من الحلفاء في قوى 14 آذار.
فالرئيس الحريري فاوض فرنجية سراً، حسب ما تقول المصادر، واتفق معه على تأييد ترشحه للرئاسة الاولى، وتبلغت القوات بمضمون المفاوضات عبر وسائل الاعلام. وكذلك الامر بالنسبة لموافقة الرئيس الحريري على تولي العميد شامل روكز قيادة الجيش، من دون اتفاق او تنسيق مع القوات. ومؤخراً عرفت “القوات” بتسوية فرنجيه- الحريري، ايضا عبر تسريبات إعلامية قيل ان “تيار المستقبل” هو من يقف وراءها.
وتالياً، ما يحق للمستقبل يحق ايضا للقوات إذا كان الامر يندرج في سياق البحث عن الضمانات الشخصية والمكاسب الضيقة.