تساءلنا أمس إذا كان أي مسؤول من الحزب الإيراني تفقّدَ مرفأ بيروت بعد انفجار ٤ آب ٢٠٢٠! والجواب، قطعاً لا! هل قدّم نصرالله تعازيه لشعب لبنان لمناسبة أكبر إنفجار غير نووي في التاريخ؟ قطعاً لا! لا بل أنكر معرفته أن هنالك « مينا » في بيروت (هو الخبير في « مرفأ حيفا »!) و« هدّد » من يتّهم حزبه بالمسؤولية وأوعز لنوائبه برفع دعوى ضد « المفتري » الدكتور فارس سعيد!
هل نزل نبيه برّي إلى المرفأ لـ« تفقّد الأضرار »، كما يقال؟ قطعاً لا!
وتساءلنا أيضاً: هل تحاور حسن نصرالله مع « ملك الموت » لإنقاذ بيروت! مثل « النهفة » التي كشفها في خطاب له قائلا أنه « بعد أداء إحدى الصلوات خطر في مخيلته أن ملك الموت جاءه وأبلغه أنه ذاهب إلى إيران لقبض روح قاسم سليماني، لكن الله أمرني أن أذهب إليك وأبلغك بخيار آخر». وأضاف «إن الله خيرني بين تأجيل قبض روح قاسم سليماني أو قبض روحي، فأجبت ملك الموت قطعا: اقبض روحي واترك الحاج قاسم»!
نصرالله يتحدث مع « سفير الله »، فهل قايض روحه بأرواح ٢٠٠ شهيد و٦٠٠٠ جريح في انفجار المرفأ الرهيب؟ أم أن أرواح اللبنانيين أرخص من أرواح « العجم »! (« لا غزة ولا لبنان، نموت من أجل إيران »!)
بالمناسبة، هل تشمل تعازي الحزب القاتل شهداءنا بعد ٤ آب؟ مثل جو بجاني، ولقمان سليم، وغيرهما؟
بعد ١٢ شهراً على تدمير بيروت بالنيترات والصواريخ الإيرانية يخرج الحزب القاتل ببيان يتألف من ٣ فقرات كل منها ٤ أسطر!
« تفقيس » كل فقرة استغرق ٤ أشهر! « إعجاز ديني»! لماذا هذا البيان الآن؟
هل انتابت الحزب « قشعريرة ١٤ آذار ٢٠٠٥ »؟
تعليقنا على البيان: « إيران برّا برّا، بيروت تبقى حرة »! يا خامنئي إرحل و« خدهن معك »!ّ
الشفاف
*
أصدر ما يسمّى حزب الله البيان التالي:
في ذكرى الفاجعة الوطنية الكبرى بانفجار مرفأ مدينة بيروت في الرابع من آب التي طالت لبنان واللبنانيين، يتقدم حزب الله مجدداً بأحر التعازي وأصدق آيات المواساة لعوائل الشهداء الأعزاء، وإلى كل الجرحى الذين يأمل أن ينالوا نعمة الشفاء الكامل، ويعبّر عن تضامنه الصادق مع كل المتضررين، ويستذكر بألم شديد معاناة اللبنانيين في تلك الساعات العصيبة والغيمة السوداء التي عبرت سماء بلدنا وتركت آثارها وأضرارها على كافة المستويات.
إننا نشدد على ضرورة تكاتف اللبنانيين وتماسكهم لتجاوز المحنة الأليمة، والعمل الجاد للوصول إلى الحقيقة الكاملة غير المنقوصة بكل شفافية وصدق، بعيداً عن الاستغلال السياسي الرخيص وتصفية الحسابات والصراعات الداخلية الضيقة التي تخفي في طياتها الكثير من الأهداف الخبيثة وأهمها تغييب الحقيقة وتضييع المسؤوليات، وبالتالي منع المحاسبة ومحاكمة المقصرين والمرتكبين لهذه الجريمة البشعة.
إننا نطالب الجهات القضائية المعنية أن تتعامل مع هذه المسألة الوطنية الكبرى بما تستحق من العناية والجدية والمسؤولية بعيداً عن الاستنساب والضغوط والمصالح، وأن تكشف الحقائق بكل شفافية أمام الرأي العام اللبناني وأمام العالم، وأن نضع بالتالي حداً نهائياً وقاطعاً أمام التلاعب الداخلي والاستغلال الخارجي وتوجيه الاتهامات وتشويه الحقائق على حساب الحقيقة والعدالة وآلام اللبنانيين ومصيرهم.