إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بعد استقالة البابا بندكت، نشر “الشفاف” معلومات مفادها أن إيران خصّصت 3 مليار دولار لمحاولة إيصال “بابا” صديق على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ولاحقا، بدا اهتمام طهران بمن يكون بابا الكاثوليك “مُبرّراً” حينما انفتح البابا فرنسيس على “الشيعة” عبر لقائه التاريخي، في العراق، مع “آية الله السيستاني” وليس مع.. خامنئي!
والآن، بينما ينتظر الكاثوليك انعقاد مجمّع الكرادلة لانتخاب حَبرٍ جديد،، نشرَ الرئيس ترامب صورة لنفسه كـ”بابا ترامب”!
وقد نُشِرت الصورة الأصلية على منصة ترامب الخاصة “تروث سوشال”، ثم تمت مشاركتها عبر حسابات البيت الأبيض الرسمية.
وكان ترامب، قبل أسبوع، قد خرق البروتوكول الفاتيكاني حينما أصرّ على الجلوس في الصفوف الأمامية أثناء تشييع البابا فرنسيس لكي يشهد رحيله عن كثب! (قبل سنوات، تحدث وليد جنبلاط عن الجلوس على ضفة النهر بانتظار مرور.. جثة عدوّه!)
قد يكون ما فعله ترامب مجرد مزحة ساذجة، أو ربما هو اختبار لمدى قدرته على التأثير على الناخبين الكاثوليك خلال فترة رئاسته!
وقد يكون الرئيس ترامب قد أدرك بـ”حِسِّه السياسي” الممتاز أن الكنيسة الكاثوليكية تمرّ الآن بـ”مرحلة إنتقالية” حاسمة، وقابلة للتأثير، في تاريخها الطويل (أنظر استطلاع “بيو” أدناه). (سيكون مفيداً لو توفّرت معلومات حول دور السلطات في اختيار “شيخ الأزهر”، أو “مفتي الديار المصرية” أو “مفتي الجزائر” أو ليبيا (الدور القطري مثلاً) وغيرها من البلدان الإسلامية!)
وكانت علاقة البابا الراحل بترامب معقدة بعض الشيء، إذ اختلفا حول قضايا مثل الهجرة واللاجئين. حتى أن فرنسيس قال ذات مرة إن “الرجل ليس مسيحيًا” إذا قال بعض الأمور التي سمع أن ترامب قالها.
على أي حال، فقد نجح في إثارة غضب عدد كبير من الناس، ليسوا جميعهم من خصومه السياسيين الطبيعيين. فقد حصدت الصورة الآلاف من الردود، أغلبها سلبية. وعبّر كل من الكاثوليك الليبراليين والمحافظين عن استيائهم، ووصفوا الصورة بأنها مسيئة وغير محترمة.”في الوقت نفسه، حصدت الصورة أكثر من 100,000 “إعجاب” (لايك).
وفي كثير من النواحي، كانت هذه الصورة تأكيدًا على تصريح سابق لترامب أدلى به للصحفيين الأسبوع الماضي. حيث قال: “أود أن أكون البابا، سيكون هذا خياري الأول.”
كان ترامب يمزح حينها، وقال لاحقًا إنه لا يفضل أي مرشح في الانتخابات البابوية، لكنه أشار إلى الكاردينال في نيويورك – تيموثي دولان – قائلاً إنه “رجل جيد جدًا.”
لكن صورة ترامب المُعدلة بالذكاء الاصطناعي قد لا تكون مجرد دعابة ساذجة.
في 2 مايو، رد نائب الرئيس جي دي فانس – الذي اعتنق الكاثوليكية في 2019 – على منشور على “إكس” يتحدث عن المسؤوليات الهائلة التي يتحملها وزير الخارجية الكاثوليكي “ماركو روبيو“.
كتب فانس: “أعتقد أنه يستطيع تحمل المزيد. لو كان فقط هناك وظيفة شاغرة لكاثوليكي متدين…”
وكان فانس في الفاتيكان خلال عيد الفصح، والتقى بالبابا في اليوم الذي سبق وفاته.
فمنذ بضعة أشهر، تحدث فانس على قناة فوكس نيوز عن رؤيته المسيحية لـ”المحبة”.
قال فانس: “هناك هذا المفهوم التقليدي – وأعتقد أنه مسيحي جدًا – وهو أن تحب عائلتك أولًا، ثم تحب جيرانك، ثم مجتمعك، ثم مواطني بلدك، وبعد ذلك يمكن أن تركز وتُعطي الأولوية لباقي العالم.”
بعدها، كتب البابا فرنسيس رسالة إلى الولايات المتحدة يرد فيها على هذا المفهوم، حتى وإن لم تكن الرسالة موجهة لفانس بالاسم.
كتب البابا:“المحبة المسيحية ليست توسعًا دائريًا للمصالح يمتد شيئًا فشيئًا ليشمل الآخرين والمجموعات الأخرى.”
“الترتيب الحقيقي للمحبة الذي يجب الترويج له هو ذلك الذي نكتشفه من خلال التأمل الدائم في مَثَل “السامري الصالح”… ومن خلال التأمل في المحبة التي تبني أخوّة منفتحة على الجميع، دون استثناء.”
جدير بالذكر أنه، منذ توليه منصب الرئاسة قبل أقل من أربعة أشهر، كانت علاقة ترامب بالكنيسة الكاثوليكية مثيرة للاهتمام.
فقد حصل على دعم قوي من الكاثوليك الذين يذهبون للقداس أسبوعيًا، والذين يمدحونه بسبب مواقفه ضد الإجهاض ودعمه لسياسات منع الأشخاص المتحولين جنسيًا من استخدام مرافق وساحات الرياضة اغير المختلطة.
في المقابل، واجه معارضة من العديد من الأساقفة بسبب هجماته على المهاجرين وطالبي اللجوء، وخاصة بسبب عمليات الترحيل الجماعي، والتي تخضع حاليًا لتحديات قانونية قد تؤدي – بحسب المراقبين – إلى أزمة دستورية كاملة.
أغلبية كاثوليك أميركا يريدون كنيسة أكثر انفتاحاً
يفيد استطلاع رأي نشره مركز “بيو” المتخصص بالعلاقة بين الدين والسياسة هذا الأسبوع (سينشره “الشفاف” لاحقاً) أن 8 من كل 10 كاثوليك أميركيين يؤيدون استخدام واقي الحمل، والحمل الإصطناعي، وأن 76 بالمئة مع تناول القربان حتى في حال العيش مع شخص بدون زواج، وأن 63 بالمئة مع زواج الكهنة، و59 بالمئة مع سيامة كهنة من النساء، و60 بالمئة مع اعطاء الكهنة حق مباركة المتزوجين المثليين، و50 بالمئة مع الإعتراف بالزواج المثلي.
إقرأ أيضاً:
“الراعي” بابا الفاتيكان!: إستخبارات إيران رصدت ميزانية ٣ مليار للحملة؟
ترامب تقصد وضع الصورة مع سابق تصور و تصميم و هي رسالة موجهة للحزب الديمقراطي الأمريكي التابع للكرسي الرسولي… يستهزئ طبعا و بشدة بعض خوض معركة كسر عضم قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.