لم يهادن الدكتور فارس سعيد يوما حزب الله، وما زال يعلي الصوت في مواجهة هيمنة الحزب الإيراني وصولا الى تأسيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان”.
حملة سعيد ازعجت حزب ايران في لبنان، فرفع عليه قضايا قانونية، على خلفية مواقفه المناهضة للهيمنة الايرانية، وصولا الى التهكم على شعار “رفع الهيمنة الايرانية عن لبنان“. وهو ما ينم عن انزعاج وقلق من الحزب الايراني ومن رعاته الاقليمين، من التراكم في الرأي العام اللبناني الذي سيحدثه « المجلس » تباعا، وصولا الى تأطير الراي العام وحشده في مواجهة الهيمنة الايرانية. على غرار ما قام به “لقاء قرنة شهوان” في مواجهة الهيمنة السورية، وعلى غرار ما يقوم به الشباب العراقي اليوم.
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تقدم الدكتور سعيد بترشحه الى الانتخابات. إلا أنه هذه الدورة، حاول تلافي الوقوع في تحالف مع النائب « فريد هيكل الخازن »، المتحالف مع “تيار المردة » بزعامة النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه، الذي يجاهر بالانتماء لما يسمى “محور المقاومة والممانعة“! فكيف لمن لا ينفك يطالب يوميا برفع هيمنة ايران وحزب الله عن لبنان ان يتحالف انتخابيا مع محور الممانعة وإن بطريقة غير مباشرة؟ خصوصا وان سعيد سيمثل رافعة انتخابية للخازن، ويؤمن له فوزه بالمقعد الانتخابي في حين ستكون خسارة سعيد مضمونة! فيكون بذلك قد اسهم في ايصال نائب متحالف مع محور الممانعة الى الندوة البرلمانية عن سابق تصور وتصميم!
النائب المستقيل نعمة افرام، وبعد ان غادر كتلة التيار العوني النيابية، شكل لائحة مستقلة بالتحالف مع حزب الكتائب اللبنانية، وترك مقعدا شاغرا ضمنها للدكتور سعيد. إلا أن الاخير لم يعط كلمته النهائية للنائب المستقيل افرام، لانه التزم التحالف مع منصور البون، وهو لن يترك البون وحيدا على قارعة اللوائح، خصوصا ان حزب الكتائب يرفض وجود البون على لائحة افرام لان هذا الامر يقلل من حظوظ المرشح الكتائبي على اللائحة.
سعيد الذي قرر خوض الانتخابات دون برنامج انتخابي تقليدي فيه الكثير من الوعود بالاصلاحات والتغيير ومحاربة الفساد، بل بشعار سياسي واضح قائم على مواجهة الاحتلال الايراني للبنان، وصولا الى انهائه، اضافة، الى مناشدة الناخبين في دائرة جبيل كسروان عموما وفي جبيل تحديدا العمل معا على إسقاط مرشح “حزب الله” في هذه الدائرة، لما لهذا الامر من تداعيات خطيرة على القرار السياسي في هذه الدائرة في حال فوز مرشح الحزب.
فهل يقرر سعيد العزوف عن الترشح والانصراف الى مواجهة مرشح حزب الله والعمل على إسقاطه، خصوصا ان حملات الحزب في جبيل والتي عبر عنها مرشح الحزب سابقا تنم عن عنصرية وعصبية دينية وطائفية في حق اهالي جبيل، عموما والكنيسة المارونية تحديدا، فكيف اذا فاز نائب عن الحزب العنصري بمقعد نيابي؟
ام ان الخيار الآخر امام سعيد سيكون الاستمرار في معركته النيابية، لتسجيل موقف اعتراضي على الاحتلال الايراني، والقول ان هناك جماعة لبنانية وحجمها هذا العدد من اصوات الناخبين في دائرة جبيل الانتخابية ترفض الاحتلال الايراني للبنان؟
ام ان سعيد سينضم الى لائحة النائب المستقيل نعمة افرام في اللحظة الاخيرة للاسباب عينها خصوصا ان الخطاب السياسي للكتائب حليف افرام يتماهى مع خطاب سعيد السيادي؟
الايام المقبلة كفيلة بتيبان الى ما سيتجه اليه الدكتور سعيد، وما اذا كان سيدفع ايضا ثمن مواقفه السياسية الوطنية؟